3 / 5
وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِيَزيدَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ
۷۸۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَمّا حُضِرَ مُعاوِيَةُ ، دَعا يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ فَأَوصاهُ بِما أوصاهُ بِهِ ، وقالَ :
اُنظُر حُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّهُ أحَبُّ النّاسِ إلَى النّاسِ ، فَصِل رَحِمَهُ وَارفُق بِهِ يَصلُح لَكَ أمرُهُ ، فَإِن يَكُ مِنهُ شَيءٌ فَإِنّي أرجو أن يَكفِيَكَهُ اللّه ُ بِمَن قَتَلَ أباهُ وخَذَلَ أخاهُ . ۱
۷۹۰.تاريخ الطبريـ في حَوادِثِ سَنَةِ سِتيّنَـ : وفيها كانَ أخَذَ مُعاوِيَةُ عَلَى الوَفدِ الَّذينَ وَفَدوا إلَيهِ مَعَ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ البَيعَةَ ، لِابنِهِ يَزيدَ ، وعَهِدَ إلَى ابنِهِ يَزيدَ حينَ مَرِضَ فيها ما عَهِدَ إلَيهِ فِي النَّفَرِ الَّذينَ امتَنَعوا مِنَ البَيعَةِ لِيَزيدَ حينَ دَعاهُم إلَى البَيعَةِ ، وكانَ عَهدُهُ الَّذي عَهِدَ ما ذَكَرَ هِشامُ بنُ مُحَمَّدٍ عن أبي مِخنَفٍ ، قالَ :
حَدَّثَني عَبدُ المَلِكِ بنِ نَوفَلِ بنِ مُساحِقِ بنِ عَبدِ اللّه ِ بنِ مَخرَمَةَ : أنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا مَرِضَ مَرضَتَهُ الَّتي هَلَكَ فيها ، دَعا يَزيدَ ابنَهُ فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنّي قَد كَفَيتُكَ الرِّحلَةَ وَالتَّرحالَ ، ووَطَّأتُ لَكَ الأَشياءَ ، وذَلَّلتُ لَكَ الأَعداءَ ، وأخضَعتُ لَكَ أعناقَ العَرَبِ ، وجَمَعتُ لَكَ مِن جَمعٍ واحِدٍ ، وإنّي لا أتَخَوَّفُ أن يُنازِعَكَ هذَا الأَمرَ الَّذِي استَتَبَّ لَكَ إلّا أربَعَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وعَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، وعَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ، وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بَكرٍ .
فَأَمّا عَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ فَرَجُلٌ قَد وَقَذَتهُ ۲ العِبادَةُ ، وإذا لَم يَبقَ أحَدٌ غَيرُهُ بايَعَكَ .
وأمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ فَإِنَّ أهلَ العِراقِ لَن يَدَعوهُ حَتّى يُخرِجوهُ ، فَإِن خَرَجَ عَلَيكَ فَظَفِرتَ بِهِ فَاصفَح عَنهُ ، فَإِنَّ لَهُ رَحِما ماسَّةً وحَقّا عَظيما .
وأمَّا ابنُ أبي بَكرٍ فَرَجُلٌ إن رَأى أصحابَهُ صَنَعوا شَيئا صَنَعَ مِثلَهُم ، لَيسَ لَهُ هِمَّةٌ إلّا فِي النِّساءِ وَاللَّهوِ .
وأمَّا الَّذي يَجثُمُ لَكَ جُثومَ الأَسَدِ ويُراوِغُكَ مُراوَغَةَ الثَّعلَبِ ، فَإِذا أمكَنَتهُ فُرصَةٌ وَثَبَ فَذاكَ ابنُ الزُّبَيرِ ، فَإِن هُوَ فَعَلَها بِكَ فَقَدَرتَ عَلَيهِ فَقَطِّعهُ إربا إربا . ۳
1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۱ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ .
2.يقال : وَقَذَهُ النعاس : إذا غلبَهُ . والوقيذ : الشديد المرض الذي قد أشرف على الموت (لسان العرب : ج ۳ ص ۵۱۹ «وقذ») .
3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۲۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۳ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۱۵ ، تاريخ ابن خلدون : ج ۳ ص ۲۳ .