221
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
220

سعيد بن عثمان (سنة خمس و خمسين)

سأل سعيد بن عثمان معاوية أن يستعمله على خراسان ، فقال : إنّ بها عبيد اللّه بن زياد ، ۱ فقال :
أما لقد اصطنعك أبي ورفاك حتّى بلغت باصطناعه المدى الذي لا يُجارى إليه ولا يُسامى ، فما شكرت بلاءه ولا جازيته بآلائه ، وقدّمت عليّ هذا ـ يعني يزيد بن معاوية ـ وبايعت له ، وواللّه لأنا خيرٌ منه أبا واُمّا ونفسا .
فقال معاوية :
أمّا بلاء أبيك فقد يحقّ عليّ الجزاء به ، وقد كان من شكري لذلك أنّي طلبت بدمه حتّى تكشّفت الاُمور ، ولست بلائم لنفسي في التشمير ۲ . وأمّا فضل أبيك على أبيه ، فأبوك واللّه خيرٌ منّي وأقرب برسول اللّه صلى الله عليه و آله . وأمّا فضل اُمّك على اُمّه فما يُنكر ؛ امرأة من قريش خيرٌ من امرأة من كلب . وأمّا فضلك عليه فواللّه ما اُحبّ أنّ الغوطَةَ ۳ دَحَسَت ۴ ليزيد رجالاً مثلك !
فقال له يزيد :
يا أمير المؤمنين ، ابن عمّك وأنت أحقّ مَن نظر في أمره ، وقد عتب عليك لي فأعتبه . ۵
وفي لفظ ابن قتيبة : فلمّا قدم معاوية الشام ، أتاه سعيد بن عثمان بن عفّان ، وكان شيطان قريش ولسانها ، قال :
يا أمير المؤمنين ! عَلام تبايع ليزيد وتتركني ؟ فواللّه ، لتعلم أنّ أبي خير من أبيه ، واُمّي خيرٌ من اُمّه ، وأنا خيرٌ منه ، وإنّك إنّما نلت ما أنت فيه بأبي .
فضحك معاوية وقال :
يابن أخي ، أمّا قولك : إنّ أباك خيرٌ من أبيه ، فيوم من عثمان خيرٌ من معاوية ، وأمّا قولك : إنَّ اُمّك خيرٌ من اُمّه ، ففضل قرشيّة على كلبيّة فضلٌ بيّن ، وأمّا أن أكون نلت ما أنا فيه بأبيك ، فإنّما هو الملك يؤتيه اللّه من يشاء ، قُتل أبوك رحمه اللّه فتواكلته بنو العاصي ، وقامت فيه بنو حرب ، فنحن أعظم بذلك منّةً عليك ، وأمّا [أن] ۶ تكون خيرا من يزيد ، فواللّه ما اُحبّ أنّ داري مملوءة رجالاً مثلك بيزيد، ولكن دعني من هذا القول ، وسلني اُعطك .
فقال سعيد بن عثمان بن عفّان :
يا أمير المؤمنين ، لا يعدم يزيد مزكّيا ما دمت له ، وما كنت لأرضى ببعض حقّي دون بعض ، فإذا أبيت فأعطني ممّا أعطاك اللّه .
فقال معاوية :
لك خراسان ، قال سعيد : وما خراسان ؟ قال : إنّها لك طعمة ۷ وصلة رحم ! فخرج راضيا وهو يقول :
ذكرت أمير المؤمنين وفضلهفقلت : جزاه اللّه خيرا بما وصل
وقد سبقت منّي إليه بوادرٌمن القول فيه آية العقل والزلل
فعاد أمير المؤمنين بفضلهوقد كان فيه قبل عودته ميل
وقال : خراسان لك اليوم طعمةفجوزي أمير المؤمنين بما فعل
فلو كان عثمان الغداة مكانهلما نالني من ملكه فوق ما بذل
فلمّا انتهى قوله إلى معاوية أمر يزيد أن يزوّده ، وأمر إليه بخلعة ، وشيّعه فرسخا . ۸
قال ابن عساكر في تاريخه : كان أهل المدينة يحبّون سعيدا ويكرهون يزيد ، فقدم على معاوية ، فقال له : يابن أخي ، ما شيء يقوله أهل المدينة ؟ قال : ما يقولون ؟ قال : قولهم :
واللّه لا ينالها يزيدُحتّى يعضّ هامه۹الحديد

1.سار عبيداللّه إلى خراسان سنة ۵۳ وهو ابن خمس وعشرين سنة (راجع : تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۲۹۷) .

2.التشمير في الأمر : السرعة فيه والخِفّة (المصباح المنير : ص ۳۲۲ «شمر») .

3.الغوطة : اسم البساتين والمياه التي حول دمشق (لسان العرب : ج ۷ ص ۳۶۶ «غوط») .

4.دَحَسَ الشيء : مَلَأَهُ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۱۳ «دحس») .

5.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۰۵ ، تاريخ دمشق : ج ۸ ص ۲۳۱ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۷۹ ، الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۱۴ .

6.ما بين المعقوفين أثبتناه من الإمامة والسياسة .

7.الطعمة : المأكلة . يقال جعلت هذه الضيعة طعمة لفلان (الصحاح : ج ۵ ص ۱۹۷۵ «طعم») .

8.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۱۳ .

9.الهامُ : جمع هامَة ، وهي أعلى الرأس (النهاية : ج ۴ ص ۱۳۴ «قيل») .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 141015
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي