إجازات الميرزا جعفر الطباطبايي الحائري - الصفحه 431

وبعد ، فمِن أعظم حقوق اللّه على الإخوان ، وأحقّ الأمور لِذوي الأديان من الفقهاء والمجتهدين والعلماء الراسخين ، إظهار شؤون العلماء الهادين الراشدين ، وإعلان حال مَن له شأن التصدّي لأمر الدين ، بعدما عُرف ذلك على سبيل اليقين ، اقتداءً بالأئمة الراشدين ، واقتفاءً لأصحابنا السالفين وعلمائنا السابقين . رضوان اللّه عليهم أجمعين . .
وممّن منحه اللّه الملكة القدسية ، ورزقه المنحة الربانية ، زبدة الأواخر ، صفوة الأوائل ، مجمع الفضائل ومنبع الفواضل ، العالم الفاضل والمهذّب الكامل ، ذو المناقب الوفيرة والمفاخر الكثيرة ، جامع شَرَفَيِ الأصل والنفس ، وحائز مكارم عوالم القدس ، صاحب القوّة القويمة والسليقة المستقيمة ، المرتقي عن حضيض التقليد إلى أوج الاجتهاد بالتأييد والتسديد ، وحيد عصره وفريد دهره ، بدر العلم الساطع ، قمرالفضل اللامع ، الولد الأعزّ الأفخر ، قرّة العين الأزهر ، السيّد السند الأطهر ، السيّد محمّد جعفر . أطال اللّه بقاه ، وزاد عزّه في آخرته ودنياه . آل السيّد العلاّمة . أعلى اللّه تعالى مقامه . الأمير عليّ الكبير والصغير ، جدّي الأمير السيّد عليّ الطباطبائي . طيّب اللّه ثراه ، وجعل الجنّة مثواه . .
فقد أصبح بحمد اللّه ممّن يشار إليه بالبنان من كلّ جانب ومكان ، واتّضح مقامه حتى صار فعلاً أهلاً لأن يكون علما للعباد،ومنارا في البلاد كآبائه الأمجاد ، ويرجعوا إليه في الحكم والفتيا بالانقياد ، وذلك ج . . .ج تلمّذ برهة من زمانه لدى جماعة من العلماء،وتعلم عند جملة من الفقهاء . وقد اتّفق مصاحبته لي في جملة من دورات دروسي وسطر مقروّاتي ومؤلّفاتي وطروسي ، فتنقّد في تحصيله طرق الاستدلال في مقام النقض والإبرام ، وسمع وأصغى ، وتفكّر و وعى ، وكتب وتذكّر ، وجمع وحرّر ، ولعمري إنّه كدّ وما قصّر ، و وجد بحمد اللّه جزاء ما كدّ وجهد ، فإنّه مَن طلب شيئا وجَدّ وجد ، ولا غرو إذ هو من ج . . .ج العلوم وسلالة جدّه بحر العلوم .
وكان في خلدي مِن قديم الزمان أن أعرب شيئا يسيرا من فضائله وإن كان غنيا

الصفحه من 446