ما نزل على رسول الله(صلى الله عليه وآله) من الجنّة والسماء
الشيخ عبد الحليم الحلّي
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمنِ الرَّحِيْمِ
تقديم
إنّ من ميّزات المؤمنين المتّقين - التي ذكرها الباري تعالى لهم في محكم كتابه الكريم - هي: « ميزةُ الإيمان بالغيب » فقد قال تعالى:  ( 
 ذَ لِكَ الْـكِتَـبُ لاَ رَيْبَ فِيهِ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ * الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ...)(البقرة:2/2-3)  فالدعاوى الغيبيّة على لسان الأنبياء الأئمّة(عليهم السلام) والغريبة عند غيرهم هي عند المؤمنين محقّقةٌ ثابتةٌ لاريبَ فيها ، بل هي من أنفس مايتبجّحون بها ، ويفتخرون في أنفسهم بأنّهم لايجدون حرجاً من التزامها واعتقادهم بصدقها ، لكنّ الغرباء والبعيدين عن الإيمان لايُدركون ما في تلك الدعاوى من معنىً ، بل لايرون ما لها من واقع ملموس; حتّى يصل بهم الأمرُ إلى ما قال البارىء تعالى في حقّهم: أنهم  (وَجَحَدُواْ بِهَا وَ اسْتَيْقَنَتْهَآ أَنفُسُهُمْ ظُـلْمًا وَ عُلُوًّا فَانظُرْ كَيْفَ كَانَ