193
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1

ومالؤوا المشركين ضدّ النبيّ صلى الله عليه و آله ۱ ، فعزم صلى الله عليه و آله في غد ذلك اليوم الذي فرّ فيه المشركون على اقتحام حصن بني قريظة ، وهو آخر وكر فسادٍ لليهود قرب المدينة ۲ . وبعد أن صلّى صلى الله عليه و آله صلاة الظهر ، أصدر أمره بالتعبئة العسكريّة ، وأخبر المسلمين بإقامة صلاة العصر في حيّ «بني قريظة» ۳ .
وتجلّت شخصيّة الإمام عليه السلام في هذا التحرّك أيضا ، وكان دوره فيه لافتا للنظر لاُمور :
1 ـ كانت راية الإسلام الخفّاقة بيده المقتدرة ۴ .
2 ـ كان آمرا على مقدّمة الجيش ۵ .
3 ـ كان بنو قريظة قد تسامعوا به ، ولمّا رأوه ، قالوا : جاء قاتل عمرو بن عبد ودّ . يقول ابن هشام : نزل بنو قريظة على حكم سعد بن معاذ ؛ لأنّ عليّ بن أبي طالب قال : «وَاللّهِ لَأَذوقَنَّ ما ذاقَ حَمزَةُ أو لَأَفتَحَنَّ حِصنَهُم» ۶ .
4 ـ رضي اليهود بحكم سعد بن معاذ فيهم ؛ إذ كانوا يظنّون أنّه سيحكم لهم بسبب الأواصر القديمة التي كانت تربطهم به ، لكنّه حكم بقتل رجالهم ، ومصادرة أموالهم ،

1.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۷۱ ، المغازي : ج۲ ص۴۵۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۲۸۷ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۳۱ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۶۹ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۲ .

2.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۸۱ و ص۵۸۳ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۴۴ ، المغازي : ج۲ ص۴۹۷ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۳۰۷ و ص۳۰۹ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۳ .

3.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۸۱ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۴۵ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۳۰۸ .

4.الطبقات الكبرى : ج۲ ص۷۴ ، تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۸۲ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۳۱۱ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۴۵ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۳ ؛ تاريخ اليعقوبي : ج۲ ص۵۲ .

5.تاريخ الطبري : ج۲ ص۵۸۲ ، السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۴۵ ، المغازي : ج۲ ص۴۹۹ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج۲ ص۳۱۱ ، الكامل في التاريخ : ج۱ ص۵۷۳ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۰۹ .

6.السيرة النبويّة لابن هشام : ج۳ ص۲۵۱ ؛ الإرشاد : ج۱ ص۱۰۹ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
192

۱۷۹.الإرشاد :لَمّا تَوَجَّهَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إلى بَنِي النَّضيرِ ، عَمِلَ عَلى حصِارِهِم ، فَضَرَبَ قُبَّتَهُ في أقصى بَني حُطَمَةَ مِنَ البَطحاءِ ، فَلَمّا أقبَلَ اللَّيلُ رَماهُ رَجُلٌ مِن بَنِي النَّضيرِ بِسَهمٍ فَأَصابَ القُبَّةَ ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله أن تُحَوَّلَ قُبَّتُهُ إلَى السَّفحِ ، وأحاطَ بِهِ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ .
فَلَمَّا اختَلَطَ الظَّلامُ فَقَدوا أميرَ المُؤمِنينَ عَلِيَّ بنَ أبي طالِبٍ عليه السلام ، فَقالَ النّاسُ : يا رَسولَ اللّهِ ، لا نَرى عَلِيّا ؟ فَقالَ صلى الله عليه و آله : أراهُ في بَعضِ ما يُصلِحُ شَأنَكُم . فَلَم يَلبَث أن جاءَ بِرَأسِ اليَهودِيِّ الَّذي رَمَى النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله ـ وكانَ يُقالُ لَهُ : عَزورا ـ فَطَرَحَهُ بَينَ يَدَيِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله . فَقالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه و آله : كَيفَ صَنَعتَ ؟ فَقالَ : إنّي رَأَيتُ هذَا الخَبيثَ جَريئا شُجاعا ، فَكَمَنتُ لَهُ وقُلتُ : ما أجرَأَهُ أن يَخرُجَ إذَا اختَلَطَ الظَّلامُ يَطلُبُ مِنّا غِرَّةً ۱ ، فَأَقبَلَ مُصلِتا سَيفَهُ في تِسعَةِ نَفَرٍ مِن أصحابِهِ اليَهودِ ، فَشَدَدتُ عَلَيهِ فَقَتَلتُهُ وأفلَتَ أصحابُهُ ولَم يَبرَحوا قَريبا ، فَابعَث مَعي نَفَرا ؛ فَإِنّي أرجو أن أظفَرَ بِهِم !
فَبَعَثَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله مَعَهُ عَشَرَةً ، فيهِم : أبو دُجانَةَ سِماكُ بنُ خَرَشَةَ ، وسَهلُ بنُ حُنَيفٍ ، فَأَدرَكوهُم قَبلَ أن يَلِجُوا الحِصنَ ، فَقَتَلوهُم وجاؤوا بِرُؤوسِهِم إلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَأَمَرَ أن تُطرَحَ في بَعضِ آبارِ بَني حُطَمَةَ .
وكانَ ذلِكَ سَبَبُ فَتحِ حُصونِ بَنِي النَّضيرِ ۲ .

5 / 2

غَزوَةُ بَني قُرَيظَةَ

أخفقت المؤامرة الكبرى التي تآزر عليها المشركون واليهود في غزوة الخندق ، ونكث بنو قريظة حلفهم الذي كان قد عقدوه مع المسلمين على عدم التعرّض لهم ،

1.الغِرّة : الغفلة (النهاية : ج۳ ص۳۵۵) .

2.الإرشاد : ج۱ ص۹۲ ؛ المغازي : ج۱ ص۳۷۱ نحوه .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج1
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 192367
الصفحه من 664
طباعه  ارسل الي