813
الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام

۸۸۲.تاريخ الطبري عن غلام لعبد الرّحمن بن عبد ربّه الأنصاري : إنَّ الحُسَينَ عليه السلام رَكِبَ دابَّتَهُ ، ودَعا بِمُصحَفٍ ، فَوَضَعَهُ أمامَهُ ، قالَ : فَاقتَتَلَ أصحابُهُ بَينَ يَدَيهِ قِتالاً شَديداً ۱ .

۸۸۳.تاريخ الطبري عن الزبيدي : وقاتَلَهُم أصحابُ الحُسَينِ عليه السلام قِتالاً شَديداً ، وأخَذَت خَيلُهُم تَحمِلُ وإنَّما هُمُ اثنانِ وثَلاثونَ فارِساً ، وأخَذَت لا تَحمِلُ عَلى‏ جانِبٍ مِن خَيلِ أهلِ الكوفَةِ إلّا كَشَفَتهُ ، فَلَمّا رَأى‏ ذلِكَ عَزرَةُ بنُ قَيسٍ - وهُوَ عَلى‏ خَيلِ أهلِ الكوفَةِ - أنَّ خَيلَهُ تَنكَشِفُ مِن كُلِّ جانِبٍ ، بَعَثَ إلى‏ عُمَرَ بنِ سَعدٍ عَبدَ الرَّحمنِ بنَ حِصنٍ ، فَقالَ : أما تَرى‏ ما تَلقى‏ خَيلي مُذُ اليَومِ مِن هذِهِ العِدَّةِ اليَسيرَةِ ؟ اِبعَث إلَيهِمُ الرِّجالَ وَالرُّماةَ ... .
ودَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ ، فَبَعَثَ مَعَهُ المُجَفَّفَةَ وخَمسَمِئَةٍ مِنَ المُرامِيَةِ ، فَأَقبَلوا حَتّى‏ إذا دَنَوا مِنَ الحُسَينِ عليه السلام وأصحابِهِ رَشَقوهُم بِالنَّبلِ ، فَلَم يَلبَثوا أن عَقَروا خُيولَهُم ، وصاروا رَجّالَةً كُلُّهُم . ۲

۸۸۴.تاريخ الطبري عن أبي مخنف : حَدَّثَني نُمَيرُ بنُ وَعلَةَ : حَمَلَ شِمرُ بنُ ذِي الجَوشَنِ حَتّى‏ طَعَنَ فُسطاطَ الحُسَينِ عليه السلام بِرُمحِهِ ، ونادى‏ : عَلَيَّ بِالنّارِ حَتّى‏ اُحَرِّقَ هذَا البَيتَ عَلى‏ أهلِهِ . قالَ : فَصاحَ النِّساءُ ، وخَرَجنَ مِنَ الفُسطاطِ .
قالَ : وصاحَ بِهِ الحُسَينُ عليه السلام : يَا بنَ ذِي الجَوشَنِ ! أنتَ تَدعو بِالنّارِ لِتُحَرِّقَ بَيتي عَلى‏ أهلي ؟ حَرَّقَكَ اللَّهُ بِالنّارِ !
قالَ أبو مِخنَفٍ : حَدَّثَني سُلَيمانُ بنُ أبي راشِدٍ عَن حُمَيدِ بنِ مُسلِمٍ ، قالَ : قُلتُ لِشِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ : سُبحانَ اللَّهِ ! إنَّ هذا لا يَصلُحُ لَكَ ، أتُريدُ أن تَجمَعَ عَلى‏ نَفسِكَ خَصلَتَينِ ، تُعَذِّبُ بِعَذابِ اللَّهِ ، وتَقتُلُ الوِلدانَ وَالنِّساءَ ! وَاللَّهِ ، إنَّ في قَتلِكَ الرِّجالَ لَما تُرضي بِهِ أميرَكَ .
قالَ : فَقالَ : مَن أنتَ ؟ قالَ : قُلتُ : لا اُخبِرُكَ مَن أنَا . قالَ : وخَشيتُ وَاللَّهِ ، أن لَو عَرَفَني أن يَضُرَّني عِندَ السُّلطانِ .
قالَ : فَجاءَهُ رَجُلٌ كانَ أطوَعَ لَهُ مِنّي ، شَبَثُ بنُ رِبعِيٍّ ، فَقالَ : ما رَأَيتُ مَقالاً أسوَأَ مِن قَولِكَ ، ولا مَوقِفاً أقبَحَ مِن مَوقِفِكَ ، أمُرعِباً لِلنِّساءِ صِرتَ؟ قالَ : فَأَشهَدُ أنَّهُ استَحيا ، فَذَهَبَ لِيَنصَرِفَ ، وحَمَلَ عَلَيهِ زُهَيرُ بنُ القَينِ في رِجالٍ مِن أصحابِهِ عَشَرَةٍ ، فَشَدَّ عَلى‏ شِمرِ بنِ ذِي الجَوشَنِ وأصحابِهِ ، فَكَشَفَهُم عَنِ البُيوتِ حَتَّى ارتَفَعوا عَنها ، فَصَرَعوا أبا عَزَّةَ الضِّبابِيَّ فَقَتَلوهُ ، فَكانَ مِن أصحابِ شِمرٍ ، وتَعَطَّفَ النّاسُ عَلَيهِم فَكَثَروهُم ، فَلا يَزالُ الرَّجُلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام قَد قُتِلَ ، فَإِذا قُتِلَ مِنهُمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ تَبَيَّن فيهِم ، واُولئِكَ كَثيرٌ لا يَتَبَيَّنُ فيهِم ما يُقتَلُ مِنهُم . ۳

1.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۱ ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ وليس فيه ذيله .

2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۶ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۶ نحوه وفيه «الحصين بن نمير» وراجع : المنتظم : ج ۵ ص ۳۳۹ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۸ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ نحوه ، المنتظم : ج ۵ ص ۳۴۰ وفيه صدره إلى «بالنار» وراجع : الملهوف : ص ۱۷۳ و بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۵۴ .


الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
812

۸۷۹.مثير الأحزان : فَقالَ عَمرُو بنُ الحَجّاجِ : يا حَمقى‏ ! أتَدرونَ مَن تُقاتِلونَ مُبارَزَةً ؟ فُرسانَ الحَرِّ ۱ ، وقَوماً مُستَميتينَ، فَصاحَ عُمَرُ بنُ سَعدٍ ، فَرَجَعوا إلى‏ مَواقِفِهِم . ۲

۸۸۰.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : قيلَ لِرَجُلٍ شَهِدَ يَومَ الطَّفِّ مَعَ عُمَرَ بنِ سَعدٍ : وَيحَكَ ! أقَتَلتُم ذُرِّيَّةَ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله ؟ فَقالَ : عَضَضتُ بِالجَندَلِ ۳ ؛ إنَّكَ لَو شَهِدتَ ما شَهِدنا لَفَعَلتَ ما فَعَلنا ، ثارَت عَلَينا عِصابَةٌ ، أيديها في مَقابِضِ سُيوفِها كَالاُسودِ الضّارِيَةِ ، تَحطِمُ الفُرسانَ يَميناً وشِمالاً ، وتُلقي أنفُسَها عَلَى المَوتِ ؛ لا تَقبَلُ الأَمانَ ، ولا تَرغَبُ فِي المالِ ، ولا يَحولُ حائِلٌ بَينَها وبَينَ الوُرودِ عَلى‏ حِياضِ المَنِيَّةِ ، أوِ الاِستيلاءِ عَلَى المُلكِ ؛ فَلَو كَفَفنا عَنها رُوَيداً لَأَتَت عَلى‏ نُفوسِ العَسكَرِ بِحَذافيرِها ۴ ؛ فَما كُنّا فاعِلينَ لا اُمَّ لَكَ ؟ ! ۵

2 / 11

اِشتِدادُ القِتالِ في نِصفِ النَّهارِ

۸۸۱.أنساب الأشراف : رَكِبَ الحُسَينُ عليه السلام دابَّةً لَهُ ، ووَضَعَ المُصحَفَ في حِجرِهِ بَينَ يَدَيهِ ، فَما زادَهُم ذلِكَ إلّا إقداماً عَلَيهِ ، ودَعا عُمَرُ بنُ سَعدٍ الحُصَينَ بنَ تَميمٍ ، فَبَعَثَ مَعَهُ المُجَفَّفَةَ ۶ وخَمسَمِئَةٍ مِنَ المُرامِيَةِ ، فَرَشَقُوا الحُسَينَ عليه السلام وأصحابَهُ بِالنَّبلِ حَتّى‏ عَقَروا خُيولَهُم ، فَصاروا رَجّالَةً كُلُّهُم ، وَاقتَتَلوا نِصفَ النَّهارِ أشَدَّ قِتالٍ وأبرَحَهُ ، وجَعَلوا لا يَقدِرونَ عَلى‏ إتيانِهِم إلّا مِن وَجهٍ واحِدٍ ؛ لِاجتِماعِ أبنِيَتِهِم وتَقارُبِها ، ولِمَكانِ النّارِ الَّتي أوقَدوها خَلفَهُم .
وأمَرَ عُمَرُ بِتَخريقِ أبنِيَتِهِم وبُيوتِهِم ، فَأَخَذوا يُخرِقونَها بِرِماحِهِم وسُيوفِهِم ، وحَمَلَ شِمرٌ فِي المَيسَرَةِ حَتّى‏ طَعَنَ فُسطاطَ الحُسَينِ عليه السلام بِرُمحِهِ ، ونادى‏ : عَلَيَّ بِالنّارِ حَتّى‏ اُحرِقَ هذَا البَيتَ عَلى‏ أهلِهِ ، فَصِحنَ النِّساءُ ووَلوَلنَ ، وخَرَجنَ مِنَ الفُسطاطِ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وَيحَكَ ، أتَدعو بِالنّارِ لِتُحرِقَ بَيتي عَلى‏ أهلي ؟ ۷

1.كذا في المصدر ، والظاهر أنّ الصواب : «المصر» كما في المتن السابق .

2.مثير الأحزان : ص ۶۰ .

3.الجندل : الحجارة (لسان العرب : ج ۱۱ ص ۱۲۸ «جندل») .

4.حذافير الشي‏ء : أعاليه ونواحيه ، بحذافيره : أي بجميعه (لسان العرب : ج ۴ ص ۱۷۷ «حذفر») .

5.شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد : ج ۳ ص ۲۶۳ .

6.التِجاف ، بالكسر : آلة للحرب يُلْبَسُهُ الفرس والإنسان ليقيه في الحرب ، وجفّف الفرس : ألبسه إيّاه (القاموس المحيط : ج ۳ ص ۱۲۴ «جفف») .

7.أنساب الأشراف : ج ۳ ص ۴۰۱ .

  • نام منبع :
    الصّحیح من مقتل سیّد الشّهداء و أصحابه علیهم السّلام
عدد المشاهدين : 289952
الصفحه من 850
طباعه  ارسل الي