2 / 15
إنباؤُهُ بِمَزارِهِ وزُوّارِهِ
۸۷۲.الإرشاد :إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه و آله كانَ ذاتَ يَومٍ جالِسا وحَولَهُ عَلِيٌّ وفاطِمَةُ وَالحَسَنُ وَالحُسَينُ عليهم السلام ، فَقالَ لَهُم : كَيفَ بِكُم إذا كُنتُم صَرعى وقُبورُكُم شَتّى ؟
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أنَموتُ مَوتا أو نُقتَلُ ؟ فَقالَ : بَل تُقتَلُ يا بُنَيَّ ظُلما ، ويُقتَلُ أخوكَ ظُلما ، وتُشَرَّدُ ذَرارِيُّكُم فِي الأَرضِ .
فَقالَ الحُسَينِ عليه السلام : ومَن يَقتُلُنا يا رَسولَ اللّه ِ ؟ قالَ : شِرارُ النّاسِ ، قالَ : فَهَل يَزُورُنا بَعدَ قَتِلنا أحَدٌ ؟ قالَ : نَعَم ، طائِفَةٌ مِن اُمَّتي يُريدونُ بِزِيارَتِكُم بِرّي وصِلَتي ، فَإِذا كانَ يَومُ القِيامَةِ جِئتُهُم إلَى المَوقِفِ حَتّى آخُذَ بِأَعضادِهِم فَاُخَلِّصُهُم مِن أهوالِهِ وشَدائِدِهِ . ۱
۸۷۳.كامل الزيارات عن محمّد بن الحسين بن عليّ بن الحسين ، عن أبيه ، عن جدّه ، عنعليّ بن أبي طالب عليه السلام :زارَنا رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ذاتَ يومٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ طَعاما ، وأهدَت إلَينا اُمُّ أيمَنَ صَحفَةً مِن تَمرٍ ، وقَعبا مِن لَبَنٍ وزَبَدٍ ، فَقَدَّمنا إلَيهِ ، فَأَكَلَ مِنهُ ، فَلَمّا فَرَغَ قُمتُ وسَكَبتُ عَلى يَدَي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ماءً ، فَلَمّا غَسَلَ يَدَيهِ مَسَحَ وَجهَهُ ولِحيَتَهُ بِبِلَّةِ يَدَيهِ ، ثُمَّ قامَ إلَى مَسجِدٍ في جانِبِ البَيتِ ، وصَلّى وخَرَّ ساجِدا ، فَبَكى وأطالَ البُكاءَ ، ثُمَّ رَفَعَ رَأسَهُ ، فَمَا اجتَرى مِنّا أهلَ البَيتِ أحَدٌ يَسأَلُهُ عَن شَيءٍ .
فَقامَ الحُسَينُ عليه السلام يَدرُجُ حَتّى صَعِدَ عَلى فَخِذَي رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَأَخَذَ بِرَأسِهِ إلى صَدرِهِ ووَضَعَ ذَقَنَهُ عَلى رَأسِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، ثُمَّ قالَ : يا أبَه ، ما يُبكيكَ ؟ فَقالَ لَهُ : يا بُنَيَّ ، إنّي نَظَرتُ إلَيكُم اليَومَ ، فَسُرِرتُ بِكُم سُرورا لَم اُسَرَّ بِكُم مِثلَهُ قَطُّ ، فَهَبَطَ إلَيَّ جَبرَئيلُ ، فَأَخبَرَني أنَّكُم قَتلى ، وأنَّ مَصارِعَكُم شَتّى ، فَحَمِدتُ اللّه َ عَلى ذلِكَ ، وسَأَلتُ لَكُمُ الخِيَرَةَ ، فَقالَ لَهُ : يا أبَه ، فَمَن يَزورُ قُبورَنا ويَتَعاهَدُها عَلى تَشَتُّتِها ؟ ۲
قالَ : طَوائِفُ مِن اُمَّتي يُريدونَ بِذلِكَ بِرّي وصِلَتي ، أتَعاهَدُهُم فِي المَوقِفِ وآخُذُ بِأَعضادِهِم ، فَاُنجيهِم مِن أهوالِهِ وشَدائِدِهِ . ۳
1.الإرشاد : ج ۲ ص ۱۳۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۲۲۰ ، الخرائج والجرائح : ج ۲ ص ۴۹۱ ح ۴ نحوه وفيه «فقال له الحسن» بدل «فقال له الحسين» ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۱۲۰ ح ۳۴ .
2.شتّ الأمر : تفرّق ، وكذلك التشتّت (الصحاح : ج ۱ ص ۲۵۴ «شتت») .
3.كامل الزيارات : ص ۱۲۶ ح ۱۴۱ ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۲۳۴ ح ۲۱ وراجع : عوالي اللآلي : ج ۴ ص ۸۳ ح ۹۲ .