الأباطيلَ ... فِراراً مِن الحَقِّ، وجُحوداً لِما هُو ألزَمُ لكَ مِن لَحمِكَ ودَمِكَ، مِمّا قد وَعاهُ سَمعُكَ، ومُلِئَ بهِ صَدرُكَ، فماذا بعدَ الحَقِّ إلّا الضَّلالُ المُبينُ، وبعدَ البيانِ إلّا اللَّبسُ؟! ۱
2349 - وُجوهُ الضَّلالَةِ
۱۱۲۳۲.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : الضَّلالَةُ على وُجوهٍ : فمِنهُ مَحمودٌ، ومِنهُ مَذمومٌ، ومِنهُ ما ليسَ بمَحمودٍ ولا مَذمومٍ، ومِنهُ ضَلالُ النِّسيانِ :
فأمّا الضَّلالُ المَحمودُ - وهُو المَنسوبُ إلى اللَّهِ تعالى - كقولِهِ : (يُضِلُّ اللَّهُ مَن يَشاءُ)۲هُو ضَلالُهُم عن طريقِ الجَنَّةِ بفِعلِهِم .
والمَذمومُ هُو قولُهُ تعالى : (وأضَلَّهُمُ السّامِرِيُّ)۳(وأضَلَّ فِرعَونُ قَومَهُ وما هَدى)۴ومِثلُ ذلكَ كثيرٌ .
وأمّا الضَّلالُ المَنسوبُ إلى الأصنامِ فقولُهُ في قِصّةِ إبراهيمَ : (واجْنُبْنِي وبَنِيَّ أن نَعبُدَ الأصنامَ * رَبِّ إنَّهُنَّ أضْلَلْنَ كثيراً مِن الناسِ ...)۵ والأصنامُ لا يُضلِلْنَ أحَداً على الحَقيقَةِ، إنّما ضَلَّ الناسُ بها وكَفَرُوا حينَ عَبَدُوها مِن دُونِ اللَّهِ عَزَّوجلَّ .
وأمّا الضَّلالُ الذي هو النِّسيانُ فهُو قولُهُ تعالى : (أنْ تَضِلَّ إحداهُما فَتُذَكِّرَ إحداهُما الاُخْرى) .۶
وقد ذَكَرَ اللَّهُ تعالى الضَّلالَ في مواضعَ مِن كتابِهِ : فمِنهُم۷ ما نَسَبَهُ إلى نَبِيِّهِ على ظاهِرِ اللفظِ كقَولِهِ سبحانَهُ : (ووَجَدَكَ ضالّاً فَهَدى)۸ مَعناهُ : وَجَدناكَ في قَومٍ لا يَعرِفُونَ نُبُوَّتَكَ فَهَدَيناهُم بِكَ .۹
2350 - أدنَى الضَّلالَةِ
۱۱۲۳۳.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : أدنَى ما يكونُ بهِ العَبدُ ضالّاً أن لا يَعرِفَ حُجَّةَ اللَّهِ تبارَكَ وتعالى وشاهِدَهُ على عبادِهِ الذي أمَرَ اللَّهُ عَزَّوجلَّ بطاعَتِهِ وفَرَضَ وَلايَتَهُ .۱۰
1.نهج البلاغة: الكتاب۶۵.
2.المدّثر : ۳۱ .
3.طه : ۸۵ .
4.طه : ۷۹ .
5.إبراهيم : ۳۵ و ۳۶ .
6.البقرة : ۲۸۲ .
7.كذا في المصدر ، والصحيح «فمنها» .
8.الضحى : ۷ .
9.بحار الأنوار : ۵/۲۰۸/۴۸ .
10.الكافي : ۲/۴۱۵/۱ .