الخطبة - الصفحه 8

۴۹۲۸.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : لَيسَ كُلُّ العِلمِ يَستَطيعُ صاحِبُ العِلمِ أن يُفَسِّرَهُ لِكُلِّ النّاسِ ؛ لِأَنَّ مِنهُمُ القَوِيَّ وَالضَّعيفَ ، ولِأَنَّ مِنهُ ما يُطاقُ حَملُهُ ومِنهُ ما لا يُطاقُ حَملُهُ ، إلّا مَن يُسَهِّلُ اللَّهُ لَهُ حَملَهُ وأعانَهُ عَلَيهِ مِن خاصَّةِ أولِيائِهِ .۱

۴۹۲۹.عنه عليه السلام- فِي الحِكَمِ المَنسوبَةِ إلَيهِ -: لا تُعامِلِ العامَّةَ في ما اُنعِمَ بِهِ عَلَيكَ مِنَ العِلمِ كَما تُعامِلُ الخاصَّةَ . وَاعلَم أنَّ للَّهِ‏ِ سُبحانَهُ رِجالاً أودَعَهُم أسراراً خَفِيَّةً ، ومَنَعَهُم عَن إشاعَتِها . وَاذكُر قَولَ العَبدِ الصّالِحِ لِموسى‏ - وقَد قالَ لَهُ : (هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى‏ أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْدًا)۲ ، قالَ : (إِنَّكَ لَن تَسْتَطِيعَ مَعِىَ صَبْرًا * وَ كَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى‏ مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْرًا )۳.۴

۴۹۳۰.عنه عليه السلام : خالِطُوا النّاسَ بِما يَعرِفونَ ، ودَعوهُم مِمّا يُنكِرونَ ،ولا تَحمِلوهُم عَلى‏ أنفُسِكِم وعَلَينا ؛ إنَّ أمرَنا صَعبٌ مُستَصعَبٌ لا يَحتَمِلُهُ إلّا مَلَكٌ مُقَرَّبٌ ، أو نَبِيٌّ مُرسَلٌ ، أو عَبدٌ قَدِ امتَحَنَ اللَّهُ قَلبَهُ لِلإِيمانِ .۵

۴۹۳۱.الإمامُ زين العابدين عليه السلام : أمّا حَقُّ المُستَنصِحِ : فَإِنَّ حَقَّهُ أن . . .تُكَلِّمَهُ مِنَ الكَلامِ بِما يُطيقُهُ عَقلُهُ ؛ فَإِنَّ لِكُلِّ عَقلٍ طَبَقَةً مِنَ الكَلامِ يَعرِفُهُ ويَجتَنِبُهُ .۶

۴۹۳۲.الكافي عن يعقوب بن الضّحّاك عن رجل من أصحابنا سرّاجٍ- وكانَ خادِماً لِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام -:بَعَثَني أبو عَبدِ اللَّهِ عليه السلام في حاجَةٍ - وهُوَ بِالحيرَةِ - أنَا وجَماعَةً مِن مَواليهِ . قالَ : فَانطَلَقنا فيها ، ثُمَّ رَجَعنا مُغتَمّينَ .
قالَ : وكانَ فِراشي فِي الحائِرِ الَّذي كُنّا فيهِ نُزولاً ، فَجِئتُ وأنَا بِحالٍ ، فَرَمَيتُ بِنَفسي ، فَبَينا أنَا كَذلِكَ إذا أنَا بِأَبي عَبدِ اللَّهِ عليه السلام قَد أقبَلَ . قالَ : فَقالَ : قَد أتَيناكَ - أو قالَ : جِئناكَ - فَاستَوَيتُ جالِساً ، وجَلَسَ عَلى‏ صَدرِ فِراشي ، فَسَأَلَني عَمّا بَعَثَني لَهُ ، فَأَخبَرتُهُ ، فَحَمِدَ اللَّهَ .
ثُمَّ جَرى‏ ذِكرُ قَومٍ ، فَقُلتُ : جُعِلتُ فِداكَ ! إنّا نَبرَأُ مِنهُم ؛ إنَّهُم لا يَقولونَ ما

1.التوحيد : ۲۶۸ / ۵ .

2.الكهف: ۶۶.

3.الكهف : ۶۷ و ۶۸.

4.شرح نهج البلاغة : ۲۰ / ۳۴۵ / ۹۶۸ .

5.الخصال : ۶۲۴/۱۰ .

6.تحف العقول : ۲۶۹ / ۴۱ .

الصفحه من 14