97
مكاتيب الأئمة ج5

[علّة غُسل المَيّت]

۰.وَ عِلَّةُ غُسلِ المَيِّتِ ؛ أَنَّهُ يُغَسَّلُ لِأَنَّهُ يُطَهَّرُ وَ يُنَظَّفُ مِن أَدناسِ أَمراضِهِ وَ ما أَصابَهُ مِن صُنوفِ عِلَلِهِ ؛ لِأَنَّهُ يَلقَى المَلائِكَةَ وَ يُباشِرُ أَهلَ الآخِرَةِ ، فَيُستَحَبُّ إِذا وَرَدَ عَلى اللّهِ وَ لَقيَ أَهلَ الطَّهارَةِ وَ يُماسُّونَهُ وَ يُماسُّهُم ، أَن يَكونَ طاهِرا نَظيفا موَجَّها بِهِ إِلى اللّهِ عز و جل ، لِيُطلَبَ بِهِ وَ يُشَفَّعَ له . وَ عِلَّةٌ أُخرى أَنَّهُ يَخرُجُ مِنهُ المَنيُّ الّذي مِنهُ خُلِقَ فَيُجنِبُ فَيَكونُ غُسلُهُ لَهُ .
وَ عِلَّةُ اغتِسالِ مَن غَسَّلَهُ أَو مَسَّهُ ؛ فَطَهارَةٌ لِما أَصابَهُ مِن نَضحِ المَيِّتِ ، لِأَنَّ المَيِّتَ إِذا خَرَجَت الرُّوحُ مِنهُ بَقيَ أَكثَرُ آفَتِهِ ، فَلِذلِكَ يُتَطَهَّرُ مِنهُ وَ يُطَهَّرُ . ۱

[علّة الوضوء]

۰.وَ عِلَّةُ الوُضوءِ الَّتي مِن أَجلِها صارَ غَسلُ الوَجهِ وَ الذِّراعَينِ وَ مَسحُ الرَّأسِ وَ الرِّجلَينِ ؛ فَلِقيامِهِ بَينَ يَدي اللّهِ عز و جل وَ استِقبالِهِ إِيَّاهُ بِجَوارِحِهِ الظَّاهِرَةِ ، وَ مُلاقاتِهِ بِها الكِرامَ الكاتِبينَ ، فَغُسلُ الوَجهِ لِلسُّجودِ وَ الخُضوعِ ، وَ غُسلُ اليَدَينِ ليَقلِبَهُما وَ يَرغَبَ بِهِما وَ يَرهَبَ وَ يَتَبَتَّلَ ، وَ مَسحُ الرَّأسِ وَ القَدَمَينِ لِأَنَّهُما ظاهِرانِ مَكشوفانِ يَستَقبِلُ بِهِما في كُلِّ حالاتِهِ ، وَ لَيسَ فيهِما مِنَ الخُضوعِ وَ التَّبَتُّلِ ما في الوَجهِ وَ الذِّراعَينِ . ۲

[علّة الزّكاة]

۰.وَ عِلَّةُ الزَّكاةِ مِن أَجلِ قُوتِ الفُقَراءِ وَ تَحصينِ أَموالِ الأَغنياءِ ؛ لِأَنَّ اللّهَ تَبارَكَ وَ تَعالى كَلَّفَ أَهلَ الصِّحَّةِ القيامَ بِشأنِ أَهلِ الزَّمانَةِ وَ البَلوى ، كَما قالَ اللّهُ تَعالى : « لَتُبْلَوُنَّ فِى أَمْوَ لِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ »۳ في أَموالِكُم بِإِخراجِ الزَّكاةِ ، وَ في أَنفُسِكُم بِتَوطينِ الأَنفُسِ عَلى الصَّبرِ ، مَعَ ما في ذلِكَ مِن أَداءِ شُكرِ نِعَمِ اللّهِ عز و جل ، وَ الطَّمَعِ في الزِّيادَةِ مَعَ ما فيهِ مِنَ الرَّأفَةِ وَ الرَّحمَةِ لِأَهلِ الضَّعفِ ، وَ العَطفِ عَلى أَهلِ المَسكَنَةِ ، وَ الحَثِّ لَهُم عَلى المُواساتِ ، وَ تَقوِيَةِ الفُقَراءِ ، وَ

1.راجع : علل الشرائع : ص۳۰۰ ح۳.

2.راجع : كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۵۶ ح۱۲۸ ، علل الشرائع : ص۲۸۰ ح۲ .

3.آل عمران : ۱۸۶.


مكاتيب الأئمة ج5
96

أحمد بن هشام المُكَتِّب رضي الله عنهم ، قالوا : حدّثنا محمّد بن أبي عبد اللّه الكوفيّ ، عن محمّد بن إسماعيل ، عن عليّ بن العبّاس ، قال : حدّثنا القاسم بن الرّبيع الصّحّاف ، عن محمّد بن سنان ، و حدّثنا عليّ بن أحمد بن عبد اللّه البرقيّ و عليّ بن عيسى المجاور في مسجد الكوفة وأبو جعفر محمّد بن موسى البرقي بالري ـ رحمهم اللّه ـ ، قالوا : حدّثنا محمّد بن عليّ ماجيلويه ، عن أحمد بن محمّد بن خالد ، عن أبيه ، عن محمّد بن سنان 1
: أنّ عليّ بن موسى الرّضا عليه السلام كتب إليه في جواب مسائله :[علّة غسل الجنابة]
عِلَّةُ غُسلِ الجَنابَةِ النَّظافَةُ وَ تَطهيرُ الإِنسانِ نَفسَهُ مِمَّا أَصابَ مِن أَذاهُ وَ تَطهيرُ سائِرِ جَسَدِهِ ؛ لأَنَّ الجَنابَةَ خارِجَةٌ مِن كُلِّ جَسَدِهِ ، فَلِذلِكَ وَجَبَ عَلَيهِ تَطهيرُ جَسَدِهِ كُلِّهِ . 2

[علّة التّخفيف في البول و الغائط]

۰.وَ عِلَّةُ التَّخفيفِ في البَولِ وَ الغائِطِ لِأَنَّهُ أَكثَرُ وَ أَدوَمُ مِنَ الجَنابَةِ فَرَضيَ فيهِ بِالوضُوءِ لِكَثرَتِهِ وَ مَشَقَّتِهِ وَ مَجيئِهِ بِغَيرِ إِرادَةٍ مِنهُ وَ لا شَهوَةٍ ، وَ الجَنابَةُ لا تَكونُ إلَا بِالِاستِلذاذِ مِنهُم وَ الإِكراهِ لِأَنفُسِهِم. ۳

[علّة غُسل العيدين والجمعة وغير ذلك من الأغسال]

۰.وَ عِلَّةُ غُسلِ العيدَينِ وَ الجُمُعَةِ وَ غَيرِ ذلِكَ مِنَ الأَغسالِ ؛ لِما فيهِ مِن تَعظيمِ العَبدِ رَبَّهُ ، وَاستِقبالِهِ الكَريمَ الجَليلَ ، وَ طَلَبِ المَغفِرَةِ لِذُنوبِهِ ، وَ ليَكونَ لَهُم يَومَ عيدٍ مَعروفٍ يَجتَمِعونَ فيهِ عَلى ذِكرِ اللّهِ عز و جل ، فَجُعِلَ فيهِ الغُسلُ تَعظيما لِذلِكَ اليَومِ وَ تَفضيلاً لَهُ عَلى سائِرِ الأَيَّامِ وَ زيادَةً في النَّوافِلِ وَ العِبادَةِ ، وَ ليَكونَ تِلكَ طَهارَةً لَهُ مِنَ الجُمُعَةِ إِلى الجُمُعَةِ . ۴

1.راجع : ص ۱۰۱ الرقم ۴۲ .

2.راجع : كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۷۶ ح۱۷۱ ، بحار الأنوار : ج۶ ص۹۵ ح۲ ، وسائل الشيعة : ج۲ ص۱۷۸ ح۱۸۶۶.

3.راجع : كتاب من لا يحضره الفقيه : ج۱ ص۷۶ ح۱۷۱ ، علل الشرائع : ص۲۸۱ ، بحار الأنوار : ج۶ ص۹۵ ح۲ ، وسائل الشيعة : ج۲ ص۱۷۸ ح۱۸۶۶.

4.راجع : علل الشرائع : ص۲۸۵ ح۴ ، وسائل الشيعة : ج۳ ص۳۱۶ ح۳۷۴۶.

  • نام منبع :
    مكاتيب الأئمة ج5
    المساعدون :
    الفرجي، مجتبی
    المجلدات :
    7
    الناشر :
    دارالحديث
    مکان النشر :
    قم
    تاریخ النشر :
    1387
    الطبعة :
    الاولى
عدد المشاهدين : 113009
الصفحه من 464
طباعه  ارسل الي