229
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

كتاب معاوية الى الحسين عليه السلام :

أمّا بعد ، فقد انتهت إليَّ منك اُمور لم أكن أظنّك بها رغبةً عنها ، وإنّ أحقّ الناس بالوفاء لمن أعطى بيعته من كان مثلك في خطرك وشرفك ومنزلتك التي أنزلك اللّه بها ، فلا تنازع إلى قطيعتك ، واتّق اللّه ، ولا تَرُدّنّ هذه الاُمّةَ في فتنة ، وانظر لنفسك ودينك واُمّة محمّد ، ولا يستخفنّك الّذين لا يوقنون . ۱
فكتب إليه الحسين عليه السلام :
أمّا بَعدُ ، فَقَد جاءَني كِتابُكَ تَذكُرُ فيهِ أنَّهُ انتَهَت إلَيكَ عَنّي اُمورٌ لَم تَكُن تَظُنُّني بِها رَغبَةً بي عَنها ، وإنَّ الحَسَناتِ لا يَهدي لَها ولا يُسَدِّدُ إلَيها إلَا اللّه ُ تَعالى . وأمّا ما ذَكَرتَ أنَّهُ رُقِّيَ إلَيكَ عَنّي ، فَإِنَّما رَقّاهُ المَلّاقونَ المَشّاؤونَ بِالنَّميمَةِ المُفَرِّقونَ بَينَ الجَمعِ ، وكَذَبَ الغاوونَ المارِقونَ ، ما أرَدتُ حَربا ولا خِلافا ، وإنّي لَأَخشَى اللّه َ في تَركِ ذلِكَ مِنكَ ومِن حِزبِكَ القاسِطينَ المُحِلّينَ ، حِزبِ الظّالِمِ وأعوانِ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ... إلى آخر الكتاب . ۲

1.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۰۱ .

2.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۰۲ وراجع : هذه الموسوعة : ص۱۶۷ ح ۷۴۳ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
228

كتاب معاوية إلى سعيد

إنّ معاوية كتب إلى سعيد بن العاص وهو على المدينة ، يأمره أن يدعو أهل المدينة إلى البيعة ، ويكتب إليه بمن سارع ممّن لم يسارع . فلمّا أتى سعيد بن العاص الكتاب ، دعا الناس إلى البيعة ليزيد وأظهر الغلظة ، وأخذهم بالعزم والشدّة ، وسطا بكلّ مَن أبطأ عن ذلك ، فأبطأ الناس عنها إلّا اليسير ، لا سيّما بني هاشم ؛ فإنّه لم يجبه منهم أحد ، وكان ابن الزبير من أشدّ الناس إنكارا لذلك وردّا له . فكتب سعيد بن العاص إلى معاوية :
أمّا بعد ، فإنّك أمرتني أن أدعو الناس لبيعة يزيد بن أمير المؤمنين ، وأن أكتب إليك بمن سارع ممّن أبطأ ، وإنِّي اُخبرك أنّ الناس عن ذلك بطاء ، لا سيّما أهل البيت من بني هاشم ؛ فإنّه لم يجبني منهم أحد ، وبلغني عنهم ما أكره ، وأمّا الّذي جاهر بعداوته وإبائه لهذا الأمر فعبد اللّه بن الزبير ، ولست أقوى عليهم إلّا بالخيل والرجال ، أو تقدم بنفسك فترى رأيك في ذلك ، والسّلام .
فكتب معاوية إلى عبداللّه بن العبّاس ، وإلى عبداللّه بن الزبير ، وإلى عبداللّه بن جعفر ، والحسين بن عليّ عليه السلام كتبا ، وأمر سعيد بن العاص أن يوصلها إليهم ويبعث بجواباتها . وكتب إلى سعيد بن العاص :
أمّا بعد : فقد أتاني كتابك وفهمت ما ذكرت فيه من إبطاء الناس عن البيعة ولا سيّما بني هاشم ، وما ذكر ابن الزبير ، وقد كتبت إلى رؤسائهم كتبا ، فسلّمها إليهم وتنجّز جواباتها ، وابعث بها حتّى أرى في ذلك رأيي ، ولتشدّ عزيمتك ولتصلب شكيمتك ۱ وتحسن نيّتك ، وعليك بالرّفق ، وإيّاك والخُرق ۲ ؛ فإنّ الرفق رشد والخرق نكد ، وانظر حسينا خاصّة فلا يناله منك مكروه ؛ فإنّ له قرابة وحقّا عظيما لا ينكره مسلم ولا مسلمة ، وهو ليث عرين ، ولست آمنك إن تشاوره أن لا تقوى عليه . فأمّا من يرد مع السباع إذا وردت ويكنس ۳ إذا كنست ، فذلك عبداللّه بن الزبير ، فاحذره أشدّ الحذر ، ولا قوّة إلّا باللّه ، وأنا قادمٌ عليك إن شاء اللّه . والسّلام ... . ۴

1.يقال : فلان شديد الشَّكيمة ؛ إذا كان عزيز النفس أبيّا قويّا (النهاية : ج ۲ ص ۴۹۷ «شكم») .

2.الخُرْقُ : الجهل والحُمق (النهاية : ج ۲ ص ۲۶ «خرق») .

3.كَنَسَ الظبي : إذا تغيّب واستتر (لسان العرب : ج ۶ ص ۱۹۸ «كنس») .

4.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۱۹۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 141085
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي