نماذج من البداء في القرآن
ذكر القرآن الكريم بعض المواضع المهمّة الّتي حدث فيها البداء ، ومنها البداء في عذاب قوم يونس:
«فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ ءَامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءَامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْىِ فِى الْحَيَوةِ الدُّنْيَا وَ مَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ» . ۱
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام بيان كيفية البداء كالتالي:
إنَّ يونُسَ لَمّا آذاهُ قَومُهُ دَعَا اللّه َ عَلَيهِم ، فَأَصبَحوا أوَّلَ يَومٍ ووُجوهُهُم مُصفَرَّةٌ وأصبَحُوا اليَومَ الثّانِيَ ووُجوهُهُم سودٌ ، قالَ : وكانَ اللّه ُ واعَدَهُم أن يَأتِيَهُمُ العَذابُ ، فَأَتاهُمُ العَذابُ حَتّى نالوهُ بِرِماحِهِم ؛ فَفَرَّقوا بَينَ النِّساءِ وأولادِهِنَّ ، وَالبَقَرِ وأولادِها ، ولَبِسُوا المُسوحَ وَالصّوفَ ، ووَضَعُوا الحِبالَ في أعناقِهِم ، وَالرَّمادَ عَلى رُؤوسِهِم ، وضَجُّوا ضَجَّةً واحِدَةً إلى رَبِّهِم ؛ وقالوا : آمَنّا بِإِلهِ يونُسَ ؛ قالَ : فَصَرَفَ اللّه ُ عَنهُمُ العَذابَ .۲
النموذج الثاني للبداء هو البداء الحاصل في مواعدة موسى عليه السلام :
«وَوَ عَدْنَا مُوسَى ثَلَاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْنَاهَا بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلِةً وَقَالَ مُوسَى لأَِخِيهِ هَارُونَ اخْلُفْنِى فِى قَوْمِى وَأَصْلِحْ وَلَا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ» . ۳
وروي عن الإمام الباقر عليه السلام في تفسير الآية قوله :
كانَ فِي العِلمِ وَالتَّقديرِ ثَلاثينَ لَيلَةً ، ثُمَّ بَدا للّه ِِ فَزادَ عَشرا ، فَتَمَّ ميقاتُ رَبِّهِ لِلأَوَّلِ وَالآخِرِ أربَعينَ لَيلَةً .۴
ومن نماذج البداء ، البداء في دخول الأرض المقدّسة :
«يَاقَوْمِ ادْخُلُواْ الْأَرْضَ الْمُقَدَّسَةَ الَّتِى كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَلَا تَرْتَدُّواْ عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ» . ۵
روي عن الإمام الصادق عليه السلام في تفسير الآية:
كَتَبَها لَهُم ثُمَّ مَحاها ، ثُمَّ كَتَبَها لِأَبنائِهِم فَدَخَلوها ، وَاللّه ُ يَمحو ما يَشاءُ ويُثبِتُ وعِندَهُ اُمُّ الكِتابِ .۶
وروي عنه أيضا :
كانَ في عِلمِهِ أنَّهُم سَيَعصونَ ويَتيهونَ أربَعينَ سَنَةً ، ثُمَّ يَدخُلونَها بَعدَ تَحريمِهِ إيّاها عَلَيهِم .۷
يصرّح الإمام الصادق عليه السلام في الحديثين السابقين : إنّ البداء كان في كتاب التقديرات ، لا في علم اللّه الذاتي ، وذلك لأنّ كلّاً من التقدير السابق، وكذلك ذنب بني إسرائيل وكذلك التغيير في التقدير السابق وإثبات التقدير الجديد، كلّ ذلك كان في علم اللّه الذاتي والأزلي .
ومن جملة البداء، البداء في ذبح إسماعيل. ۸
1.يونس: ۹۸ .
2.تفسير العياشي : ج ۲ ص ۱۳۶ ح ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۴ ص ۳۹۹ ح ۱۳ .
3.الأعراف : ۴۲ .
4.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۴۴ ح ۴۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۲۲۶ ح ۲۷ .
5.المائدة: ۲۱ .
6.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۰۴ ح ۷۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۱۸۱ ح ۱۴ .
7.تفسير العيّاشي : ج ۱ ص ۳۰۶ ح ۷۶ ، بحار الأنوار : ج ۱۳ ص ۱۸۲ ح ۱۷ .
8.راجع: الصافّات: ۱۰۲ ـ ۱۰۷ ، التوحيد : ص ۳۳۶ .