569
حكم النّبي الأعظم ج1

اللَّهُ عَلَى كُلِّ قَلْبِ مُتَكَبِّرٍجَبَّارٍ» 1 . وقد عدّت الأَحاديث هذه الصفة من صفات اللّه المختصّة به :
أنتَ جَبّارُ مَن فِي السَّماواتِ وجَبّارُ مَن فِي الأَرضِ ، لا جَبّارَ فيهِما غَيرُكَ . 2
والدليل على حصر هذه الصفة به سبحانه هو أَنّ العظمة المطلقة والقهر والغلبة على العالم هي لخالق العالم ومالكه وحدَه ، وليس لمخلوق مثل هذه الصفة ، و من هنا لو جعل أَحد نفسه مكان اللّه ، وحكّم إِرادته ، لا إِرادة اللّه ، على الآخرين ، وتعامل معهم بمنطق القوّة والجور ، فعمله مصداق الظلم ، والذمّ يلحقه .
قال الراغب في هذا المجال:
الجبّار في صفة الإنسان يقال لمن يجبر نقيصته بادّعاء منزلةٍ من التعالي لا يستحقّها ، وهذا لا يقال إِلّا على طريق الذمّ . 3
وذكرت الأَحاديث المأَثورة معطيات ومزايا عديدة لصفة «الجبّار» و «الجابر» ، ومن معطيات صفة «الجبّار» ومزاياها: الغلبة ، ونفي الضدّ والندّ والوزير ، وممّا يتعلّق بجابريّة اللّه تعالى: الفقر ، والمسكنة ، والمرض .

الكتاب

«هُوَ اللَّهُ الَّذِى لَا إِلَـهَ إِلَا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَـمُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَـنَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ» . ۴

الحديث

۱۲۳۸.رسول اللّه صلى الله عليه و آلهـ فِي الدُّعاءِ ـ: يا جَبّارَ السَّماواتِ وجَبّارَ الأَرَضينَ ، ويا مَن لَهُ مَلَكوتُ ۵

1.إبراهيم : ۱۵ .

2.راجع : الإقبال : ج ۱ ص ۲۳۹ ، مصباح المتهجد : ص ۲۲۷ ح ۳۳۶ ؛ تاريخ دمشق : ج ۴۷ ص ۳۹۱ .

3.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۸۴ .

4.الحشر : ۲۳ .

5.مَلَكُوت اللّه : سُلطانُه وعَظَمتُه (لسان العرب : ج ۱۰ ص ۴۹۲) .


حكم النّبي الأعظم ج1
568

والاستقامة ۱ ، والجبر أَن تغني الرجل من فقر ، أَو تصلح عظمه من كسر ۲ . يقال: جبرتُ العظم جبرا : أَصلحته ، وجبرتُ اليتيم: أَعطيتُه . ۳
قال الراغب:
أَصل الجبر: إِصلاح الشيء بضرب من القهر... وقد يقال الجبر تارةً في الإصلاح المجرّد... وتارةً في القهر المجرّد . ۴
قال ابن فارس :
«الجبّار» صيغة مبالغة من «أَجبَرَ ، يُجبِرُ» من مادّة «جبر». يقال: أَجبرت فلانا على الأَمر ، ولا يكون ذلك إِلّا بالقهر وجنس من التعظّم عليه . ۵
قال ابن الأَثير:
في أَسماء اللّه تعالى «الجبّار» ومعناه الذي يقهر العباد على ما أَراد من أَمرٍ ونهي . ۶

الجابر والجبّار في القرآن والحديث

ورد اسم «الجبّار» في صدد اللّه مرّةً واحدةً في القرآن الكريم 7 ، ولم يرد فيه اسم «الجابر» ، وذكر القرآن الكريم صفة «الجبّاريّة» لغير اللّه تعالى تسع مرّات ، وذمّها في ثمان منها ، كقوله على سبيل المثال : «وَ خَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ» 8 ، وقوله: «كَذَلِكَ يَطْبَعُ

1.معجم مقاييس اللغة : ج ۱ ص ۵۰۱ .

2.الصحاح : ج ۲ ص ۶۰۷ .

3.المصباح المنير : ص ۸۹ .

4.مفردات ألفاظ القرآن : ص ۱۸۳ .

5.النهاية : ج ۱ ص ۲۳۵ وراجع: المصباح المنير : ص ۹۰ .

6.الحشر : ۲۳ .

7.إبراهيم : ۱۵ .

  • نام منبع :
    حكم النّبي الأعظم ج1
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحدیث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1429 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولی
عدد المشاهدين : 224267
الصفحه من 690
طباعه  ارسل الي