الجبريّة ، ومرجئة الخالصة . ۱ انتهى .
(قُلْتُ : قَلَّدْنَا وَقَلَّدُوا) أي قلّدنا أئمّتنا وقلّدوا أئمّتهم .
(فَقَالَ : لَمْ أَسْأَلْكَ عَنْ هذَا) أي ليس سؤالي عن أصل التقليد ، بل عن التفاوت بينكم وبينهم في التقليد .
(فَلَمْ يَكُنْ عِنْدِي جَوَابٌ أَكْثَرُ مِنَ الْجَوَابِ الْأَوَّلِ) ؛ يعني فسكتُّ عن الجواب ثانيا لجهلي به .
(فَقَالَ أَبُو الْحَسَنِ عليه السلام : إِنَّ الْمُرْجِئَةَ نَصَبَتْ رَجُلاً) ؛ من باب ضرب ، أي أقامت رجلاً للإمامة من عند نفسها . وهذا أحد وجهي تسميتها بالناصبة والنواصب ، أو المراد قالت بإمامة رجل .
(لَمْ تَفْرِضْ) ؛ بصيغة المعلوم من باب التفعيل أو من باب ضرب ، وفيه ضمير ۲ راجع إلى المرجئة .
(طَاعَتَهُ) ؛ منصوب على أنّه مفعول به ؛ أي لم يعدوا طاعته فرضا من اللّه ، فإنّهم لم يقولوا بأنّه مُفترض الطاعة بحيث لا يجوز مخالفته بالاجتهاد ؛ لأنّهم علموا أنّ غاية مجهوده في الفتوى أن يكون ظانّا مجتهدا فيها ، إمّا مخطئا وإمّا مصيبا ، أو لم يوجبوا طاعته .
وعلى الثاني في الكلام دلالة على أنّهم يوجبون من عند أنفسهم أشياء ، ولكن لم يوجبوا طاعته بحيث لا يجوز مخالفته بالاجتهاد .
(وَقَلَّدُوهُ) أي في كلّ فتاويه .
(وَأَنْتُمْ نَصَبْتُمْ رَجُلاً) ؛ من باب مجاز المشاكلة ۳ ، فإنّ الرجل منصوب من عند اللّه ورسوله ، أي قلتم بإمامة رجل ، ومراده بالرجل نفسه عليه السلام .
1.الملل والنحل للشهرستاني ، ج ۱ ، ص ۱۳۹ ، معنى الإرجاء .
2.في «ج» : «ضمير فيه» بدل : «فيه ضمير» .
3.مجاز المشاكلة : ذكر الشيء بلفظ غيره لمصاحبته ذلك الغير ، نحو :
قالوا اقترح شيئا نجدُّ لك طبخهقلت اطبخوا لي جبّة وقميصا
حيث ذكر خياطة الجبّة بلفظ الطبخ لمصاحبته طبخ الطعام .