53
موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2

۹۷۸.أنساب الأشراف عن الحسين عن أبيه :إنَّ أبا سُفيانَ جاءَ إلى عَلِيٍّ عليه السلام ، فَقالَ : يا عَلِيُّ ، بايَعتُم رَجُلاً مِن أذَلِّ قَبيلَةٍ مِن قُرَيشٍ ! أما وَاللّهِ لَئِن شِئتَ لَاُضرِمَنَّها عَلَيهِ مِن أقطارِها ، ولَأَملَأَنَّها عَلَيهِ خَيلاً ورِجالاً ! !
فَقالَ لَهُ عَلِيٌّ : إنَّكَ طالَما ما غَشَشتَ اللّهَ ورَسولَهُ وَالإِسلامَ ، فَلَم يَنقُصهُ ذلِكَ شَيئا ۱ .

۹۷۹.تاريخ الطبري عن عَوانَة :لَمَّا اجتَمَعَ النّاسُ عَلى بَيعَةِ أبي بَكرٍ ، أقبَلَ أبو سُفيانَ وهُوَ يَقولُ : وَاللّهِ إنّي لَأَرى عَجاجَةً لا يُطِفئُها إلّا دَمٌ ! يا آلَ عَبدِ مَنافٍ ، فيمَ أبو بَكرٍ مِن اُمورِكُم ؟ ! أينَ المُستَضعَفانِ ؟ ! أينَ الأَذَلّانِ ؛ عَلِيٌّ وَالعَبّاسُ ؟ ! وقالَ : أبا حَسَنٍ ، اُبسُط يَدَكَ حَتّى اُبايِعَكَ . فَأَبى عَلِيٌّ عَلَيهِ ، فَجَعَلَ يَتَمَثَّلُ بِشِعرِ المُتَلَمِّسِ :


ولَن يُقيمَ عَلى خَسفٍ يُرادُ بِهِ
إلَا الأَذَلّانِ عَيْرُ الحَيِّ وَالوَتَدُ

هذا عَلَى الخَسفِ مَعكوسٌ بِرُمَّتِهِ
وذا يُشَجُّ فَلا يَبكي لَهُ أحَدُ

فَزَجَرَهُ عَلِيٌّ ، وقالَ : إنَّكَ وَاللّهِ ما أرَدتَ بِهذا إلَا الفِتنَةَ ، وإنَّكَ وَاللّهِ طالَما بَغَيتَ الإِسلامَ شَرّا ، لا حاجَةَ لَنا في نَصيحَتِكَ ۲ .

۹۸۰.تاريخ اليعقوبيـ بَعدَ بَيعَةِ أبي بَكرٍ فِي السَّقيفَةِ ـ: جاءَ البَراءُ بنُ عازِبٍ فَضَرَبَ البابَ عَلى بَني هاشِمٍ ، وقالَ : يا مَعَشَرَ بَني هاشِمٍ ، بويِعَ أبو بَكرٍ ! فَقالَ بَعضُهُم : ما كانَ المُسلِمونَ يُحدِثونَ حَدَثا نَغيبُ عَنهُ ونَحنُ أولى بِمُحَمَّدٍ ! ! فَقالَ العَبّاسُ : فَعَلوها ورَبِّ الكَعبَةِ .
وكانَ المُهاجِرونَ وَالأَنصارُ لا يَشُكّونَ في عَلِيٍّ ، فَلَمّا خَرَجوا مِنَ الدّارِ قامَ الفَضلُ بنُ العَبّاسِ ـ وكانَ لِسانَ قُرَيشٍ ـ فَقالَ : يا مَعشَرَ قُرَيشٍ ، إنَّهُ ما حَقَّت لَكُم

1.أنساب الأشراف : ج۲ ص۲۷۱ ، تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۰۹ عن ابن الحرّ نحوه .

2.تاريخ الطبري : ج۳ ص۲۰۹ ، الكامل في التاريخ : ج۲ ص۱۱ .


موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
52

اُغدوا بِنا إلى أحجارِ الزَّيتِ ۱ مُحَلِّقينَ . وحَلَقَ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ، فَما وافى مِنَ القَومِ مُحَلِّقا إلّا أبو ذَرٍّ وَالمِقدادُ وحُذَيفَةُ بنُ اليَمانِ وعَمّارُ بنُ ياسِرٍ ، وجاءَ سَلمانُ في آخِرِ القَومِ . فَرَفَعَ يَدَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ :
اللَّهُمَّ إنَّ القَومَ استَضعَفوني كَمَا استَضعَفَت بَنو إسرائيلَ هارونَ ، اللّهُمَّ فَإِنَّكَ تَعلَمُ ما نُخفي وما نُعلِنُ ، وما يَخفى عَلَيكَ شَيءٌ فِي الأَرضِ ولا فِي السَّماءِ ، تَوَفَّني مُسلِما وألحِقني بِالصّالِحينَ ۲ .

1 / 13

وَعيُ الإِمامِ في مُواجَهَةِ الفِتنَةِ

۹۷۷.الإرشاد :قَد كانَ أبو سُفيانَ جاءَ إلى بابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعَلِيٌّ وَالعَبّاسُ مُتَوَفِّرانِ عَلَى النَّظَرِ في أمرِهِ ، فَنادى :


بَني هاشِمٍ لا تُطمِعُوا النّاسَ فيكُم
ولا سيَّما تَيمُ بنَ مُرَّةَ أو عَدِيٌّ

فَمَا الأَمرُ إلّا فيكُمُ وإلَيكُم
ولَيسَ لَها إلّا أبو حَسَنٍ عَلِيٌّ

أبا حَسَنٍ فَاشدُد بِها كَفَّ حازِمٍ
فَإِنَّكَ بِالأَمرِ الَّذي يُرتَجى مَليٌّ

ثُمَّ نادى بِأَعلى صَوتهٍ : يا بَني هاشِمٍ ! يا بَني عَبدِ مَنافٍ ! أرَضيتُم أن يَلِيَ عَلَيكُم أبو فَصيلٍ . . . أما وَاللّهِ لَئِن شِئتُم لَأَملَأَنَّها خَيلاً ورَجِلاً !
فَناداهُ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام : اِرجِع يا أبا سُفيانَ ، فَوَاللّهِ ما تُريدُ اللّهَ بِما تَقولُ ، وما زِلتَ تَكيدُ الإِسلامَ وأهلَهُ ، ونَحنُ مَشاغيلُ بِرَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعَلى كُلِّ امرِئً مَا اكتَسَبَ ، وهُوَ وَلِيُّ مَا احتَقَبَ ۳ .

1.أحجار الزيت : موضع بالمدينة وهو موضع صلاة الاستسقاء (معجم البلدان : ج۱ ص۱۰۹) .

2.الكافي : ج۸ ص۳۲ ح۵ .

3.الإرشاد : ج۱ ص۱۹۰ ، إعلام الورى : ج۱ ص۲۷۱ .

  • نام منبع :
    موسوعة الإمام عليّ بن أبي طالب (ع) في الكتاب و السُّنَّة و التّاريخ ج2
    المساعدون :
    الطباطبائي، السيد محمد كاظم؛ الطباطبائي نجاد، السيد محمود
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1427 ق / 1385 ش
    الطبعة :
    الثانية
عدد المشاهدين : 170392
الصفحه من 600
طباعه  ارسل الي