2 / 12
صَلاةُ الجَماعَةِ بِإِمامَةِ الحُسَينِ عليه السلام في ظُهرِ عاشوراءَ
۸۹۰.تاريخ الطبري عن حميد بن مسلم : فَلا يَزالُ الرَّجُلُ مِن أصحابِ الحُسَينِ عليه السلام قَد قُتِلَ ، فَإِذا قُتِلَ مِنهُمُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلانِ تَبَيَّنَ فيهِم ، واُولئِكَ كَثيرٌ لا يَتَبَيَّنُ فيهِم ما يُقتَلُ مِنهُم .
قالَ : فَلَمّا رَأى ذلِكَ أبو ثُمامَةَ عَمرُو بنُ عَبدِ اللَّهِ الصّائِدِيُّ قالَ لِلحُسَينِ عليه السلام : يا أبا عَبدِ اللَّهِ ، نَفسي لَكَ الفِداءُ ! إنّي أرى هؤُلاءِ قَدِ اقتَرَبوا مِنكَ ، ولا وَاللَّهِ ، لا تُقتَلُ حَتّى اُقتَلَ دونَكَ إن شاءَ اللَّهُ ، واُحِبُّ أن ألقى رَبّي وقَد صَلَّيتُ هذِهِ الصَّلاةَ الَّتي دَنا وَقتُها .
قالَ : فَرَفَعَ الحُسَينُ عليه السلام رَأسَهُ ، ثُمَّ قالَ : ذَكَرتَ الصَّلاةَ ، جَعَلَكَ اللَّهُ مِنَ المُصَلّينَ الذّاكِرينَ ! نَعَم ، هذا أوَّلُ وَقتِها ، ثُمَّ قالَ : سَلوهُم أن يَكُفُّوا عَنّا حَتّى نُصَلِّيَ .
فَقالَ لَهُمُ الحُصَينُ بنُ تَميمٍ : إنَّها لا تُقبَلُ ! فَقالَ لَهُ حَبيبُ بنُ مُظاهِرٍ : لا تُقبَلُ؟! زَعَمتَ الصَّلاةَ مِن آلِ رَسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه وآله لا تُقبَلُ ، وتُقبَلُ مِنكَ يا حِمارُ ۱ ؟ !...
وقَتَلَ أبو ثُمامَةَ الصّائِدِيُّ ابنَ عَمٍّ لَهُ كانَ عَدُوّاً لَهُ ، ثُمَّ صَلُّوا الظُّهرَ ، صَلّى بِهِمُ الحُسَينُ عليه السلام صَلاةَ الخَوفِ ، ثُمَّ اقتَتَلوا بَعدَ الظُّهرِ ، فَاشتَدَّ قِتالُهُم . ۲
۸۹۱.الملهوف : حَضَرَت صَلاةُ الظُّهرِ ، فَأَمَرَ الحُسَينُ عليه السلام زُهَيرَ بنَ القَينِ وسَعيدَ بنَ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيَّ أن يَتَقَدَّما أمامَهُ بِنِصفِ مَن تَخَلَّفَ مَعَهُ ، ثُمَّ صَلّى بِهِم صَلاةَ الخَوفِ ، فَوَصَلَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام سَهمٌ ، فَتَقَدَّمَ سَعيدُ بنُ عَبدِ اللَّهِ الحَنَفِيُّ ووَقَفَ يَقيهِ بِنَفسِهِ ، ما زالَ ولا تَخَطّى حَتّى سَقَطَ إلَى الأَرضِ ، وهُوَ يَقولُ : اللَّهُمَّ العَنهُم لَعنَ عادٍ وثَمودَ ، اللَّهُمَّ أبلِغ نَبِيَّكَ عَنِّي السَّلامَ ، وأبلِغهُ ما لَقيتُ مِن ألَمِ الجِراحِ ؛ فَإِنّي أرَدتُ ثَوابَكَ في نَصرِ ذُرِّيَّةِ نَبِيِّكَ ، ثُمَّ قَضى نَحبَهُ رِضوانُ اللَّهِ عَلَيهِ ، فَوُجِدَ بِهِ ثَلاثَةَ عَشَرَ سَهماً سِوى ما بِهِ مِن ضَربِ السُّيوفِ وطَعنِ الرِّماحِ . ۳
1.ويحتمل أن تكون بالخاء المعجمة ، أي : «يا خمّار» ؛ بقرينة بعض النقول حيث جاء فيها : «... وتقبل منك وأنت شارب الخمر ؟!» .
2.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۴۳۹ - ۴۴۱ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۶۷ بزيادة «ففعلوا» بعد «حتّى نصلّي» ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۶ نحوه وليس فيه ذيله من «وقتل» ؛ بحار الأنوار : ج ۴۵ ص ۲۱ .
3.الملهوف : ص ۱۶۵ ؛ مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۲ ص ۱۷ نحوه وراجع : هذا الكتاب : ج ۲ ص ۶۹ (الفصل الثالث : مقتل أصحابه / سعيد بن عبد اللَّه الحنفي) .