597
حكم النّبيّ الأعظم ج2

الأوّل : الهداية الباطنيّة للنُّفوس المستعدَّة

إنّ الهداية الباطنية لا تتأتّى إلّا من قِبَل من تكون له الولاية التكوينيّة، والولاية التكوينيّة قدرة معنويّة يحصل عليها الإنسان عن طريق العمل بالأحكام الإلهيّة ، وينال الإنسان في أعلى مراتب الولاية التكوينيّة أعلى مراتب الإمامة التي تمثّل منزلة الإنسان الكامل.
إنّ الإمام وهو في موقع الولاية التكوينيّة شمس أكثر إشراقا وسطوعا من الشمس المحسوسة على باطن العالم غير المرئي وعلى ملكوت السماوات والأرضين ، وضمائر النفوس الصالحة، فيصل المؤمنون حقّا بإذن اللّه تعالى وببركة نور الإمام ، إلى المقصد الأعلى والغاية القصوى للإنسانيّة. ۱

الثّاني : قوام عالم الوجود معنويّا

تمثّل الولاية التكوينيّة للإمام الركن المعنويّ لعالم الوجود، فنظام الطبيعة منوط في استمراره وبقائه بالوجود المادّي للإنسان الكامل، فلولاه لساخت الأرض وانهدّت السماء .
إنّ المجتمع البشريّ بحسب روايات أهل البيت عليهم السلام ، وإن بدا في عصر الغيبة محروما من نعمة الزعامة السياسيّة والفكريّة للإمام المعصوم ، ولكنّه ينتفع بهدايته الباطنيّة وولايته التكوينيّة. ۲

1.راجع: القيادة في الإسلام : ( القسم الأوّل / الفصل الرابع : القيادة الباطنيّة ) .

2.راجع : موسوعة ميزان الحكمة : ج ۴ ( الإمامة / الفصل الرابع : حكمة الإمامة / الحكمة التكوينية) .


حكم النّبيّ الأعظم ج2
596

2 ـ الحِكمَةُ الثَّقافِيَّةُ

تنقسم الحكمة الثقافية للإمامة بدورها إلى ثلاثة أقسام:
الأول: الهداية والإرشاد نحو القيم الدينيّة ، بما يشمل القيادة العلميّة والخُلقيّة والعمليّة.
الثاني: المرجعيّة في حلّ الخلافات العقائديّة والقضائيّة.
الثالث: المنع من تحريف الدين.
لاشكّ في أنّ أكفأ الناس بعد النبي صلى الله عليه و آله لتحمّل أعلى مستويات الزعامة الفكرية في المجتمع في جميع الأبعاد والاتّجاهات ، هو الإمام المعصوم ، وفي حال عدم تمكّن المجتمع الإسلاميّ من الوصول إلى الإمام المعصوم ، فإنّ الفقهاء الحائزين للشرائط هم أحقّ الناس بالزعامة والقيادة.

3 ـ الحكمة التكوينيّة

يضطلع الإمام المعصوم ـ باعتباره الفرد الأكمل بشريّا على مرّ التأريخ ـ إضافة إلى زعامته السياسيّة والفكريّة ، بدورين أساسيّين في باطن عالم التكوين، وهو ما نعبّر عنه بالفلسفة أو الحكمة التكوينيّة للإمامة:

  • نام منبع :
    حكم النّبيّ الأعظم ج2
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق/1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 169404
الصفحه من 686
طباعه  ارسل الي