النبوّة الخاصّة - الصفحه 146

مِن حِزبِ اللَّهِ ، ومَن لَم يَشرَبْ مِنهُ فإنّهُ مِن حِزبِ اللَّه إلّا مَنِ اغتَرفَ غُرفَةً بِيَدِهِ ، فلَمّا وَرَدوا النَّهرَ أطلَقَ اللَّهُ لَهُم أن يَغرِفَ كلُّ واحِدٍ مِنهُم غُرفَةً بيَدِهِ (فشَرِبوا مِنهُ إلّا قَليلاً مِنْهُم)، فالّذينَ شَرِبوا مِنْهُ كانوا سِتِّينَ ألفاً ، وهذا امتِحانٌ امتُحِنوا بهِ كما قالَ اللَّهُ .
ورُويَ عن أبي عبدِاللَّهِ عليه السلام أ نّهُ قالَ : القَليلُ الّذينَ لَم يَشرَبوا ولَم يَغتَرِفوا ثلاثُ مِائةٍ وثَلاثةَ عَشَرَ رجُلاً ، فلَمّا جاوَزوا النَّهرَ ونَظَروا إلى‏ جُنودِ جالوتَ قالَ الّذينَ شَرِبوا مِنهُ : (لا طاقَةَ لَنا اليَوْمَ بِجالُوتَ وَجُنُودِهِ)، وقالَ الّذينَ لَم يَشرَبوا : (رَبَّنا أفْرِغْ عَلَينا صَبْراً وثَبِّتْ أقْدامَنا وانْصُرْنا علَى القَومِ الكافِرِينَ)، فجاءَ داوودُ عليه السلام حتّى‏ وَقَفَ بحِذاءِ جالوتَ، وكانَ جالوتُ علَى الفِيلِ ، وعلى‏ رأسهِ التّاجُ وفي [جَبهَتِهِ‏۱ ياقوتٌ يَلمَعُ نُورُهُ ، وجُنودُهُ بَينَ يَدَيهِ ، فأخَذَ داوودُ مِن تلكَ الأحجارِ حَجَراً فرَمى‏ بهِ في مَيمَنَةِ جالوتَ فمَرَّ في الهَواءِ ووَقَعَ علَيهِم فانهَزَموا ، وأخَذَ حَجَراً آخَرَ فرمى‏ بهِ في مَيسَرَةِ جالوتَ فوَقعَ علَيهِم فانهَزَموا ، ورمى‏ جالوتَ بحَجَرٍ ثالِثٍ فصَكَ‏۲ الياقُوتَةَ في جَبهَتِه ووصَلَ إلى‏ دِماغهِ ووَقَعَ إلَى الأرضِ مَيِّتاً ، فَهُو قَولُهُ : (فَهَزَمُوهُم بإذْنِ اللَّهِ وقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ...) .۳

۱۹۷۴۲.بحار الأنوار عن ابن الأثيرِ في الكامل : لَمّا انقَطَعَ إلياسُ عن بَني إسرائيلَ بَعَثَ اللَّهُ اليَسَعَ ، فكانَ فيهِم ما شاءَ اللَّهُ ثُمَّ قَبَضَهُ اللَّهُ ... إلى‏ أن بَعَثَ اللَّهُ إشمويلَ ، ومَلَكَهُم طالوتُ وَرَدَّ علَيهِمُ التّابوتَ ، وكانَت مُدَّةُ ما بَينَ وَفاةِ يُوشعَ إلى‏ أن رَجَعَتِ النُّبُوّةُ إلى‏ إشمويلَ أربعمِائةِ سَنَةٍ وسِتِّينَ سَنةً .
وكانَ مِن خَبَرِ إشمويلَ أ نّ بَني إسرائيلَ لَمّا طالَ علَيهِمُ البَلاءُ وطَمِعَ فيهمُ الأعداءُ ... فدَعَوا اللَّهَ أن يَبعَثَ لَهُم نَبيّاً يُقاتِلونَ مَعَهُ ، وكانَ سِبطُ النُّبُوّةِ هَلَكوا فلَم يَبقَ مِنهُم غيرُ امرأةٍ حُبلى‏ ... فوَلَدَت غُلاماً سَمَّتهُ إشمويلَ ، ومَعناهُ : سَمِعَ اللَّهُ دُعائي .۴

1.]مابين المعقوفين نقلناه من بحار الأنوار .

2.صَكَّ : ضَرَب : (الصحاح : ۴/۱۵۹۶) .

3.تفسير القمّي : ۱/۸۲ .

4.بحار الأنوار : ۱۳/۴۵۲ .

الصفحه من 262