۸۸۲.تاريخ الطبري عن غلام لعبد الرّحمن بن عبد ربّه الأنصاري : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام رَكِبَ دابَّتَهُ ، ودَعا بِمُصحَفٍ ، فَوَضَعَهُ أمامَهُ ، قالَ : فَاقتَتَلَ أصحابُهُ بَينَ يَدَيهِ قِتالاً شَديداً ۱ .
۸۸۳.تاريخ الطبري عن الزبيدي : وقاتَلَهُم أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام قِتالاً شَديداً ، وأخَذَت خَيلُهُم تَحمِلُ وإنَّما هُمُ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً ، وأخَذَت لا تَحمِلُ عَلى جانِبٍ مِن خَيلِ أهلِ الكوفَةِ إلّا كَشَفَتهُ ، فَلَمّا رَأى ذلِكَ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ - وهُوَ عَلى خَيلِ أهلِ الكوفَةِ - أنَّ خَيلَهُ تَنكَشِفُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، بَعَثَ إلى عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ حِصنٍ ، فَقالَ : أما تَرى ما تَلقى خَيلي مُذُ اليَومِ مِن هذِهِ العِدَّةِ اليَسيرَةِ ؟ اِبعَث إلَيهِمُ الرِّجالَ وَالرُّماةَ ... .
ودَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ ، فَبَعَثَ مَعَهُ المُجَفَّفَةَ وخَمسَمِئَةٍ مِنَ المُرامِيَةِ ، فَأَقبَلوا حَتّى إذا دَنَوا مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَشَقوهُم بِالنَّبلِ ، فَلَم يَلبَثوا أن عَقَروا خُيولَهُم ، وصاروا رَجّالَةً كُلُّهُم . ۲
۸۸۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ : حَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ حَتّى طَعَنَ فُسطاطَ الحُسَينِ عليه السلام بِرُمحِهِ ، ونادى : عَلَيَّ بِالنّارِ حَتّى اُحَرِّقَ هذَا البَيتَ عَلى أهلِهِ . قالَ : فَصاحَ النِّساءُ ، وخَرَجنَ مِنَ الفُسطاطِ .
قالَ : وصاحَ بِهِ الحُسَينُ عليه السلام : يَا بنَ ذِي الجَوشَنِ ! أنتَ تَدعو بِالنّارِ لِتُحَرِّقَ بَيتي عَلى أهلي ؟ حَرَّقَكَ اللَّهُ بِالنّارِ !
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني سُلَيمانُ بنُ أبي راشِدٍ عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ : قُلتُ لِشِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : سُبحانَ اللَّهِ ! إنَّ هذا لا يَصلُحُ لَكَ ، أتُريدُ أن تَجمَعَ عَلى نَفسِكَ خَصلَتَينِ ، تُعَذِّبُ بِعَذابِ اللَّهِ ، وتَقتُلُ الوِلدانَ وَالنِّساءَ ! وَاللَّهِ ، إنَّ في قَتلِكَ الرِّجالَ لَما تُرضي بِهِ أميرَكَ .
قالَ : فَقالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : قُلتُ : لا اُخبِرُكَ مَن أنَا . قالَ : وخَشيتُ وَاللَّهِ ، أن لَو عَرَفَني أن يَضُرَّني عِندَ السُّلطانِ .
قالَ : فَجاءَهُ رَجُلٌ كانَ أطوَعَ لَهُ مِنّي ، شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، فَقالَ : ما رَأَيتُ مَقالاً أسوَأَ مِن قَولِكَ ، ولا مَوقِفاً أقبَحَ مِن مَوقِفِكَ ، أمُرعِباً لِلنِّساءِ صِرتَ؟ قالَ : فَأَشهَدُ أنَّهُ استَحيا ، فَذَهَبَ لِيَنصَرِفَ ، وحَمَلَ عَلَيهِ زُهَيرُ بنُ القَينِ في رِجالٍ مِن أصحابِهِ عَشَرَةٍ ، فَشَدَّ عَلى شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ وأصحابِهِ ، فَكَشَفَهُم عَنِ البُيوتِ حَتَّى ارتَفَعوا عَنها ، فَصَرَعوا أبا عَزَّةَ الضِّبابِيَّ فَقَتَلوهُ ، فَكانَ مِن أصحابِ شِمرٍ ، وتَعَطَّفَ النّاسُ عَلَيهِم فَكَثَروهُم ، فَلا يَزالُ الرَّجُلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام قَد قُتِلَ ، فَإِذا قُتِلَ مِنهُمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ تَبَيَّن فيهِم ، واُولئِكَ كَثيرٌ لا يَتَبَيَّنُ فيهِم ما يُقتَلُ مِنهُم . ۳
1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ وليس فيه ذيله .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۶ نحوه وفيه «الحصين بن نمير» وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ وفيه صدره إلى «بالنار» وراجع : الملهوف : ص ۱۷۳ و بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۴ .