293
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1

كَانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيرًا وَ يُطْعِمُونَ الطَّعَامَ عَلَى حُبِّهِ مِسْكِينًا وَ يَتِيمًا وَ أَسِيرًا» ـ : مَرِضَ الحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهماالسلام فَعادَهُما جَدُّهُما رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، وعادَهُما عامَّةُ العَرَبِ ، فَقالوا : يا أبَا الحَسَنِ لَو نَذَرتَ عَلى وُلدِكَ نَذرا . فَقالَ عَلِيٌّ عليه السلام : إن بَرَءا مِمّا بِهِما صُمتُ للّهِِ عز و جلثَلاثَةَ أيّامٍ شُكرا ، وقالَت فاطِمَةُ عليهاالسلامكَذلِكَ ، وقالَت جارِيَةٌ يُقالُ لَها «فِضَّةُ» ، نوبِيَّةٌ : إن بَرَأَ سَيِّدايَ صُمتُ للّهِِ عز و جل شُكرا .
فَاُلبِسَ الغُلامانِ العافِيَةَ ، ولَيسَ عِندَ آلِ مُحَمَّدٍ قَليلٌ ولا كَثيرٌ ، فَانطَلَقَ عَلِيٌّ عليه السلام إلى شَمعونَ الخَيبَرِيِّ فَاستَقرَضَ مِنهُ ثَلاثَةَ آصُعٍ مِن شَعيرٍ ، فَجاءَ بِها فَوَضَعَها ، فَقامَت فاطِمَةُ عليهاالسلامإلى صاعٍ فَطَحَنَتهُ وَاختَبَزَتهُ ، وصَلّى عَلِيٌّ عليه السلام مَعَ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ أتَى المَنزِلَ فَوُضِعَ الطَّعامُ بَينَ يَدَيهِ ، إذ أتاهُم مِسكينٌ فَوَقَفَ بِالبابِ فَقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ مُحَمَّدٍ ، مِسكينٌ مِن أولادِ المُسلِمينَ ، أطعِموني أطعَمَكُمُ اللّهُ عز و جلعَلى مَوائِدِ الجَنَّةِ ، فَسَمِعَهُ عَلِيٌّ عليه السلام فَأَمَرَهُم فَأَعطَوهُ الطَّعامَ ، ومَكَثوا يَومَهُم ولَيلَتَهُم لَم يَذوقوا إلَا الماءَ .
فَلَمّا كانَ اليَومُ الثّاني ، قامَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إلى صاعٍ وخَبَزَتهُ ، وصَلّى عَلِيٌّ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ووُضِعَ الطَّعامُ بَينَ يَدَيهِ ، إذ أتاهُم يَتيمٌ فَوَقَفَ بِالبابِ ، وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ مُحَمَّدٍ ، يَتيمٌ بِالبابِ مِن أولادِ المُهاجِرينَ ، استُشهِدَ والِدي ، أطعِموني ، فَأَعطَوهُ الطَّعامَ ، فَمَكَثوا يَومَينِ لَم يَذوقوا إلَا الماءَ .
فَلَمّا كانَ اليَومُ الثّالِثُ قامَت فاطِمَةُ عليهاالسلام إلَى الصّاعِ الباقي فَطَحَنَتهُ وَاختَبَزَتهُ ، فَصَلّى عَلِيٌّ عليه السلام مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، ووُضِعَ الطَّعامُ بَينَ يَدَيهِ إذ أتاهم أسيرٌ ، فَوَقَفَ بِالبابِ وقالَ : السَّلامُ عَلَيكُم أهلَ بَيتِ النُّبُوَّةِ ، تَأسِرونَنا وتَشُدّونَنا ولا تُطعِمونَنا ، أطعِموني فَإِنّي أسيرٌ ، فَأَعطَوهُ ، ومَكَثوا ثَلاثَةَ أيّامٍ و لَيالِيَها لَم يَذوقوا إلَا الماءَ .
فَأَتاهُم رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله فَرَأى ما بِهِم مِنَ الجوعِ ، فَأَنزَلَ اللّهُ تَعالى : «هَلْ أَتَى عَلَى


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
292

۲۸۲.الأمالي للصدوق عن ابن عبّاس :إنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ جالِسا ذاتَ يَومٍ وعِندَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَقالَ : اللّهُمَّ إنَّكَ تَعلَمُ أنَّ هؤُلاءِ أهلُ بَيتي وأكرَمُ النّاسِ عَلَيَّ ، فَأَحِبَّ مَن أحَبَّهُم ، وأبغِض مَن أبغَضَهُم ، ووالِ مَن والاهُم ، وعادِ مَن عاداهُم ، وأعِن مَن أعانَهُم ، وَاجعَلهُم مُطَهَّرينَ مِن كُلِّ رِجسٍ ، مَعصومينَ مِن كُلِّ ذَنبٍ ، وأيِّدهُم بِروحِ القُدُسِ ۱ ...
ثُمَّ رَفَعَ صلى الله عليه و آله يَدَهُ إلَى السَّماءِ فَقالَ : اللّهُمَّ إنّي اُشهِدُكَ إنّي مُحِبٌّ لِمَن أحَبَّهُم ومُبغِضٌ لِمَن أبغَضَهُم ، وسِلمٌ لِمَن سالَمَهُم ، وحَربٌ لِمَن حارَبَهُم ، وعَدُوٌّ لِمَن عاداهُم ، ووَلِيٌّ لِمَن والاهُم . ۲

راجع : أهل البيت عليهم السلام في الكتاب والسنّة: ص 156 (القسم الثالث : خصائص أهل البيت عليهم السلام / الفصل الأوّل / سلمهم سلم النبيّ صلى الله عليه و آله وحربهم حربه) .

1 / 9

نُزولُ سورَةِ «الإِنسانِ» في شَأنِهِم

۲۸۳.مجموعة نفيسة (مسارّ الشيعة) :وفِي الخامِسِ وَالعِشرينَ مِنهُ [أي مِن ذِي الحِجَّةِ ]نَزَلَ في أميرِ المُؤمِنينَ وفاطِمَةَ وَالحَسَنِ وَالحُسَينِ عليهم السلام «هَلْ أَتَى عَلَى الْاءِنسَـنِ» . ۳

۲۸۴.مجمع البيانـ حَولَ نُزولِ سورَةِ «هَل أتى»ـ : حَدَّثَنِي الحَسَنُ بنُ الحَسَنِ أبو عَبدِ اللّهِ بنُ الحَسَنِ أنَّها مَدَنِيَّةٌ نَزَلَت في عَلِيٍّ و فاطِمَةَ عليهماالسلامالسّورَةُ كُلُّها . ۴

285.اُسد الغابة عن مجاهد عن ابن عبّاسـ في قَولِهِ تَعالى : «يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخَافُونَ يَوْمًا

1.رُوحُ القُدْسِ : يعني جبرئيل ، اُضيف إلى القُدْس وهو الطُهْر ، والمراد : الرُوحُ المقدّس (مجمع البحرين : ج ۲ ص ۷۴۳ «روح») .

2.الأمالي للصدوق : ص ۵۷۴ ح ۷۸۷ ، بشارة المصطفى : ص ۱۷۷ ، بحار الأنوار : ج ۴۳ ص ۲۴ ح ۲۰ .

3.مجموعة نفيسة : ص ۵۹ (مسارّ الشيعة) ، العدد القويّة : ص ۳۱۵ .

4.مجمع البيان : ج ۱۰ ص ۶۱۲ نقلاً عن تفسير أبي حمزة الثمالي .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج1
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 249449
الصفحه من 426
طباعه  ارسل الي