الباب العشرون : بَابُ الْبِدَعِ وَالرَّأْيِ وَالْمَقَايِيسِ
فيه اثنان وعشرون حديثا ، أو ثلاثة وعشرون إن عدّ ما في السابع عشر حديثين ، أو أربعة وعشرون إن عُدّ ما في التاسع عشر أيضا حديثين .
«البدع» بكسر الموحّدة وفتح المهملة جمع «بِدعة» بالكسر ؛ يُقال : بدع ـ كحسن ـ أي حدث لا عن مثال سابق ، وبدعه ـ كمنعه ـ أي اخترعه وأحدثه لا عن مثال سابق كابتدعه . والبدعة الاسم من الابتداع ، كالرفعة من الارتفاع ، والخِلفة من الاختلاف . ۱
والمراد بالبدع هنا الأهواء ، وهي الاعتقادات المبتدأة ، أي الغير المستندة إلى قرينة ولا أصل يُقاس عليه ، بقرينة مقابلتها بالرأي والمقاييس .
ومنه ما روي عن رسول اللّه صلى الله عليه و آله أنّه قال : «كلّ محدثة بدعة» ۲ . تأنيث «محدثة» لأنّ المراد طريقة محدثة ، وظاهر أنّه ليس مراده بيان المعنى ۳ اللغوي ، بل مراده أنّ كلّ حكم حدث بعد ما لم يكن مستند البتّة إلى اتّباع الهوى والاعتقاد المبتدأ بلا واسطة أو بواسطة .
ومثله ما روى ابن بابويه في معاني الأخبار أنّه جاء رجل إلى أمير المؤمنين عليه السلام فقال : أخبرني عن السنّة والبدعة ، وعن الجماعة ، وعن الفرقة؟ فقال أمير المؤمنين عليه السلام :