255
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۷۹۱.تاريخ الطبري عن عوانة :إنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ ـ وذلِكَ في سَنَةِ سِتّينَ ـ وكانَ يَزيدُ غائِبا ، فَدَعا بِالضَّحّاكِ بنِ قَيسٍ الفِهرِيِّ وكانَ صاحِبَ شُرطَتِهِ ومُسلِمِ بنِ عُقبَةَ المُرِّيِّ ، فَأَوصى إلَيهِما ، فَقالَ : بَلِّغا يَزيدَ وَصِيَّتي : اُنظُر أهلَ الحِجازِ فَإِنَّهُم أصلُكَ ، فَأَكرِم مَن قَدِمَ عَلَيكَ مِنهُم وتَعاهَد مَن غابَ .
وَانظُر أهلَ العِراقِ ، فَإِن سَأَلوكَ أن تَعزِلَ عَنهُم كُلَّ يَومٍ عامِلاً فَافعَل ، فَإِنَّ عَزلَ عامِلٍ أحَبُّ إلَيَّ مِن أن تُشهَرَ عَلَيكَ مِئَةُ ألفِ سَيفٍ .
وَانظُر أهلَ الشّامِ فَليَكونوا بِطانَتَكَ وعَيبَتَكَ ۱ ، فَإِن نابَكَ شَيءٌ مِن عَدُوِّكَ فَانتَصِر بِهِم ، فَإِذا أصَبتَهُم فَاردُد أهلَ الشّامِ إلى بِلادِهِم ؛ فَإِنَّهُم إن أقاموا بِغَيرِ بِلادِهِم أخَذوا بِغَيرِ أخلاقِهِم .
وإنّي لَستُ أخافُ مِن قُرَيشٍ إلّا ثَلاثَةً : حُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ، وعَبدَ اللّه ِ بنَ عُمَرَ ، وعَبدَ اللّه ِ بنَ الزُّبَيرِ .
فَأَمَّا ابنُ عُمَرَ ، فَرَجُلٌ قَد وَقَذَهُ الدِّينُ ، فَلَيسَ مُلتَمِسا شَيئا قِبَلَكَ .
وأمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، فَإِنَّهُ رَجُلٌ خَفيفٌ ، وأرجو أن يَكفِيَكَهُ اللّه ُ بِمَن قَتَلَ أباهُ وخَذَلَ أخاهُ ، وإنَّ لَهُ رَحِما ماسَّةً وحَقّا وقَرابَةً مِن مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، ۲ ولا أظُنُّ أهلَ العِراقِ تارِكيهِ حَتّى يُخرِجوهُ ، فَإِن قَدَرتَ عَلَيهِ فَاصفَح عَنهُ ؛ فَإِنّي لَو أنّي صاحِبُهُ عَفَوتُ عَنهُ .
وأمَّا ابنُ الزُّبَيرِ فَإِنَّهُ خَبٌّ ضَبٌّ ، فَإِذا شَخَصَ لَكَ فَالبُد لَهُ إلّا أن يَلتَمِسَ مِنكَ صُلحا ، فَإِن فَعَلَ فَاقبَل وَاحقِن دِماءَ قَومِكَ مَا استَطَعتَ . ۳

1.عَيبتي : أي خاصّتي وموضع سرّي . والعرب تكنّي عن القلوب والصدور بالعياب ؛ لأنّها مستودع السرائر ، كما أنّ العيابَ مستودع الثياب (النهاية : ج ۳ ص ۳۲۷ «عيب») .

2.«هاشم» جدّ الإمام الحسين عليه السلام و«عبد شمس» جدّ معاوية ، كانا أخوين ، مضافا إلى أنّ إحدى أخوات معاوية كانت زوجا للنبيّ عليه السلام وإحدى بنات اُخته كانت زوجة للإمام الحسين عليه السلام وهي اُمّ عليّ الأكبر عليه السلام (راجع : الطبقات الكبرى : ج۱ ص۷۵ و اُسد الغابة : ج۷ ص۳۳۰ وهذه الموسوعة : ج۱ ص۲۰۷ (القسم الأوّل / الفصل الخامس / ليلى) وج۴ ص۳۰۱ ح۱۷۷۰ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۲۳ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۳ وفيه «قيل : إنّ يزيد كان غائبا في مرض أبيه وموته ، وإنّ معاوية أحضر الضحّاك بن قيس ومسلم بن عقبة المرّي فأمرهما أن يؤدّيا هذه الرسالة إلى يزيد ابنه» وهو الصحيح ، العقد الفريد : ج ۳ ص ۳۶۰ كلاهما نحوه ، تاريخ ابن خلدون : ج ۳ ص ۲۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
254

3 / 5

وَصِيَّةُ مُعاوِيَةَ لِيَزيدَ لَمّا حَضَرَهُ المَوتُ

۷۸۹.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :لَمّا حُضِرَ مُعاوِيَةُ ، دَعا يَزيدَ بنَ مُعاوِيَةَ فَأَوصاهُ بِما أوصاهُ بِهِ ، وقالَ :
اُنظُر حُسَينَ بنَ عَلِيِّ بنِ فاطِمَةَ بِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ؛ فَإِنَّهُ أحَبُّ النّاسِ إلَى النّاسِ ، فَصِل رَحِمَهُ وَارفُق بِهِ يَصلُح لَكَ أمرُهُ ، فَإِن يَكُ مِنهُ شَيءٌ فَإِنّي أرجو أن يَكفِيَكَهُ اللّه ُ بِمَن قَتَلَ أباهُ وخَذَلَ أخاهُ . ۱

۷۹۰.تاريخ الطبريـ في حَوادِثِ سَنَةِ سِتيّنَـ : وفيها كانَ أخَذَ مُعاوِيَةُ عَلَى الوَفدِ الَّذينَ وَفَدوا إلَيهِ مَعَ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ البَيعَةَ ، لِابنِهِ يَزيدَ ، وعَهِدَ إلَى ابنِهِ يَزيدَ حينَ مَرِضَ فيها ما عَهِدَ إلَيهِ فِي النَّفَرِ الَّذينَ امتَنَعوا مِنَ البَيعَةِ لِيَزيدَ حينَ دَعاهُم إلَى البَيعَةِ ، وكانَ عَهدُهُ الَّذي عَهِدَ ما ذَكَرَ هِشامُ بنُ مُحَمَّدٍ عن أبي مِخنَفٍ ، قالَ :
حَدَّثَني عَبدُ المَلِكِ بنِ نَوفَلِ بنِ مُساحِقِ بنِ عَبدِ اللّه ِ بنِ مَخرَمَةَ : أنَّ مُعاوِيَةَ لَمّا مَرِضَ مَرضَتَهُ الَّتي هَلَكَ فيها ، دَعا يَزيدَ ابنَهُ فَقالَ : يا بُنَيَّ ، إنّي قَد كَفَيتُكَ الرِّحلَةَ وَالتَّرحالَ ، ووَطَّأتُ لَكَ الأَشياءَ ، وذَلَّلتُ لَكَ الأَعداءَ ، وأخضَعتُ لَكَ أعناقَ العَرَبِ ، وجَمَعتُ لَكَ مِن جَمعٍ واحِدٍ ، وإنّي لا أتَخَوَّفُ أن يُنازِعَكَ هذَا الأَمرَ الَّذِي استَتَبَّ لَكَ إلّا أربَعَةُ نَفَرٍ مِن قُرَيشٍ : الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ ، وعَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ ، وعَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ ، وعَبدُ الرَّحمنِ بنُ أبي بَكرٍ .
فَأَمّا عَبدُ اللّه ِ بنُ عُمَرَ فَرَجُلٌ قَد وَقَذَتهُ ۲ العِبادَةُ ، وإذا لَم يَبقَ أحَدٌ غَيرُهُ بايَعَكَ .
وأمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ فَإِنَّ أهلَ العِراقِ لَن يَدَعوهُ حَتّى يُخرِجوهُ ، فَإِن خَرَجَ عَلَيكَ فَظَفِرتَ بِهِ فَاصفَح عَنهُ ، فَإِنَّ لَهُ رَحِما ماسَّةً وحَقّا عَظيما .
وأمَّا ابنُ أبي بَكرٍ فَرَجُلٌ إن رَأى أصحابَهُ صَنَعوا شَيئا صَنَعَ مِثلَهُم ، لَيسَ لَهُ هِمَّةٌ إلّا فِي النِّساءِ وَاللَّهوِ .
وأمَّا الَّذي يَجثُمُ لَكَ جُثومَ الأَسَدِ ويُراوِغُكَ مُراوَغَةَ الثَّعلَبِ ، فَإِذا أمكَنَتهُ فُرصَةٌ وَثَبَ فَذاكَ ابنُ الزُّبَيرِ ، فَإِن هُوَ فَعَلَها بِكَ فَقَدَرتَ عَلَيهِ فَقَطِّعهُ إربا إربا . ۳

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۱ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ ، بغية الطلب في تاريخ حلب : ج ۶ ص ۲۶۰۷ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ .

2.يقال : وَقَذَهُ النعاس : إذا غلبَهُ . والوقيذ : الشديد المرض الذي قد أشرف على الموت (لسان العرب : ج ۳ ص ۵۱۹ «وقذ») .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۲۲ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۳ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۱۵ ، تاريخ ابن خلدون : ج ۳ ص ۲۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 140942
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي