الضّلالة - الصفحه 7

الأباطيلَ ... فِراراً مِن الحَقِّ، وجُحوداً لِما هُو ألزَمُ لكَ مِن لَحمِكَ ودَمِكَ، مِمّا قد وَعاهُ سَمعُكَ، ومُلِئَ بهِ صَدرُكَ، فماذا بعدَ الحَقِّ إلّا الضَّلالُ المُبينُ، وبعدَ البيانِ إلّا اللَّبسُ؟! ۱

2349 - وُجوهُ الضَّلالَةِ

۱۱۲۳۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الضَّلالَةُ على‏ وُجوهٍ : فمِنهُ مَحمودٌ، ومِنهُ مَذمومٌ، ومِنهُ ما ليسَ بمَحمودٍ ولا مَذمومٍ، ومِنهُ ضَلالُ النِّسيانِ :
فأمّا الضَّلالُ المَحمودُ - وهُو المَنسوبُ إلى اللَّهِ تعالى‏ - كقولِهِ : (يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ)۲هُو ضَلالُهُم عن طريقِ الجَنَّةِ بفِعلِهِم .
والمَذمومُ هُو قولُهُ تعالى‏ : (وأضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ)۳(وأضَلَّ فِرعَونُ قَومَهُ وما هَدى‏)۴ومِثلُ ذلكَ كثيرٌ .
وأمّا الضَّلالُ المَنسوبُ إلى الأصنامِ فقولُهُ في قِصّةِ إبراهيمَ : (واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أن نَعبُدَ الأصنامَ * رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كثيراً مِن الناسِ ...)۵ والأصنامُ لا يُضلِلْنَ أحَداً على الحَقيقَةِ، إنّما ضَلَّ الناسُ بها وكَفَرُوا حينَ عَبَدُوها مِن دُونِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .
وأمّا الضَّلالُ الذي هو النِّسيانُ فهُو قولُهُ تعالى‏ : (أنْ تَضِلَّ إحداهُما فَتُذَكِّرَ إحداهُما الاُخْرى‏) .۶
وقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالى‏ الضَّلالَ في مواضعَ مِن كتابِهِ : فمِنهُم‏۷ ما نَسَبَهُ إلى‏ نَبِيِّهِ على‏ ظاهِرِ اللفظِ كقَولِهِ سبحانَهُ : (ووَجَدَكَ ضالّاً فَهَدى‏)۸ مَعناهُ : وَجَدناكَ في قَومٍ لا يَعرِفُونَ نُبُوَّتَكَ فَهَدَيناهُم بِكَ .۹

2350 - أدنَى الضَّلالَةِ

۱۱۲۳۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : أدنَى‏ ما يكونُ بهِ العَبدُ ضالّاً أن لا يَعرِفَ حُجَّةَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالى‏ وشاهِدَهُ على‏ عبادِهِ الذي أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بطاعَتِهِ وفَرَضَ وَلايَتَهُ .۱۰

1.نهج البلاغة: الكتاب‏۶۵.

2.المدّثر : ۳۱ .

3.طه : ۸۵ .

4.طه : ۷۹ .

5.إبراهيم : ۳۵ و ۳۶ .

6.البقرة : ۲۸۲ .

7.كذا في المصدر ، والصحيح «فمنها» .

8.الضحى : ۷ .

9.بحار الأنوار : ۵/۲۰۸/۴۸ .

10.الكافي : ۲/۴۱۵/۱ .

الصفحه من 8