371
مكاتيب الأئمّة ج6

بِالحَقِّ ، وَأَنَّ أَنَاتَكَ أَشبَهُ الأَشيَاءِ بِكَرَمِكَ ، وَأَليَقُهَا بِمَا وَصَفتَ بِهِ نَفسَكَ فِي عَطفِكَ وَتَرَاؤُفِكَ ، وَأَنتَ بِالمِرصَادِ لِكُلِّ ظَالِمٍ فِي وَخِيمِ عُقبَاهُ وَسُوءِ مَثوَاهُ .
اللّهُمَّ إِنَّكَ قَد أَوسَعتَ خَلقَكَ رَحمَةً وَحِلماً ، وَقَد بَدَّلتَ أَحكَامَكَ وَغَيَّرتَ سُنَنَ نَبِيِّكَ ، وَتَمَرَّدَ الظَّالِمُونَ عَلى خُلَصَائِكَ ، وَاستَبَاحُوا حَرِيمَكَ ، وَرَكِبُوا مَرَاكِبَ الاستِمرَارِ عَلى الجُرأَةِ عَلَيكَ .
اللّهُمَّ فَبَادِرهُم بِقَوَاصِفِ سَخَطِكَ وَعَوَاصِفِ تَنكِيلاتِكَ وَاجتِثَاثِ غَضَبِكَ ، وَطَهِّرِ البِلادَ مِنهُم ، وَاعِفَّ عَنهَا آثَارَهُم ، وَاحطُط مِن قَاعَاتِهَا وَمَظَانِّهَا مَنَارَهُم ، وَاصطَلِمهُم بِبَوَارِكَ حَتَّى لا تُبق مِنهُم دِعَامَةً لِنَاجِمٍ وَلا عَلَماً لآِمٍّ وَلا مَنَاصاً لِقَاصِدٍ وَلا رَائِداً لِمُرتَادٍ .
اللّهُمَّ امحُ آثَارَهُم ، وَاطمِس عَلى أَموَالِهِم وَدِيَارِهِم ، وَامحَق أَعقَابَهُم وَافكُك أَصلابَهُم ، وَعَجِّل إِلَى عَذَابِكَ السَّرمَدِ انقِلابَهُم ، وَأَقِم لِلحَقِّ مَنَاصِبَهُ ، وَأَقدِح لِلرَّشَادِ زَنَادَهُ ، وَأَثِر لِلثَّارِ مُثِيرَهُ ، وَأَيِّد بِالعَونِ مُرتَادَهُ ، وَوَفِّر مِنَ النَّصرِ زَادَهُ ، حَتَّى يَعُودَ الحَقُّ بِجَدَّيِهِ ، وَيُنِيرَ مَعَالِمُ مَقَاصِدِهِ ، وَيَسلُكَهُ أَهلُهُ بِالأَمَنَةِ حَقَّ سُلُوكِهِ ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيءٍ قَدِيرٌ .

دعا عليه السلام في قنوته :

۰.اللّهُمَّ أَنتَ المُبِينُ البَائِنُ ، وَأَنتَ المَكِينُ المَاكِنُ المُمكِنُ .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى آدَمَ بَدِيعِ فِطرَتِكَ ، وَبِكرِ حُجَّتِكَ ، وَلِسَانِ قُدرَتِكَ ، وَالخَلِيفَةِ فِي بَسِيطَتِكَ ، وَأَوَّلِ مُجتَبىً لِلنُّبُوَّةِ بِرَحمَتِكَ ، وَسَاحِفِ شَعرِ رَأسِهِ تَذَلُّلاً لَكَ فِي حَرَمِكَ لِعِزَّتِكَ ، وَمُنشَاً مِنَ التُّرَابِ نَطَقَ إِعرَاباً بِوَحدَانِيَّتِكَ ، وَعَبَدَ لَكَ ، أَنشَأتَهُ لأُمَّتِكَ ، وَمُستَعِيذٍ بِكَ مِن مَسِّ عُقُوبَتِكَ ، وَصَلِّ عَلى ابنِهِ الخَالِصِ مِن صَفوَتِكَ ، وَالفَاحِصِ


مكاتيب الأئمّة ج6
370

وَعَلى الرَّشَادِ مَسلَكِي ، حَتَّى تُنِيلَنِي وَتُنِيلَ بِي أُمنِيَّتِي ، وَتَحِلَّ بِي عَلى مَا بِهِ أَرَدتَنِي وَلَهُ خَلَقتَنِي وَإِلَيهِ آوَيتَ بِي ، وَأَعِذ أَولِيَاءَكَ مِنَ الافتِتَانِ بِي ، وَفَتِّنهُم بِرَحمَتِكَ لِرَحمَتِكَ فِي نِعمَتِكَ تَفتِينَ الاجتِبَاءِ وَالاستِخلاصِ بِسُلُوكِ طَرِيقَتِي وَاتِّبَاعِ مَنهَجِي ، وَأَلحِقنِي بِالصّالِحِينَ مِن آبَائِي وَذَوِي رَحِمِي [لُحمَتي] .

ودعا عليه السلام في قنوته :

۰.اللّهُمَّ مَن أَوَى إِلَى مَأوىً فَأَنتَ مَأوَايَ ، وَمَن لَجَأَ إِلَى مَلجَاً فَأَنتَ مَلجَئِي .
اللّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّد وَاسمَع نِدَائِي وَأَجِب دُعَائِي ، وَاجعَل [عِندَكَ] مَآبِي عِندَكَ وَمَثوَايَ ، وَاحرُسنِي فِي بَلوَايَ مِنِ افتِنَانِ الامتِحَانِ وَلُمَّةِ ۱ الشَّيطَانِ ، بِعَظَمَتِكَ الَّتِي لا يَشُوبُهَا وَلَعُ نَفسٍ بِتَفتِينٍ وَلا وَارِدُ طَيفٍ بِتَظنِينٍ وَلا يَلُمُّ بِهَا فَرَحٌ [فَرَجٌ] ، حَتَّى تَقلِبَنِي إِلَيكَ بِإِرَادَتِكَ ، غَيرَ ظَنِينٍ وَلا مَظنُونٍ ، وَلا مُرَابٍ ، وَلا مُرتَابٍ ، إِنَّكَ أَنتَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَ .

قنوت الإمام زين العابدين عليه السلام :

۰.اللّهُمَّ إِنَّ جِبِلَّةَ البَشَرِيَّةِ وَطِبَاعَ الإِنسَانِيَّةِ وَمَا جَرَت عَلَيهِ تَركِيبَاتُ النَّفسِيَّةِ وَانعَقَدَت بِهِ عُقُودُ النَّشِئيَّةِ [ النَّسِبيَّةِ ] ، تَعجِزُ عَن حَملِ وَارِدَاتِ الأَقضِيَةِ ، إلّا مَا وَفَّقتَ لَهُ أَهلَ الاصطِفَاءِ وَأَعَنتَ عَلَيهِ ذَوِي الاجتِبَاءِ .
اللّهُمَّ وَإِنَّ القُلُوبَ فِي قَبضَتِكَ وَالمَشِيئَةَ لَكَ فِي مَلكَتِكَ ، وَقَد تَعلَمُ أَي رَبِّ مَا الرَّغبَةُ إِلَيكَ فِي كَشفِهِ ، وَاقِعَةً لأَوقَاتِهَا بِقُدرَتِكَ ، وَاقِفَةً بِحَدِّكَ مِن إِرَادَتِكَ ، وَإِنِّي لأَعلَمُ أَنَّ لَكَ دَارَ جَزَاءٍ مِنَ الخَيرِ وَالشَّرِّ مَثُوبَةً وَعُقُوبَةً ، وَأَنَّ لَكَ يَوماً تَأخُذُ فِيهِ

1.. اللُّمة : الرفقة ، ففي الحديث : لا تسافروا حتّى تصيبوا لمّة أي رفقة ( لسان العرب : ج ۱۵ ص ۲۵۷ ) .

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمّة ج6
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دار الحديث للطباعة و النشر
    مکان النشر :
    قم المقدسة
    تاریخ النشر :
    1430 ق / 1387 ش
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 110176
الصفحه من 453
طباعه  ارسل الي