285
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۱۲۳.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) عن أبي عبيد الضبّيّ : دَخَلنا عَلى‏ أبي هَرْثَمٍ الضَّبِّيِّ حينَ أقبَلَ مِن صِفّينَ - وهُوَ مَعَ عَلِيٍّ عليه السلام - وهُوَ جالِسٌ عَلى‏ دُكّانٍ ۱ ، ولَهُ امرَأَةٌ يُقالُ لَها : جَرداءُ ، هِيَ أشَدُّ حُبّاً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، وأشَدُّ لِقَولِهِ تَصديقاً .
فَجاءَت شاةٌ فَبَعَرَت ، فَقالَ : لَقَد ذَكَّرَني بَعرُ هذِهِ الشّاةِ حَديثاً لِعَلِيٍّ عليه السلام ، قالوا : وما عِلمُ عَلِيٍّ بِهذا ؟
قالَ : أقبَلنا مَرجِعَنا مِن صِفّينَ ، فَنَزَلنا كَربَلاءَ ، فَصَلّى‏ بِنا عَلِيٌّ صَلاةَ الفَجرِ بَينَ شَجَراتٍ ودَوحاتِ حَرمَلٍ ، ثُمَّ أخَذَ كَفّاً مِن بَعرِ الغِزلانِ ، فَشَمَّهُ ، ثُمَّ قالَ : أوِّه ، أوِّه ! يُقتَلُ بِهذَا الغائِطِ ۲ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
قالَ : قالَت جَرداءُ : وما تُنكِرُ مِن هذا ؟ هُوَ أعلَمُ بِما قالَ مِنكَ . نادَت بِذلِكَ وهِيَ في جَوفِ البَيتِ . ۳

1.الدُكّان : الدَكّةُ المبنيّة للجلوس عليها (النهاية : ج ۲ ص ۱۲۸ «دكن») .

2.الغَائِطُ : المُطمَئِنّ الواسع من الأرض (المصباح المنير : ص ۴۵۷ «غوط») .

3.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۳۲ ح ۴۲۰ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۰ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۱۹۸ كلاهما عن أبي عبد اللَّه الضبّي وفيهما «ابن هرثم» ؛ المناقب للكوفي ج ۲ ص ۲۶ ح ۵۱۴ ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۳۶ ح ۱۰۷۷ كلاهما نحوه وراجع : المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۶۳۳ ح ۲۶۰ ومقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۶۵ و كفاية الطالب : ص ۴۲۷ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
284

3 / 3

قِصَّةُ هَرثَمَةَ

۱۲۲.وقعة صفّين عن أبي عبيدة عن هرثمة۱بن سليم : غَزَونا مَعَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام غَزوَةَ صِفّينَ ، فَلَمّا نَزَلنا بِكَربَلاءَ صَلّى‏ بِنا صَلاةً ، فَلَمّا سَلَّمَ رَفَعَ إلَيهِ مِن تُربَتِها ، فَشَمَّها ، ثُمَّ قالَ : واهاً لَكِ أيَّتُهَا التُّربَةُ ! لَيُحشَرَنَّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ .
فَلَمّا رَجَعَ هَرثَمَةُ مِن غَزوَتِهِ إلَى امرَأَتِهِ - وهِيَ جَرداءُ بِنتُ سُمَيرٍ ، وكانَت شيعَةً لِعَلِيٍّ عليه السلام - فَقالَ لَها زَوجُها هَرثَمَةُ : ألا اُعَجِّبُكِ مِن صَديقِكِ أبِي الحَسَنِ ؟ لَمّا نَزَلنا كَربَلاءَ رَفَعَ إلَيهِ مِن تُربَتِها ، فَشَمَّها ، وقالَ : واهاً لَكِ يا تُربَةُ ، لَيُحشَرَنَّ مِنكِ قَومٌ يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ ، وما عِلمُهُ بِالغَيبِ ؟ فَقالَت : دَعنا مِنكَ أيُّهَا الرَّجُلُ ؛ فَإِنَّ أميرَ المُؤمِنينَ عليه السلام لَم يَقُل إلّا حَقّاً .
فَلَمّا بَعَثَ عُبَيدُ اللَّهِ بنُ زِيادٍ البَعثَ الَّذي بَعَثَهُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وأصحابِهِ ، قالَ : كُنتُ فيهِم فِي الخَيلِ الَّتي بَعَثَ إلَيهِم ، فَلَمَّا انتَهَيتُ إلَى القَومِ وحُسَينٍ عليه السلام وأصحابِهِ ، عَرَفتُ المَنزِلَ الَّذي نَزَلَ بِنا عَلِيٌّ فيهِ ، وَالبُقعَةَ الَّتي رُفِعَ إلَيهِ مِن تُرابِها ، وَالقَولَ الَّذي قالَهُ ، فَكَرِهتُ مَسيري ، فَأَقبَلتُ عَلى‏ فَرَسي حَتّى وَقَفتُ عَلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وحَدَّثتُهُ بِالَّذي سَمِعتُ مِن أبيهِ في هذَا المَنزِلِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : مَعَنا أنتَ أو عَلَينا ؟ فَقُلتُ : يَابنَ رَسولِ اللَّهِ ، لا مَعَكَ ولا عَلَيكَ ، تَرَكتُ أهلي ووُلدي أخافُ عَلَيهِم مِن ابنِ زِيادٍ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : فَوَلِّ هَرَباً حَتّى‏ لا تَرى‏ لَنا مَقتَلاً ؛ فَوَالَّذي نَفسُ مُحَمَّدٍ ۲ صلى اللَّه عليه وآله بِيَدِهِ ، لا يَرى‏ مَقتَلَنَا اليَومَ رَجُلٌ ولا يُغيثُنا إلّا أدخَلَهُ اللَّهُ النّارَ .
قالَ : فَأَقبَلتُ فِي الأَرضِ هارِباً حَتّى‏ خَفِيَ عَلَيَّ مَقتَلُهُ . ۳

1.هو هرثمة بن سلمى أو سليم الضبّي، كما في أسانيد الأخبار، و كيفما كان فلم نعثر على ترجمته.

2.الظاهر أنّ الصحيح هو «حسين» لا «محمّد» كما جاء في رواية اُخرى عنه (راجع : ح ۱۲۴).

3.وقعة صفّين : ص ۱۴۰ ، الأمالي للصدوق : ص ۱۹۹ ح ۲۱۳ عن هرثمة بن أبي مسلم ، الملاحم والفتن : ص ۳۳۵ ح ۴۸۸ عن هرثمة بن سلمى ، شرح الأخبار : ج ۳ ص ۱۴۱ ح ۱۰۸۳ عن هزيمة بن سلمة وكلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۱ ص ۳۳۷ ح ۵۸ ؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۱۶۹ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 291475
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي