289
مكاتيب الأئمّة ج6

ذَكَرتَ مَا اختَلَفَ فِيهِ مَوَالِيَّ ، فَإِذَا كَانَتِ الوَصِيَّةُ وَالكِبَرُ فَلا رَيبَ .
وَمَن جَلَسَ بِمَجَالِسِ الحُكمِ فَهُوَ أَولَى بِالحُكمِ ، أَحسِن رِعَايَةَ مَنِ استَرعَيتَ ، فَإِيَّاكَ وَالإِذَاعَةَ وَطَلَبَ الرِّئَاسَةِ ، فَإِنَّهُمَا تَدعُوَانِ إِلَى الهَلَكَةِ .
ذَكَرتَ شُخُوصَكَ إِلَى فَارِسَ فَاشخَص (عَافَاكَ اللّهُ) خَارَ اللّهُ لَكَ ، وَتَدخُلُ مِصرَإِن شَاءَ اللّهُ آمِناً ، وَاقرأ مَن تَثِقُ بِهِ مِن مَوَالِيَّ السَّلامَ ، وَمُرهُم بِتَقوَى اللّهِ العَظِيمِ ، وَأَدَاءِ الأَمَانَةِ ، وَأَعلِمهُم أَنَّ المُذِيعَ عَلَينَا (سرّنا) حَربٌ لَنَا .

۰.قال : فلمّا قرأتُ : « وَتَدخُلُ مِصرَ » لم أعرف له معنىً ، وقدمت بغداد وعزيمتي الخروج إلى فارس ، فلم يتهيّأ لي الخروج إلى فارس ، وخرجت إلى مصر فعرفت أنّ الإمام عرف أنّي لا أخرج إلى فارس .۱
وفي تحف العقول : وكتب إليه بعض شيعته يعرّفُه اختلاف الشيعة ، فكتب عليه السلام :
إِنَّمَا خَاطَبَ اللّهُ العَاقِلَ ، وَالنَّاسُ فِيَّ عَلَى طَبَقَاتٍ : المُستَبصِرُ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ ، مُتَمَسِّكٌ بِالحَقِّ ، مُتَعَلِّقٌ بِفَرعِ الأَصلِ ، غَيرُ شَاكٍّ وَلا مُرتَابٍ ، لا يَجِدُ عَنِّي مَلجَأً .
وَطَبَقَةٌ لَم تَأخُذِ الحَقَّ مِن أَهلِهِ ، فَهُم كَرَاكِبِ البَحرِ ، يَمُوجُ عِندَ مَوجِهِ وَيَسكُنُ عِندَ سُكُونِهِ .
وَطَبَقَةٌ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطانُ ، شَأنُهُمُ الرَّدُّ عَلَى أَهلِ الحَقِّ وَدَفعُ الحَقِّ بِالبَاطِلِ حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم .
فَدَع مَن ذَهَبَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، فَإِنَّ الرَّاعِيَ إِذَا أَرَادَ أَن يَجمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَهَا بِأَهوَنِ سَعيٍ .

1.. الخرائج والجرائح : ج۱ ص۴۴۹ ح۳۵ ،كشف الغمّة:ج۲ ص۴۱۶ مع اختلافٍ يسير ، بحار الأنوار:ج۲ ص۱۸۱ ح۴ وج۵۰ ص۲۹۶ ح۷۰ ، وراجع : إثبات الوصيّة : ص۲۶۲ ، عن الحسن بن محمّد ، عن محمّد بن عبيد اللّه .


مكاتيب الأئمّة ج6
288

28

كتابه عليه السلام إلى بعض شيعته

۰.قال أبو القاسم الهَرَويّ۱: خرج توقيعٌ ( من ) أبي محمّد عليه السلام إلى بعض بني أسباط ، قال : كتبت إلى الإمام۲اُخبرُه من اختلاف الموالي ، وأسألُه بإظهار دليل . فكتب ( إليَّ ) :إِنَّمَا خَاطَبَ اللّهُ العَاقِلَ ، وَلَيسَ أَحَدٌ يَأتِي بِآيَةٍ وَيُظهِرُ دَلِيلاً أَكثَرَ مِمَّا جَاءَ بِهِ خَاتَمُ النَّبِيِّينَ وَسَيِّدُ المُرسَلِينَ صلى الله عليه و آله ، فَقَالُوا : كَاهِنٌ وَسَاحِرٌ وَكَذَّابٌ! وَهُدِيَ مَنِ اهتَدَى ، غَيرَ أَنَّ الأَدِلَّةَ يَسكُنُ إِلَيهَا كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ ، وَذَلِكَ أَنَّ اللّهَ يَأذَنُ لَنَا فَنَتَكَلَّمُ ، وَيَمنَعُ فَنَصمُتُ .
وَلَو أَحَبَّ اللّهُ أَلَا يُظهِرَ حَقَّنَا مَا ظَهَرَ ، بَعَثَ اللّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ، يَصدَعُونَ بِالحَقِّ فِي حَالِ الضَّعفِ وَالقُوَّةِ ، وَيَنطِقُونَ فِي أَوقَاتٍ ؛ لِيَقضِيَ ( اللّهُ ) أَمرَهُ وَيُنفِذَ حُكمَهُ .
وَالنَّاسُ عَلَى طَبَقَاتٍ ( مُختَلِفِينَ ) شَتَّى : فَالمُستَبصِرُ عَلَى سَبِيلِ نَجَاةٍ مُتَمَسِّكٌ بِالحَقِّ ، فَيَتَعَلَّقُ بِفَرعٍ أَصِيلٍ غَيرُ شَاكٍّ وَلا مُرتَابٍ ، لا يَجِدُ عَنهُ مَلجَأً .
وَطَبَقَةٌ لَم تَأخُذِ الحَقَّ مِن أَهلِهِ ، فَهُم كَرَاكِبِ البَحرِ يَمُوجُ عِندَ مَوجِهِ ، وَيَسكُنُ عِندَ سُكُونِهِ ، وَطَبَقَةٌ استَحوَذَ عَلَيهِمُ الشَّيطَانُ ، شَأنُهُمُ الرَّدُّ عَلَى أَهلِ الحَقِّ ، وَدَفعُ الحَقِّ بِالبَاطِلِ ، حَسَداً مِن عِندِ أَنفُسِهِم .
فَدَع مَن ذَهَبَ يَمِيناً وَشِمَالاً ، كَالرَّاعِي إِذَا أَرَادَ أَن يَجمَعَ غَنَمَهُ جَمَعَهَا بِأَدوَنِ السَّعيِ .

1.. لم نجد له ترجمة .

2.. في بحار الأنوار : « أبي محمّد » بدل « الإمام » .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110070
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي