367
حكم النّبيّ الأعظم ج2

حكم النّبيّ الأعظم ج2
366

مبدأُ التَّقويمِ الهجريّ الشمسيّ

بهذا الشكل الّذي أشرنا إليه قد اُقرّ التّاريخ الهجريّ القمريّ في المجتمعات الإسلاميّة ، وكُتب التّاريخ ، وكان إلى جانبه التّاريخ الهجريّ الشمسيّ الذي يَتّخذ من السَّنة الشمسيّة أساسا في تقويمه ؛ لثباتها في تعيين الفصول ، وهو أمر هامّ في شؤون الزِّراعة والخراج ، والعمل على تطابق هذين التّاريخين في الثقافات المختلفة ممّا اهتمّ به الباحثون وقدّموا في ذلك اقتراحاتهم .
إنّ حساب السنة الشمسيّة قبل ظهور التّاريخ الجلالي في سنة 467 ه أو 471 ه ، كان على أساس تقسيم السّنة إلى اثني عشر شهرا ، لكلّ شهر ثلاثون يوما ، فيصبح المجموع 360 يوما ، أمّا الأيّام الخمسة الباقية فكانت تضاف إلى نهاية شهر آبان (ثامنُ الأشهرِ الشمسيّة) أو إسفند (آخرُ الأشهرِ الشمسيّة) فيصبح المجموع 365 يوما ، ويبقى من زمان دورة الشّمس حول الأرض 5 ساعات و 48 دقيقة و 51 / 45 ثانية ، وهذه المدَّة تصبح كلّ أربع سنوات يوما واحدا ، ولم يكن هذا اليوم يُحتسب ، لذلك كان اليوم الأوّل من شهر فروردين (أوّلُ الأشهرِ الشمسيّة) يتغيّر في فصول السَّنة ، وكانت الأشهر الشمسيّة آنئذٍ ـ مثل الأشهر القمريّة ـ تتغيّر في فصول السَّنة ، وهذا يعني أنَّ النوروز (أوّل أيَّام السنة الشمسيّة) لم يكن يصادف بداية شهر فروردين الواقعي (أي بداية نقطة الاعتدال الربيعي) .
وحين تولّى يزدجرد الثالث (آخر الملوك السّاسانيّين) الحكم سنة 632 ميلاديّة ، كان اليوم الأوّل من السنة (أي الأوّل من فروردين في ذلك التّاريخ) في 16 حزيران ، أي السابع من خرداد (ثالث الأشهرِ الشمسيّة) ؛ ذلك لأنَّ اليوم الأوّل من فروردين كان يتأخَّر كلَّ أربع سنوات يوما واحدا .
وفي سنة 467 ه . ش (الموافقة لسنة 1088 ميلاديّة) كان يوم النَّوروز مطابقا للثاني عشر من اسفند ، وفي هذا العام أمر ملكشاه السلجوقي المنجّمين أن يعملوا حسابا دقيقا للسنة الشمسيّة ويعيّنوا اليوم الأوّل من فروردين ، وعلى أساس حساب الخواجة عبدالرحمن الخازني ـ مُنجِّم مرو ـ تقدّم اليوم الأوّل من نوروزثمانية عشر يوما ، وأصبح في بداية الاعتدال الربيعي ، أي أخذ فروردين الواقعي مكانه الحقيقي . وفي الحساب الجديد أصبحت السنة 365 يوما (كلّ شهر 30 يوما مع إضافة خمسة أيّام إلى شهر آبان أو شهر إسفند) ، ويبقى يوم واحد يُضاف إلى السنة الرابعة في كلّ أربعِ سنين مع احتساب السّاعات الخمس وكسورها ، فتكون 366 يوما ، وبهذا الترتيب يصبح اليوم الأوّل من السنة الشمسيّة (الأوّل من فروردين) ثابتا .
من هنا كانت سنة 467 ه . ش (أو 471 ه . ش) هي السنة الاُولى التي يطابق فيها اليوم الأوَّل من فروردين بداية الاعتدال الرَّبيعي ۱ .
وفي سنة 1304 ه . ش (1343 ه . ق / 1925 م) اتّخذ التقويم الشمسي تقويما رسميّا في إيران ، وتمّ العمل بالحساب السابق لدقّته ، والتغيير الوحيد الذي حدث هو احتساب الأشهر الستّة الاُولى من السَّنة 31 يوما ، والأشهر الخمسة التالية 30 يوما ، والشهر الأخير (إسفند) 29 يوما ، وفي كلّ أربعة أعوام يصبح هذا الشهر الأخير 30 يوما ، وتلك السنةُ تسمَّى كبيسة ۲ .
ولقد اُقرّ التقويم الهجريّ الشمسيّ في دستور الجمهوريّة الإسلاميّة ، إلى جانب التقويم الهجريّ القمريّ باعتباره التقويم الدينيّ ۳ .

1.مجموع ما ذكر استندنا فيه إلى مقالات تقي زاده، گاه شمارى در إيران (بالفارسيّة) : ج ۱۰ ص ۳ ـ ۶ ، طهران ۱۳۵۷، ومقالته تحت عنوان «نوروز» في مجلة يادگار ، العدد ۷ ، ومادة «نوروز» في لغتنامه دهخدا . وحول الاختلاف في بداية النوروز السلطاني أكان سنة ۴۶۷ ه . ش أو ۴۷۱ ه . ش اُنظر : مقالات ـ أيضا ـ : ج ۱ ص ۱۶۸ الهامش . ولمحيط الطباطبائي توضيحات هامّة بشأن المراحل الّتي مرّ بها التقويم في إيران ، فقد وجّه الاختلاف بخصوص السنتين المذكورتين ، وكذلك إضافة الأيّام الخمسة إلى نهاية آبان وإسفند (راجع : تاريخ تحولات تقويمي در ايران از نظر نجومي ، مجلّة ميراث جاويدان (بالفارسيّة) ، العدد ۱۵ ـ ۱۶ ، ص۱۰۱ ـ ۱۰۸) .

2.انظر نصّ مصادقة المجلس الوطني ليلة ۱۱ فروردين سنة ۱۳۰۴ هجريّة شمسيّة ، وغيره من الوثائق في مجله ميراث جاويدان (بالفارسيّة) ، العدد ۱۵ ـ ۱۶ ، ص ۱۰۹ ـ ۱۱۸ پيدايش وسير تحول تقويم هجري شمسي ، محمدرضا صياد .

3.ما ذكرناه تحت عنوان : «أساس التقويم الهجري الشمسي» أخذناه من مقالة تحت عنوان (نوروز ومحاسبه آن در تقويم شمسى «بالفارسيّة») ، لرسول جعفريان ، ولمزيد الاطّلاع على ما كتبه راجع : (مقالات تاريخي ، الكرّاس الثاني، ص ۲۰۹ وما بعدها) .

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 164256
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي