الشیعة - الصفحه 10

اللَّهُ إلَى النارِ ، وفِرقَةٌ أحَبُّونا وسَمِعُوا كَلامَنا ، ولَم يُقَصِّرُوا عن فِعلِنا ، لِيَستَأكِلُوا الناسَ بنا ، فَيَملأَُ اللَّهُ بُطُونَهُم ناراً يُسَلِّطُ علَيهِمُ الجُوعَ والعَطَشَ ، وفِرقَةٌ أحَبُّونا وحَفِظُوا قَولَنا ، وأطاعُوا أمرنا ، ولَم يُخالِفوا فِعلَنا ، فاُولئكَ منّا ونحنُ مِنهُم .۱

۱۰۱۲۶.تحف العقول : - دَخَلَ عَليهِ [ أي الإمام الصّادق عليه السلام‏] رجلٌ فقالَ عليه السلام لَهُ : مِمّنِ الرَّجلُ؟ فقالَ : مِن مُحِبّيكُم ومُواليكُم ... ثمّ قال لَه : مِن أيِّ مُحِبِّينا أنتَ ؟ فَسَكَتَ الرجُلُ ، فَقالَ لَه سُديرٌ : وكَم مُحِبُّوكم يابنَ رسولِ اللَّهِ ؟! فقالَ : على‏ ثَلاثِ طَبَقاتٍ : طَبَقةٌ أحَبُّونا فِي العَلانِيَةِ ولَم يُحِبُّونا فِي السِّرِّ ، وطَبَقةٌ يُحِبُّونا فِي السِّرِّ ولَم يُحِبُّونا فِي العَلانِيَةِ ، وطَبَقةٌ يُحِبُّونا في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ هُمُ النَّمَطُ الأعلى‏ شَرِبُوا مِنَ العَذبِ الفُراتِ و عَلِموا تَأويلَ الكِتابِ و فَصلَ الخِطابِ و سَبَبَ الأَسبابِ، فَهُمُ النَّمَطُ الأَعلى‏، الفَقرُ و الفَاقَةُ و أنواعُ البَلآءِ أسرَعُ إلَيهِم مِن رَكضِ الخَيلِ، مَسَّتهُمُ البَأساءُ و الضَّرّاءُ و زُلزِلوا و فُتِنوا، فَمِن بَينِ مَجروحٍ و مَذبوحٍ مُتَفَرِّقينَ في كُلِّ بِلادٍ قاصِيَةٍ ، بِهِم يَشفِى اللَّهُ السَّقيمَ و يُغنِي العَديمَ و بِهِم تُنصَرونَ و بِهِم تُمطَرونَ و بِهِم تُرزَقونَ و هُمُ الأَقَلُّونَ عَدَداً، الأَعظَمونَ عِندَ اللَّهِ قَدْراً و خَطَراً .
والطَّبقَةُ الثانيةُ : النَّمَطُ الأسفَلُ ، أحَبُّونا في العَلانِيَةِ وسارُوا بسِيرَةِ المُلُوكِ ، فَألسِنَتُهُم مَعَنا وسُيوفُهُم علَينا .
والطَّبَقةُ الثالثةُ : النَّمَطُ الأوسَطُ ، أحَبُّونا في السِّرِّ ولم يُحِبُّونا في العَلانِيَةِ ، ولَعَمرِي لَئن كانُوا أحَبُّونا في السِّرِّ دُونَ العَلانِيَةِ فهُم الصَّوّامُونَ بالنهارِ القَوّامُونَ بِالليلِ تَرى‏ أثَرَ الرَّهبانيَّةِ في وُجُوهِهِم ، أهلُ سِلمٍ وَانقِيادٍ .
قالَ الرَّجُلُ : فأنا مِن مُحِبِّيكُم فِي السِّرِّ والعَلانِيَةِ ، قالَ جعفرٌ عليه السلام : إنّ لِمُحِبِّينا في السِّرِّ وَالعَلانِيَةِ علاماتٍ يُعرَفُونَ بها ، قالَ الرجُلُ : وما تِلكَ

1.تحف العقول : ۵۱۴ .

الصفحه من 12