عبد اللّه بن مسعود بن غافل بن حبيب، أبو عبد الرحمان الهذليّ المكيّ المهاجريّ البدريّ حليف بني زهرة، كان من السابقين الاَوّلين شهد بدراً وهاجر الهجرتين، حدَّث عنه أبو موسى وأبو هريرة وابن عباس وجابر وأنس ولفيف من التابعين.
يذكر هو بدايات إسلامه، ويقول: قدمتُ مكة مع عمومة لي أو أناس من قومي، نبتاع منها متاعاً، وكان في بغيتنا شراء عطر، فأرشدونا على العباس فانتهينا إليه، وهو جالس إلى زمزم، فجلسنا إليه، فبينا نحن عنده إذ أقبل رجل من باب الصفا، أبيض تعلوه حمرة، له وفرة جعدة إلى أنصاف اذنيه، أشمّ، أقنى، أذلف أدعج العينين، برّاق الثنايا، دقيق المسربة، شثن الكفين و القدمين، كثّ اللحية عليه ثوبان أبيضان، كأنّه القمر ليلة البدر، يمشي على يمينه غلام حسن الوجه، مراهق أو محتلم، تقفوهم امرأة قد سترت محاسنها، حتى قصد نحو الحجر، فاستلم ثم استلم الغلام واستلمت المرأة ثمّ طاف بالبيت سبعاً، وهما يطوفان معه، ثمّ استقبل الركن، فرفع يده وكبّـر، وقام ثمّ ركع، ثمّ سجد ثمّ قام فرأينا شيئاً أنكرناه لم نكن نعرفه بمكة فأقبلنا على العباس، فقلنا: يا أبا الفضل! إنّهذا الدين حدَث فيكم أو أمر لم نكن نعرفه؟ قال: أجل واللّه ما تعرفون، هذا ابن أخي محمد ابن عبد اللّه والغلام علي بن أبي طالب، والمرأة خديجة بنت خويلد امرأته أما واللّه ما على وجه الاَرض أحد نعلمه يعبد اللّه بهذا الدين إلاّهوَلاء الثلاثة.(۱)
كان ابن مسعود أوّل من جهر بالقرآن بمكة بعد رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) ، اجتمع يوماً أصحاب رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقالوا: واللّه ما سمعت قريش هذا القرآن يجهر لها به قطُّ فَمَنْ رجل يُسمعه، فقال عبد اللّه بن مسعود: أنا، فقالوا: إنّا نخشاهم عليك إنّما نريد رجلاً له عشيرة تمنعه من القوم إن أرادوه، فقال: دعوني فانّ اللّه سيمنعني فغدا عبد اللّه حتى أتى المقام في الضحى وقريش في أنديتهاحتى قام عند المقام، فقال رافعاً صوته: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ( الرّحمنُ* عَلَّمَ القُرآنَ) فاستقبلها فقرأ بها، فتأملوا فجعلوا يقولون ما يقول ابن أُم عبد، ثمّ قالوا: إنّه ليتلو بعض ما جاء به محمد فقاموا فجعلوا يضربون في وجهه، وجعل يقرأ حتى بلغ منها ما شاء اللّه أن يبلغ ثمّانصرف إلى أصحابه وقد أثّروا بوجهه، فقالوا : هذا الذي خشينا عليك، فقال: ما كان أعداء اللّه قط أهون عليَّ منهم الآن ولئن شئتم غاديتهم بمثلها غداً، قالوا: حسبك قد أسمعتهم ما يكرهون.(۲)
وقد بعثه عمر إلى الكوفة ليعلّمهم أُمور دينهم وبعث عماراً أميراً وكتب إليهم: انّهما من النجباء من أصحاب محمّد من أهل بدر، فاقتدوا بهما، واسمعوا من قولهما، وقد آثرتكم بعبد اللّهبن مسعود على نفسي.(۳)
وكان بينه و بين عثمان مشاحة لاَنّ عثمان عزل سعد بن أبي وقاص ونصب مكانه الوليد بن عقبة، وكان مفاتيح بيت المال بيد عبد اللّه بن مسعود، وكان لا يأتمر بما يأمره الوليد بن عقبة في التصرف في أموال بيت المال إلى أن اضطر إلى التخلي عن هذا المنصب، وألقى مفاتيح بيت المال إلى الوليد بن عقبة، وقال: من غيّر غيّر اللّه ما به، ومن بدَّل أسخط اللّه عليه، وما أرى صاحبكم إلاّوقد غيّر وبدَّل، أيُعزل مثل سعد بن أبي وقاص ويُولّى الوليد وكان يتكلم بكلام لا يدعه وهو: انّ أصدق الحديث كتاب اللّه، وأوثق العرى كلمة التقوى، وخير الملل ملّة إبراهيم، وأحسن السنن سنّة محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وخير الهدى هدى الاَنبياء، وأشرف الحديث ذكر اللّه وخير القصص القرآن، وخير الاَُمور عواقبها، وشر الاَُمور محدثاتها ـ إلى أن قال: ـ وشر الندامة ندامة القيامة، وشر الضلالة الضلالة بعد الهدى، وخير الغنى غنى النفس، وخير الزاد التقوى.(۴)
فكتب الوليد إلى عثمان بذلك، فكتب إليه عثمان يأمره بإشخاصه فاجتمع الناس، فقالوا: أقم، ونحن نمنعك أن يصل إليك شيء تكرهه، فقال: إنّها ستكون أُمور وفتن لا أحبُّ أن أكون أوّل من فتحها، فردّ الناس وخرج إلى عثمان.(۵)
وعلى أيّة حال لما مرض ابن مسعود أوصى أن لا يصلّي عليه عثمان فدفن بالبقيع، وعثمان لا يعلم فلما علم غضب، وقال: سبقتموني به، فقال له عمار بن ياسر: إنّه أوصى أن لا تصلّي عليه، فتمثل الزبير:
لاَلفينّك بعد الموت تندبنــي وفي حياتي ما زودتني زادا(۶)
توفي سنة ثلاث وثلاثين وكان عمره يوم توفي بضعاً وستين سنة.
وأخيراً اتّفقا له في الصحيحين على ۶۴ حديثا،ً وانفرد له البخاري بإخراج۲۱حديثاً، ومسلم بإخراج ۳۵ حديثاً. وله عند بَقيّ بالمكرر ۸۴۰ حديثاً.
وقد جُـمِعت أحاديثه في المسند الجامع فبلغت ۴۸۶ حديثاً.
روائع احاديثه
فلنذكر شيئاً من روائع أحاديثه:
۱. أخرج الاِمام أحمد في مسنده عن أبي الاَحوص عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : سباب المسلم أخاه فسوق، وقتاله كفر، وحرمة ماله كحرمة دمه.(۷)
۲. أخرج مسلم في صحيحه عن سعد بن أياس أبي عمرو الشيباني عن عبد اللّه بن مسعود، قال: سألت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : أيّ العمل أفضل؟ قال: الصلاة لوقتها، قال: قلت: ثمّ أيّ؟ قال: برُّالوالدين، قال: قلت: ثمّ أيّ؟ قال: الجهاد في سبيل اللّه فما تركت استزيده إلاّ إرعاءً عليه.(۸)
۳. أخرج الاِمام أحمد، عن أبي الاَحوص، عن عبد اللّه، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : الاَيدي ثلاثة فيد اللّه العليا، ويد المعطي التي تليها، ويد السائل السفلى.(۹)وفي مسند ابن خزيمة (هذه الزيادة) إلى يوم القيامة، فاستعفّ عن السوَال ما استطعت.(۱۰)
۴. أخرج ابن ماجة عن عمرو بن مرة، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو على ناقته المخضرمة بعرفات، فقال: أتدرون أيّ يوم هذا، وأيّ شهر هذا، وأيّ بلد هذا؟ قالوا: هذا بلد حرام، وشهر حرام، ويوم حرام، قال: ألا وإنّ أموالكم ودماءكم عليكم حرام كحرمة شهركم هذا، في بلدكم هذا، في يومكم هذا. ألا وإنّي فرطكم على الحوض وأكاثر بكم الاَُمم فلا تسوِّدوا وجهي، ألا وإنّي مُسْتَنْقِذٌ أناساً، ومُسْتَنْقَذٌ منِّي أناس، فأقول: يا ربِّ أُصيحابي؟ فيقول: إنّك لا تدري ما أحدثوا بعدك.(۱۱)
في الزوائد: اسناده صحيح.
وفي هذا الحديث دلالة واضحة على أنّ صحبة الرسول لا تلازم العدالة، وانّه ليس كلّ صحابي عادلاً بل انّ بعضهم أحدثوا وابتدعوا على وجه مُنعوا من الدخول على الحوض مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) وليس هذا نسيج وحده في هذا الموضوع، بل روى البخاري في كتاب الفتن نفس ذلك المضمون.
عن أبي وائل، قال: قال عبد اللّه، قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : أنا فرطكم على الحوض ليرفعنَّ إليّ رجال منكم حتى إذا أهويت لاَناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربي أصحابي، يقول: لا تدري ماأحدثوا بعدك.
وروى أيضاً عن عبد الرحمان بن أبي حازم، قال: سمعت سهل بن سعد، يقول: سمعت النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليرد عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثمّ يُحال بيني وبينهم.
قال أبو حازم فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدِّثهم هذا، فقال:
هكذا سمعتَ سهلاً، فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد عن أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه، قال: إنّهم منّي، فيقال: إنّك لا تدري ما بدّلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدّل بعدي.(۱۲)
۵. أخرج الاِمام أحمد، عن أبي الاَحوص، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ اللّه عزّوجلّ جعل حسنة ابن آدم بعشر أمثالها، إلى سبعمائة ضعف، إلاّالصوم، والصوم لي، وأنا اجزي به، وللصائم فرحتان: فرحة عند إفطاره، وفرحة يوم القيامة، ولخلوف فم الصائم أطيب عند اللّه من ريح المسك.(۱۳)
۶. أخرج أبو داود عن ابن لعبد اللّه بن مسعود، عن ابن مسعود، قال: لا رضاع إلاّما شدّ العظم وأنبت اللحم.(۱۴)
وروى الاِمام أحمد في مسنده عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يحرم من الرضاع إلاّما أنبت اللحم وانشر العظم.(۱۵)
وهذا الحديث يشطب على كثير من الآراء التي تُصوِّر انّخمس رضعات أو عشر رضعات أو المص والمصتان ينشرن الحرمة، والتفصيل في محله.
۷. أخرج النسائي عن أبي وائل عن عبد اللّه بن مسعود عن رسول اللّه، قال: الولد للفراش وللعاهر الحجر.(۱۶)
۸. أخرج الاِمام مسلم عن أبي و ائل عن عبد اللّه بن مسعود، قال: جاء رجل إلى رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال: يا رسول اللّه، كيف ترى في رجل أحبَّ قوماً ولما يلحق بهم، قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : المرء مع من أحب.(۱۷)
إنّ من أحبّشيئاً يتبعه ويجعله أُسوة، قال سبحانه «نقلاً عن أصحاب الجحيم» : (يا وَيْلَتى لَيْتَنِي لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِيلاً) (الفرقان/۲۸) وقال سبحانه: (الاََخِلاّءُ يَومَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاّ الْمُتَّقِين) (الزخرف/۶۷).
۹. أخرج أبو داود، عن أبي وائل، عن عبد اللّه، قال: سمعت رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) يقول: «الغناء ينبت النفاق في القلب».(۱۸)
۱۰. أخرج ابن ماجة، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه، عن أبيه، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : «التائب من الذنب كمن لا ذنب له».(۱۹)
۱۱. أخرج الترمذي، عن ربعي بن خراش، عن عبد اللّهبن مسعود قال: ثلاثة يحبهم اللّه: رجل قام من الليل يتلو كتاب اللّه، ورجل تصدَّق صدقة بيمينه يخفيها، أراه قال: من شماله، ورجل كان في سرية فانهزم أصحابه فاستقبل العدوَّ.(۲۰)
۱۲. أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي وائل، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ الصدق برّ، وإنّ البرّ يهدي إلى الجنّة، وإنّ العبد ليتحرّى الصدق حتى يكتب عند اللّه صدّيقاً؛ وإنّ الكذب فجور، وإنّالفجور يهدي إلى النار، وإنّالعبد ليتحرّى الكذب حتى يكتب كذاباً».(۲۱)
وله ـ رضوان اللّه عليه ـ أحاديث أُخرى يعرب شموخ مضمونها عن صحّتها، نعم عُزِّي إليه أحاديث لا تخلو عن إشكال أوإشكالات ولابدّ من دراستها على ضوء الضوابط التي ألمعنا إليها في مقدمة الكتاب. وإليك البيان:
أحاديثه السقيمة
۱. كلٌّ سيوجّه لما خلق له
أخرج الاِمام أحمد، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه، قال: قال عبد اللّه، قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : إنّ النطفة تكون في الرحم أربعين يوماً على حالها لا تغير، فإذا مضت الاَربعون صارت علقة، ثمّمضغة كذلك، ثمّ عظاماً كذلك، فإذا أراد اللّه أن يسوِّي خلقه بعث إليها ملكاً، فيقول الملك الذي يليه أي ربّأذكر أم أُنثى، أشقي أم سعيد، أقصير أم طويل، أناقص أم زائد، قوته وأجله، أصحيح أم سقيم، قال: فيُكتب ذلك كلّه فقال رجل من القوم: ففيم العمل إذاً وقد فرغ من هذا كلّه؟ قال: اعملوا فكلّسيوجه لما خلق له.(۲۲)
إنّ مضمون الحديث لا يفترق عن الجبر قيد شعرة، ولاَجل ذلك لما سمع الحاضر كلام النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، استغرب، وقال: «ففيم العمل إذاً وقد فرغ من هذا كلّه» أي إذا كان كلّشيء مقدّراً تقديراً قطعيّاً لا يتغير ولا يتبدل، شاء الاِنسان أم لم يشأ، فما فائدة العمل والقيام بالفرائض والاجتناب عن المحرمات؟
وما أجيب به في الرواية عن السوَال، أعني قوله: «اعملوا فكلّ سيوجه لما خلق له». جواب غير مقنع بل تقرير للاِشكال، فانّ محصّل الجواب انّ اللّه سبحانه قدَّر مصير كلّإنسان حيثما كان جنيناً، فكتب على جبين بعضهم السعادة، وعلى جبين الآخر الشقاء، وقد فرغ من التقدير فلا يبدل ولا يغيّر. وكل سيوجه لما خلق له.
وأنت جد عليم بأنّه إذا فرغ سبحانه من التقدير، وكلّ إنسان سيوجه لما خلق له شاء أم لم يشأ، فيكون العمل والطاعة لغواً، لاَنّ تقديره سبحانه لا يتغير ولا يبدّل ،فهو سينتهي إلى الجنة عمل أم لم يعمل، فما هو فائدة العمل كما سينتهي إلى النار، عصى أم لم يعص؟
۲. سبق الكتاب على الاختيار
أخرج مسلم في صحيحه، عن زيد بن وهب عن عبد اللّه بن مسعود، قال: حدّثنا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) وهو الصادق المصدوق: إنّ أحدكم يُجمع خلقُه في بطن أُمّه أربعين يوماً ثمّ يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثمّ يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثمّ يرسل الملك فينفخ فيه الرّوح ويوَمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقيٌّ أو سعيدٌ، فوالذي لا إله غيره انّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة حتى ما يكون بينه وبينها إلاّذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها ، وانّ أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه و بينها إلاّ ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنّة فيدخلها.(۲۳)
قال الاِمام النووي عند شرحه لهذا الحديث:« إنّ المراد بالذراع التمثيل للقرب من موته ودخوله عقبه وانّتلك الدار ما بقي بينه و بين أن يصلها إلاّكمن بقي بينه و بين موضع من الاَرض ذراع.
ثمّأضاف: والمراد بهذا الحديث انّهذا قد يقع في نادر من الناس لا انّه غالب فيهم. ثمّإنّه من لطف اللّه تعالى وسعة رحمته انقلاب الناس من الشر إلى الخير في كثرة، وأمّا انقلابهم من الخير إلى الشر ففي غاية الندور ونهاية القلة، وهو نحو قوله تعالى: «إنّ رحمتي سبقت غضبي وغلبت غضبي».
ويدخل في هذا من انقلب إلى عمل النار بكفر أومعصية، لكن يختلفان في التخليد وعدمه، فالكافر يخلد في النار و العاصي الذي مات موحداً لا يخلد فيها، وفي هذا الحديث تصريح بإثبات القدر وانّ التوبة تهدم الذنوب قبلها، وانّمن مات على شيء حكم له به من خير أو شر إلاّ انّأصحاب المعاصي غير الكفر في المشيئة.(۲۴)
أقول: لما كان الحديث بظاهره دالاً على الجبر، وانّالقدر حاكم على مصير الاِنسان شاء أم أبى، حاول النووي دفع الاِشكالات بالبيان السابق وإن لم يذكر شيئاً من الاِشكال، وما ذكره جواب غير ناجع، وإليك ما فيه من الاِشكالات:
۱. انّالذراع كناية عن قرب الاِنسان من الموت، ففي هذا المجال كيف تكون التوبة أو الاِسلام ناجعاً وقد قال سبحانه: (وَلَيْسَتِ التَّوبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِئات حَتّى إِذا حَضَرَ أَحدَهُمُ المَوتُ قالَإِنِّي تُبْتُ الآنَ وَلا الَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمْ كُفّارٌ أُولئِكَ أَعْتَدْنا لَهُمْ عَذاباً أَليماً) (النساء/۱۸).
۲. ذكر: انّ المراد بهذا الحديث قد يقع في نادر من الناس لا انّه غالب فيهم، وما ذكره اجتهاد من جانبه لم يقم عليه دليل في الرواية لو لم نقل انّ المتبادر هو الغالب، حيث يقول: إنّ أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنّة... الخ.
۳. انّ ظاهر الحديث انّ الاِنسان يكون على نهج ويريد أن يستمر على ذلك النهج إلى آخر عمره ولكن الكتاب (القدر) بما انّه الحاكم الحاسم في حياة الاِنسان يسبق على إرادته ومشيئته، وبالتالي يعمل عملاً إمّا يجره إلى الجنة أو النار، فالدور للتقدير، ـ فهو الذي يدفع الاِنسان إلى عمل الخير أو الشر ـ لا للاِنسان ولا لاِرادته واختياره، وعلى ذلك فلا صلة لما ذكره النووي من تفسيره بالتوبة وغيره من انقلاب الناس من الشر إلى الخير أو من الخير إلى الشر في ظل التوبة.
۴.إنّ من الغريب قوله: وهو نحو قوله تعالى: «إنّ رحمتي سبقت غضبي وغلبت غضبي» مع انّ الوارد في المصحف قوله: (رَبَّنا وَسعتَ كُلّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلماً) (غافر/۷)، مع أنّ التعليل يصح في أحد الشطرين دون الشطر الآخر، إذ فيه يكون الاَمر على العكس ويغلب غضبه رحمته.
إنّهذا الحديث كأكثر ما ورد حول القدر والجبر أحاديث استوردها مستسلمة أهل الكتاب وبثوها في الاَوساط الاِسلامية وتلقاها السُذَّج حقائق راهنة وشوّهوا بها سمعة الاِسلام لدى الاَجانب والغرباء، ولاَجل ذلك ترى أنّكثيراً من المستشرقين يعتقدون انّ الاِسلام من دعاة القول بالجبر.
۵. انّ نبي الاِسلام (صلى الله عليه وآله وسلم) أفصح من نطق بالضاد، وهو مالك أزمة الكلام فلوكان مراده ما يذكره النووي، فله أن يقول: إنّه سبحانه سيوفقه للتوبة وعمل الخير فيصير من أهل الجنة، أو إنّه يرتكب المعاصي فيصير من أهل النار.
۳. أمرنا بالسبّ
أخرج ابن خزيمة، عن أبي عثمان، قال: سمع ابن مسعود رجلاً ينشد ضالة في المسجد فغضب وسبّه، وقال له رجل: ما كنت فحاشاً يا ابن مسعود، قال: كنّا نوَمر بذلك.(۲۵)
والحديث مكذوب على لسانه، وقد مضى انّه روى عن النبيأنّه قال: سباب المسلم فسوق وقتاله كفر(۲۶)فكيف يسبّ موَمناً ينشد ضالته في المسجد وأقصى ما يمكن أن يكون عمله مكروهاً.
۴. الجماع لا يبطل الصوم
أخرج النسائي في الكبرى، عن علقمة، عن عبد اللّه، انّ رسول اللّه «صلى الله عليه وآله وسلم» خرج يوماً في رمضان ورأسه يقطر من جماع، فمضى في صومه ذلك اليوم.(۲۷)
والرواية تخالف اتّفاق المسلمين على أنّ الجماع يبطل الصوم وتخالف بصراحة، القرآن الكريم، قال سبحانه: (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيامِ الرَّفَثُ إِلى نِسائِكُمْ هُنَّ لِباسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللّهُ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَكُمْ فَتابَعَلَيْكُمْ وَعَفا عَنْكُمْ فَالآن باشِرُوهُنَّ) (البقرة/۱۸۷).
أخرج أبو داود والبيهقي في سننه عن ابن عباس، قال: كان الناس على عهد رسول اللّه إذا صلّوا العتمة حرم عليهم الطعام والشراب والنساء وصاموا إلى القابلة، فأختان رجل(۲۸)نفسه، فجامع امرأته وقد صلى العشاء ولم يفطر، فأراد اللّه أن يجعل ذلك تيسيراً لمن بقي ورخصة ومنفعة.
فقال: (علم اللّه أنَّكم كُنتُم تختانون أنفسكم ...) [الآيةج فرخص لهم ويسّـر(۲۹).
ومع ذلك كيف نقض النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) الحكم وهو يندّد بغيره.وتفسير الجماع في الرواية بالاحتلام في النوم، خلاف الظاهر جدّاً، وإلاّ فما معنى قوله «فمضى في صومه ذلك اليوم»؟
۵. لا عبرة بأذان بلال
أخرج مسلم في صحيحه، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود، قال: قال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يمنعنّأحداً منكم أذان بلال( أو قال: نداء بلال) من سحوره فانّه يوَذن ( أو قال: ينادي) بليل ليُرجع قائمكم ويوقظ نائمكم، وقال: ليس أن يقول: هكذا وهكذا (وصوّب يده ورفعها) حتّى يقول هكذا (وفرَّج بين اصبعيه).(۳۰)
يلاحظ عليه: أنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) القائل بأنّ المرء إذا عمل شيئاً أتقنه كيف ينتخب إنساناً لاِعلام الفجر وسائر الاَوقات الشرعية، لكنّه يوَذّن قبل الوقت لغايات خاصّة ،وليس كلّأحد مطلعاً على نية بلال، وانّه يأذن لغاية إرجاع القائم وإيقاظ النائم، بل ربما يتصور دخول الفجر فيصلي قبل الوقت، ويصوم قبل الفجر، وربما يحرم من تناول السحور.
۶. لا عدوى ولا صفر
أخرج الترمذي في سننه، عن أبي زرعة، قال: حدّثنا صاحب لنا عن ابن مسعود، قال: قام فينا رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) فقال:لا يعدي شيء شيئاً، فقال أعرابي: يا رسول اللّه البعير الجرب الحشفة بذنبه، فتجرب الاِبل كلّها، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : فمن أجرب الاَوّل؟ لا عدوى، و لا صَفَرَ، خلق اللّهكلّنفس، وكتب حياتها، ورزقها، ومصائبها.(۳۱)
إنّ العدوى عبارة عن انتشار المرض من سقيم إلى سليم و«الصفر» داء يصفر منه الوجه وهو المعروف بـ «اليرقان».
إنّ انتشار المرض بواسطة الجراثيم سنة من سنن اللّه تبارك وتعالى وقد بنيت عليه حياة الكائنات الحية وليس القول به منافياً لكونه سبحانه هو الخالق المدبر ولا خالق ولا مدبر سواه، لاَنّ الاَسباب الكونية من جنوده سبحانه مسخَّرة بمشيته، وعلى ذلك فالقول بالعدوى والصفر يرجع حقيقته إلى أنّه سبحانه خلق العالم على تلك السنن، فلو انتشر الجرب من بعير مريض إلى سالم فقد انتشر بأمره سبحانه، ولو أخضرَّت الحقول المكتظة بالاَشجار بالماء فقد أخضرّت بأمره ومشيته، لاَنّه سبحانه جعل الماء سبباً لنمو الاَشجار واخضرارها حتى أنّه سبحانه ربما يستدل بالسنن الكونية على توحيده.ويقول: (وَفِي الاََرْض قِطَعٌ مُتَجاوِراتٌ وَجَنّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَزَرعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوانٌ وَغيْرُصِنْوانٍ يُسقى بِماءٍ واحِدٍ وَنُفضِّلُ بَعْضَها عَلى بَعْضٍ فِي الاَُكُلِ إِنَّ في ذلِكَ لآياتٍ لِقَومٍ يَعْقِلُونَ)(الرعد/۴).
فاللّه سبحانه يستدل باختلاف الاَشجار والاَثمار وتنوعها على الرغم من وحدة التراب والماء على أنّ ثمة قدرة قاهرة مدبرة للكون، وليست العلل الطبيعية هي السبب التام لتفتّح براعم الاَزهار واخضرار الاَشجار، وإلاّيجب أن لا يحتضن العالم إلاّ نوعاً واحداً من الشجر لوحدة التراب والماء، فهذه الروايات حيكت على منوال إنكار الاَسباب الطبيعية بزعم انّ القول بها ينافي التوحيد في الخالقية، أو الربوبية.ولعل المصدر لهذه الرواية هو أبو هريرة وقد نقلها كما نقل ضدها.
أخرج البخاري، من طريق أبي سلمة، عن أبي هريرة قال: قال النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» : لا عدوى ولا صَفَرَ(۳۲)ولا هامة(۳۳)فقال أعرابي: يا رسول اللّه ما بال الاِبل تكون في الرَّمل كأنّها الظَّباء فيخالطها البعير الاَجرب فيجربّـها، فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : فمن أعدى الاَوّل.(۳۴)
كما نقل ضد هذا الحديث فروى مسلم في صحيحه، عن أبي سلمة انّه سمع أبا هريرة فيما بعد يحدث فيقول: قال النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يورد ممرض على مصحّ، قال أبو سلمة: يا أبا هريرة ألم تحدث انّه لا عدوى؟ قال: فأنكر حديثه الاَوّل ورطن بالحبشية.(۳۵)
وقد تصرف البخاري في الحديث الثاني: لا توردوا الممرض على المصح، وحذف ذيل الحديث الذي رواه مسلم.
۷. النساء يخلين المجلس لكي...
أخرج الدارمي، عن عبد اللّه بن حلاّم، عن عبد اللّه بن مسعود، قال: رأى رسول اللّه امرأة فأعجبته، فأتى سودة وهي تصنع طيباً وعندها نساء، فأخلينه، فقضى حاجته ثمّ قال: أيّما رجل رأى مرأة تعجبه فليقم إلى أهله، فإنّمعها مثل الذي معها.(۳۶)
إنّ الرواية مشتملة على حكمة عملية، وهي انّه إذا ثارت شهوة الرجل، فعليه أن يعالجها بحلال، وإلاّفربما ينتهي إلى الوقوع في الحرام، وقد ورد نظير ذلك على لسان الاِمام علي (عليه السلام) عندما كان واقفاً مع أصحابه فمرّت بهم امرأة جميلة فرمقها القوم بأبصارهم ، فقال (عليه السلام) :
إنّأبصار هذه الفحول طوامح، وانّذلك سبب هَبَابها، فإذا نظر أحدكم إلى امرأة تعجبه فليلامس أهله، فإنّما هي امرأة كامرأته(۳۷).
ولكن الحديث الذي يرويه الدارمي يشتمل على شيء لا يصدر عن سُذَّج الناس، فضلاً عن النبي الاَعظم (صلى الله عليه وآله وسلم) الذي ملىَ بالحياء من الفرق إلى القدم، حيث قال: «فأخلينه فقضى حاجته» ، وهذا رهن أن يبوح النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بما في قلبه من الملامسة مع سودة، ويفهمهنَّ حتى يخلينّ المجلس له، وهذا شيء لا يليق بالموَمن فضلاً عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ، وسيوافيك روايات كثيرة حول حياء النبي «صلى الله عليه وآله وسلم» عند دراسة أحاديث أنس.
۸. النساء أكثر أهل النار
أخرج الاِمام أحمد في مسنده، عن وائل بن مهانة، عن عبد اللّه بن مسعود: انّ رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) قال: تصدقن يا معشر النساء ولو من حُليّكُنّ فانّكن أكثر أهل النار، فقامت امرأة ليست من علية النساء، فقالت: لِمَ يا رسول اللّه؟ قال: لاَنّكنّ تكثرن اللعن وتكفرنّ العشير.(۳۸)
يلاحظ على الحديث أنّ هذا لا يناسب ما نعلم من النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) من خلق عظيم، قال سبحانه: (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم) (القلم/۴)، وقد ورد في الكتاب الكريم كيفية الاَمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، قال عزّ من قائل: (ادْعُإِلى سَبِيلِرَبِّكَ بِالحِكْمَةِ وَالمَوعِظَةِ الحَسَنةِ وَجادِلْهُمْ بِالّتي هِيَأَحْسَن) (النحل/۱۲۵) فهذا يقتضي أن يكلمهنّ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بنغمة ملائمة لا بقوله: فانّكن أكثر أهل النار .
ثمّ لو صحّ الحديث، وثبت انّ الرسول أخبر بأنّ أكثر أهل النار هم النساء، فهناك سوَال آخر وهو انّه كيف يكون النساء أكثر أهل النار مع أنّ الرجال أكثر اقترافاً للذنوب من النساء، لهيمنة الغصب والشهوة عليهم؟
ثمّ إنّ إكثار اللعن ليس إلاّ دعاء، إذا صدر في غير محلّه يكون أشبه بدعاء غير مستجاب، فكيف يكون سبباً لدخول النار و خلودها؟ كما انّ اكفار العشير ليس إلاّعدم الوقوف على حقّهم، وهو إن لم يكن مقروناً بأمر محرّم، لا يوجب الدخول في النار بل يكون أمراً قلبياً.
إنّ الحط من شأن النساء، وجعل أكثرهنّ من أهل النار لا يختص بهذا الحديث، بل ثمة مرويات حول هذا الموضوع تعكس فكرة الجاهلية في حقّ النساء، وإليك نموذجاً:
أخرج أحمد، عن عمارة بن خزيمة، قال: بينا نحن مع عمروبن العاص في حجّ أو عمرة، فقال:
بينما نحن مع رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) في هذا الشعب إذ، قال:
انظروا هل ترون شيئاً؟ فقلنا: نرى غرباناً، فيها غراب أعصم، أحمر المنقار والرجلين. فقال رسول اللّه (صلى الله عليه وآله وسلم) : لا يدخل الجنّة من النّساء إلاّ من كان منهنَّ مثل هذا الغراب في الغربان.(۳۹)
والحديث كناية عن قلة عدد النساء في الجنة وانّه لا يدخل منهن إلاّ اليسير النادر، فكأنّه سبحانه خلق النساء للنار والرجال للجنة، تبارك وتعالى عن ذلك.
۱. سير اعلام النبلاء: ۱/۴۶۳ برقم ۸۷.
۲. أُسد الغابة: ۳/۲۵۷.
۳. الاستيعاب: ۲/۳۱۵؛ الاِصابة: ۲/۳۶۰ـ۳۶۲ برقم ۴۹۵۴.
۴. حلية الاَولياء:۱/۱۳۴ـ ۱۳۹ برقم ۲۱.
۵. سير اعلام النبلاء:۱/۴۸۹؛ الاِصابة: ۲/۳۶۰ ـ ۳۶۱ برقم ۴۹۵۴.
۶. الغدير: ۹/۵؛ شرح نهج البلاغة لابن أبي حديد: ۱/۲۳۶؛ المستدرك: ۳/۳۱۳؛ الاستيعاب: ۲/۳۱۶.
۷. مسند أحمد:۱/۴۴۶؛ ورواه النسائي أيضاً في ۷/۱۲۱، باب قتال المسلم مختصراً إلى قوله وقتاله كفر .
۸. صحيح مسلم: ۱/۶۳، باب بيان كون الاِيمان باللّه تعالى أفضل الاَعمال.
۹. مسند أحمد: ۱/۴۴۶.
۱۰. لاحظ المسند الجامع: ۱۱/۵۸۶.
۱۱. سنن ابن ماجة: ۲/۱۰۱۶ برقم ۳۰۵۷.
۱۲. صحيح البخاري: ۹/۴۶ ، كتاب الفتن.
۱۳. مسند أحمد:۱/۴۴۶.
۱۴. سنن أبي داود: ۲/۲۲۲ برقم ۲۰۵۹.
۱۵. مسند أحمد: ۱/۴۳۲.
۱۶. سنن النسائي: ۶/۱۸۱، باب إلحاق الولد بالفراش إذا لم ينفه صاحب الفراش.
۱۷. صحيح مسلم : ۸/۴۳، باب المرء مع من أحب، من كتاب البر والصلة والآداب.
۱۸. سنن أبي داود: ۴/۲۸۲ برقم ۴۹۲۷.
۱۹. سنن ابن ماجة: ۲/۱۴۲۰ برقم ۴۲۵۰.
۲۰. سنن الترمذي: ۴/۶۹۷ برقم ۲۵۶۷.
۲۱. صحيح مسلم: ۸/۲۹، باب قبح الكذب وحسن الصدق، من كتاب البر والصلة والآداب.
۲۲. مسند أحمد: ۱/۳۷۴.
۲۳. صحيح مسلم: ۸/۴۴ باب كيفية خلق الآدمي في بطن أُمّه من كتاب القدر.
۲۴. شرح صحيح مسلم للنووي: ۱۶/۴۳۴ ـ ۴۳۵.
۲۵. مسند ابن خزيمة: ۱۳۰۳ كما في المسند الجامع: ۱۱/۵۱۵ برقم ۹۰۰۹.
۲۶. صحيح مسلم:۱/۵۸، باب قول النبي :سباب المسلم فسوق.
۲۷. المسند الجامع: ۱۱/۵۹۸ نقلاً عن النسائي في الكبرى عن الورقة (۴۰ـ ب).
۲۸. المراد هو عمر بن الخطاب بقرينة سائر الروايات.
۲۹. الدر المنثور: ۱/۴۷۷.
۳۰. صحيح مسلم: ۳/۱۲۹، باب بيان انّ الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، من كتاب الصيام.
۳۱. سنن الترمذي: ۴/۴۵۰ برقم ۲۱۴۳.والحشفة: القرحة.
۳۲. ما يتوهم منه حصول الدواهي في شهر صفر.
۳۳. هامة (بتخفيف الميم) طائر كان أهل الجاهلية يزعمون انّ روح الميت تنقلب هامة، فأبطل الاِسلام هذه الخرافة ولعل المراد منه البوم الذي يضرب به المثل في الشوَم.
۳۴. صحيح البخاري:۷/۱۳۸، باب لا هامة من كتاب الطب.
۳۵. صحيح مسلم:۷/۳۱، باب لا عدوى ولا طيرة ولا هامة من كتاب السلام ؛ صحيح البخاري: ۷/۱۳۸، باب لا عدوى من كتاب الطب.
۳۶. سنن الدارمي: ۲/۱۴۶، باب الرجل يرى المرأة فيخاف على نفسه.
۳۷. نهج البلاغة، من كلماته القصار، برقم ۴۲۰.
۳۸. مسند أحمد: ۱/۳۷۶. ورواه أحمد عن أبي هريرة أيضاً لاحظ ۲/۲۹۷.
۳۹. مسند أحمد: ۴/۱۹۷.