ب - النصوص التاريخية المتعلّقة بالنساء
نظراً إلى أنّ النصوص المتعلّقة بالنساء وردت بأكملها تقريباً في الصحيح من مقتل سيّد الشهداء و أصحابه ، فمن المناسب أن نذكر - ولو على سبيل الإشارة و الإجمال - دور هؤلاء النسوة (وسنبدأ بالنساء المنسوبات إلى أهل بيت النبيّ صلى اللَّه عليه وآله ، ثمّ النساء الاُخريات ، حسب التسلسل الألفبائي) :
1 . اُمّ البنين
كانت فاطمة الكلابية اُمّ أربعة رجال أبطال من أولاد أمير المؤمنين عليه السلام ، وهم العباس وإخوته الثلاثة ، و قد عرفت ب «اُمّ البنين» . جاء في مقاتل الطالبيّين :
كانت اُمُّ البَنينَ اُمُّ هؤلاء الأربَعَةِ الإِخوَة القَتلى ، تَخرُجُ إلى البَقيعِ ، فَتَندُبُ بَنيها أشجى نُدبَةٍ و أحرَقَها ، فَيجتَمِعُ النّاسُ إلَيها يسمَعون مِنها ، فَكانَ مَروانُ يجيءُ فيمَن يجيءُ لِذلِك ، فَلا يزالُ يسمَعُ نُدبَتَها و يبكي . ۱
2 . اُمّ سلمة
اُمّ سلمة ، زوجة النبيّ صلى اللَّه عليه وآله و التي كانت تربطها علاقة عاطفية عميقة مع أهل البيت عليهم السلام ، كانت الأمينة على ثورة الإمام الحسين عليه السلام و شهادته . و كان النبيّ صلى اللَّه عليه وآله قد أعطاها شيئاً من تربة كربلاء ، و أنباها بأن هذه التربة إذا تحوّلت دماً عبيطاً ، فهو يعني شهادة الإمام الحسين عليه السلام . ۲و كانت اُمّ سلمة قد تحدّثت مع الإمام عليه السلام قبل انطلاقه ۳ ، وقد علمت بشهادة الإمام عليه السلام في يوم عاشوراء ، من خلال رؤية النبيّ صلى اللَّه عليه وآله في المنام ، و كذلك عن طريق تحوّل تلك التربة التي دفعها إليها الرسول صلى اللَّه عليه وآله و كانت تحتفظ بها ، إلى دم عبيط . و كانت من أوائل من أقاموا العزاء على سيّدالشهداء . ۴
1.مقاتل الطالبيين : ص ۹۰ وراجع : هذا المقتل : ج ۲ ، ص ۷۵۰ ، ح ۱۹۶۰ .
2.راجع : ص ۲۴۶ (القسم الثالث / الفصل الثاني / إنباؤه اُمَ سلمة بشهادته) .
3.راجع : ص ۵۴۸ (القسم الرابع : الفصل السادس : من أشار على الإمام عليه السلام بعد التوجّه نحو العراق / اُمَ سَلمة) .
4.راجع : ص ۲۵۴ (القسم الثالث / الفصل الثاني / إراءة النبيَ صلى اللَّه عليه وآله التربة التي يسفك فيها دمه) و ج ۲ ص ۳۰۱ (القسم السادس / الفصل الثاني / رؤيا اُمَ سلمة) .