الطريق إلي استخراج كتاب مفقود لابن بطريق - الصفحه 178

إنّه من تراث القرن السادس الهجريّ، ومن مؤلّفات الشيعة الإماميّة، لكنّا لم نَرَ له أثراً في ما أُعلن عن وجوده من مخطوطات التراث حتّى الآن،إلّا أنّ عَلَمَينِ من أعلام المسلمين، ممّن عاشَ في عصرالمؤلّف، كانت نسخته عندهما:
أحدهما: بلديّ المؤلّف في الحلّة في العراق، وهو السيّد الزاهد العالم المؤلّف الجامع، عليّ بن موسى بن جعفر، الحسنيّ الحلّي، الشهير بابن طاوس (المولود عام 589 والمتوفّى عام 664ه.).
فقد ذكر هذا الكتاب باسمه «كشف المخفيّ من مناقب المَهْدِيّ» ناسباً له إلى بعض علماء الشيعة. وذكر أنّ أحاديثه (110) حديثاً، ثمّ أورد قائمة بالمصادر التي خرّج الأحاديث منها، وذكر عدد ما خرّجه من كلّ مصدر.
والثاني: في اليمن، وهو إمام الزيديّة الشهير بالمنصور باللَّه عبداللَّه بن حمزة (المولود عام 561 والمتوفّى عام 614ه.).
وقد ذكر أنّ الكتاب هو من تأليف ابن البطريق، إلّا أنّه لم يذكر اسم الكتاب، بل اكتفى بذكر عدد الأحاديث البالغ (110) حديثاً، ثمّ ذكر المصادر مع عدد الأحاديث المخرّجة من كلّ مصدر، وأضاف ذكر فصول الكتاب وعناوينها.
وقد أورد منتخبات من أحاديث الكتاب بلغت (35) حديثاً، فقط.
وآخرون رأوا هذا الكتاب وذكروا اسمه في مصادرهم، وبذلك كلّه يثبت بالقطع وجوده وتحقّقه، ولكنه لم يزلْ من «المخفيّ» من تراثنا العزيز.
فرأيتُ من المفيد استخراج نسخةٍ من هذا الموجود من الكتاب، عسى أن يسدّ بعض الفراغ الذي نحسّه بفقدان أصله، بأمل أن نقف على الأصل ونقدّمه لأهل العلم، بتوفيق اللَّه.
ثمّ إنّ المنصور أشار إلى بعض تعقيبات المؤلّف على الأحاديث، وجاءت نفس التعقيبات كاملةً في ما أثبته ابن البطريق في الفصل الذي عقده لذكر المَهْدِيّ عليه السلام من كتابه القيّم «عمدة عيون صحاح الأخبار».

الصفحه من 227