115
حكم النّبيّ الأعظم ج2

حكم النّبيّ الأعظم ج2
114

ثالثاً : نظريّة لا جبر ولا تفويض

اعتبر أئمّة أهل البيت عليهم السلام أنّ النظريّة الصحيحة هي القول بمنزلة بين الجبر والتفويض ، في معرض ردّهم على نظريّة الجبر من جهة ونظريّة التفويض ، أو القدر من جهةٍ اُخرى . فنُقل عن الإمام الصادق عليه السلام قوله :
لا جَبرَ وَلا قَدَرَ ، وَلَكِن مَنزِلَةٌ بَينَهُما .۱
على أساس هذه النظريّة فإنّ الناس ليسوا مجبورين ؛ ذلك لأنّهم يمتلكون القدرة والاختيار ، ومن جهةٍ اُخرى فإنّ الأعمال لم تُفوّض إليهم بشكلٍ مطلق ؛ لأنّ اللّه قادر أيضا على مقدورات الناس ، بل إنّ مالكيّة الإنسان في طول مالكيّة اللّه ، واللّه أكثر مالكيّة وقدرة ، لذلك فإنّ بإمكانه متى شاء أن يمنع الإنسان من استخدام القدرة ، أو يمنع تأثيرها في مجالٍ معيّنٍ ، أو أن يسلب من الإنسان أصل القدرة . فقد جاء في الأحاديث :
هُوَ ... القادِرُ عَلى ما أَقدَرَهُم عَلَيهِ .۲
هكذا فإنّ خلاصة البحوث والدراسات الّتي أجريناها استنادا إلى نظريّة «لا جبر ولا تفويض» هي : إنّ الإنسان حرّ مختار من جهة ، وهو أمر بديهيّ ووجدانيّ ، على هذا الأساس فإنّ العدل الإلهيّ ونبوّة الأنبياء والمعاد والتكليف اُمور معقولة منطقيّة . ومن جهةٍ اُخرى فإنّ نطاق القدرة والسلطة الإلهيّة لا يصبح محدودا .
على هذا الأساس فإنّ أدلّة بطلان نظريّة الجبر والتفويض ، هي أيضا أدلّة إثبات «لا جبر ولا تفويض» .

1.الكافي : ج ۱ ص ۱۵۹ ح ۱۰ .

2.التوحيد : ص ۳۶۱ ح ۷ .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169190
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي