163
ميزان الحکمه المجلّد الرّابع

المُؤْمِنِينَ وَإِرصاداً لِمَنْ حارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنا إِلَّا الحُسْنى‏ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكاذِبُونَ).۱

الحديث :

۸۵۰۴.مجمعُ البيانِ- في تفسيرِ قولِهِ تعالى‏ :(وإِرْصاداً لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسولَهُ مِن قَبْلُ)-: أي أرصَدُوا ذلكَ المسجدَ واتَّخذُوهُ وأعَدُّوا لأبِي عامرٍ الراهِبِ ، وهو الذي حارَبَ اللَّهَ ورسولَهُ مِن قَبلُ وكانَ مِن قِصَّتِهِ أ نّهُ كانَ قد تَرَهَّبَ في الجاهليَّةِ ولَبِسَ المُسُوحَ فَلَمّا قَدِمَ النبيُّ صلى اللَّه عليه و آله المدينةَ حَسَدَهُ وحَزَّبَ عليه الأحزابَ ، ثُمّ هَرَبَ بَعدَ فَتحِ مَكَّةَ إلى الطائفِ فَلَمّا أسلَمَ أهلُ الطائفِ لَحِقَ بالشامِ وخَرَجَ إلى‏الرومِ وتَنَصَّرَ، وهو أبوحَنظَلَةَ غَسِيلِ‏الملائكةِ...
وسَمّى‏ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله أبا عامرٍ الفاسقَ، وكانَ قَد أرسَلَ إلى المُنافقينَ أنِ استَعِدُّوا وابنُوا مَسجِداً فإنّي أذهَبُ إلى قَيصَرَ وآتي مِن عندِهِ بِجُنُودٍ واُخرِجُ محمّداً مِنَ المدينةِ.
فكانَ هؤلاءِ المنافقونَ يَتَوَقَّعُونَ أن يَجِيئَهم أبو عامرٍ ، فَماتَ قَبلَ أن يَبلُغَ مَلِكَ الرُّومِ...
فَأطلَعَ اللَّهُ نَبِيَّهُ عَلى‏ فَسادِ طَوِيَّتِهِم وخُبثِ سَرِيرَتِهِم... فَوَجَّهَ رسولُ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله عند قُدُومِهِ مِن تَبُوكَ عاصمَ بنَ عَوفٍ العَجلانيَّ ومالكَ بنَ الدخشمَ... فقال لهما : اِنطَلِقا إلى‏ هذا المسجِدِ الظالِمِ أهلُهُ فَاهدِماهُ وحَرِّقاهُ ، ورُوِيَ أ نّه بَعَثَ عمّارَ بنَ ياسرٍ ووَحشِيّاً فَحَرَّقاهُ ، وأمَرَ بأن يُتَّخَذَ كُناسةً يُلقى‏ فيها الجِيَفُ .۲

(انظر) بحار الأنوار : 21 / 252 باب 30.

1.التوبة : ۱۰۷ .

2.مجمع البيان : ۵/۱۱۰.


ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
162

1756 - المَساجِدُ المَمدوحَةُ

۸۵۰۰.الإمامُ عليٌّ عليه السلام : مَسجِدُ الكوفَةِ صَلّى‏ فيهِ سَبعونَ نَبيّاً وسَبعونَ وَصِيّاً، أنا أحَدُهُم .۱

۸۵۰۱.الإمامُ الصّادقُ عليه السلام : لا تَدَعْ إتيانَ المَشاهِدِ كُلِّها : مَسجِدِ قُبا ، فإنّهُ المَسجِدُ الذي اُسِّسَ على التَّقوى‏ مِن أوَّلِ يَومٍ ، ومَشرَبَةِ اُمِّ إبراهيمَ ، ومَسجِدِ الفَضِيخِ ، وقُبورِ الشُّهَداءِ ، ومَسجِدِ الأحزابِ وهُو مَسجِدُ الفَتحِ .۲

۸۵۰۲.عنه عليه السلام : بالكوفةِ مَسجِدٌ يقالُ لَهُ مَسجِدُ السَّهلَةِ ، لَو أنَّ عَمِّيَ زيداً أتاهُ فَصَلّى‏ فيهِ واستَجارَ اللَّهَ لأَجارَهُ عِشرينَ سَنَةً .۳

۸۵۰۳.الإمامُ الرِّضا عليه السلام : إنَّ مَسجِدَ الكوفَةِ بَيتُ نُوحٍ لو دَخَلَهُ رَجُلٌ مِائةَ مَرَّةٍ لَكَتَبَ اللَّهُ لَهُ مِائةَ مَغفِرَةٍ ، لأنَّ فيهِ دَعوَةَ نُوحٍ عليه السلام حَيثُ قالَ : (رَبِّ اغْفِرْ لي ولِوالِدَيَّ ولِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمناً)۴.۵

بيانٌ :

الأخبارُ الواردةُ في فضلِ مسجد السَّهلة۶ - وأنّه كانَ بَيتَ إدريسَ النبيِّ الذي كان يَخِيطُ فيه ويُصَلِّي فيه ، وأنّه كان بيتَ إبراهيمَ الذي خَرَجَ منه إلى العَمالِقَةِ ، وأنّ فيها مُناخَ الراكِب ؛ يعني الخضرَ عليه السلام ، وأنَّ منه سارَ داوود إلى جالوتَ، وأنّه ما بَعَثَ اللَّهُ نبيّاً إلّا وقد صَلّى‏ فيه، والمُقِيمُ فيه كالمُقِيمِ في فُسْطاطِ رسولِ اللَّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وأنّه مَنزِلُ صاحِبِنا إذا قامَ بأهلِهِ ، وأنّه لم يَأتِهِ مكروبٌ إلّا فَرَّجَ اللَّهُ كُربَتَهُ ، وأنّ فيه زَبَرْجدةً فيها صورةُ كُلِّ نَبيٍّ وكُلِّ وَصِيٍّ ، وأنّ فيه يُنفَخُ في الصُّورِ وإليه المَحشَرُ ، ويُحشَرُ مِن جانِبِهِ سبعونَ ألفاً يَدخُلُونَ الجَنَّةَ بغيرِ حِسابٍ - كَثيرةٌ جِدّاً .۷

1757 - مَسجدُ ضِرارٍ

الكتاب :

(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِداً ضِراراً وَكُفْراً وَتَفْرِيقاً بَيْنَ

1.بحار الأنوار : ۱۱/۵۸/۵۹.

2.بحار الأنوار: ۱۰۰/۲۱۵/۶.

3.الكافي : ۳/۴۹۵/۳.

4.نوح : ۲۸ .

5.بحار الأنوار : ۱۰۰/۲۶۲/۱۴ .

6.انظر الكافي : ۳ / ۴۹۵ / ۳ ، تهذيب الأحكام : ۶ / ۳۱ / ۵۷ و ص‏۳۷/۷۶ ، قصص الأنبياء : ۸۰/۶۴ .

7.بحار الأنوار : ۱۰۰/۴۳۴ باب ۷.

  • نام منبع :
    ميزان الحکمه المجلّد الرّابع
عدد المشاهدين : 95091
الصفحه من 570
طباعه  ارسل الي