الحشويّة الأميريّون - الصفحه 15

فالسمع والطاعة متوقّفٌ على سيرة الأمير حسب أوامر القرآن ونواهيه ، حسبما دلّت عليه آية : ( أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ) .
قال النسفي : دلّت الآية على أنّ طاعة الاُمراء واجبةٌ إذا وافقوا الحقّ ، فإذا خالفوه فلاطاعة لهم ، لقوله عليه السلام : «لا طاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق»۱.
ومن المعلوم الثابت في السنّة الشريفة أنه : «لاطاعةَ لمخلوقٍ في معصية الخالق عزّوجلّ ، وإنّما الطاعةُ في المعروف» ۲ .
أقول : بل اقتران طاعتهم في الآية الشريفة بطاعة اللَّه وطاعة الرسول دليلٌ على أنّ طاعتهم من جنس طاعتهما ، وهي لاتكون إلّا في المعروف والحقّ والموافق لهما من الأحكام والأعمال .
وعن ابن عمر : قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله «على المرء المسلم السمعُ والطاعةُ في ما أحبّ وكره ، إلّا أنْ يُؤمَرَ بمعصيةٍ ، فإذا أُمِرَ بمعصيةٍ؛ فلا سمعَ ولا طاعةَ»۳.
وروى النسفي أنّ سلمة بن عبدالملك بن مروان قال لأبي حازم : ألستُمْ أُمِرْتُمْ بطاعتنا بقوله : ( وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ)؟ .
فقال أبو حازم : أليسَ قد نُزِعَت الطاعةُ عنكم إذا خالفتُم الحقّ بقوله : (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْ ءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) ؟ إلى القرآن والرسول في حياته ، وإلى أحاديثه بعد وفاته ۴ .
وفي الحديث أنّ معاذاً قال : يارسولَ اللَّه صلى الله عليه وآله : أرأيتَ إنْ كان علينا الاُمراءُ ،

1.تفسير النسفي (۱ / ۲۲۹)

2.البخاري -الأحكام- (۱۳ / ۱۲۲) ح ۷۱۴۵ مسلم -الأمارة- (۳ / ۱۴۶۹) ۱۸۴۰ أبو داود -الجهاد- (عون المعبود ۷ / ۲۸۹) أحمد في المسند (۲ / ۴۷) وتحقيق شاكر ح ۶۲۲

3.ابن ماجه -الجهاد باب لا طاعة في معصية اللَّه- (۲/۹۵۶)ح ۲۸۶۴ ومسند أحمد (۲ / ۱۷ و۱۴۲) وسنن النسائي -البيعة، باب جزاء من أمر بمعصية-(۷/۱۶۱)

الصفحه من 88