۸۸۳.البداية والنهاية عن محمّد بن سعد وغيره من غير وجه عن عليّ بن أبي طالب عليه السلام :أنَّهُ مَرَّ بِكَربَلاءَ عِندَ أشجارِ الحَنظَلِ وهُوَ ذاهِبٌ إلى صِفّينَ ، فَسَأَلَ عَنِ اسمِها ، فَقيلَ : كَربَلاءُ ، فَقالَ : كَربٌ وبَلاءٌ ! فَنَزَلَ وصَلّى عِندَ شَجَرَةٍ هُناكَ .
ثُمَّ قالَ : يُقتَلُ هاهُنا شُهَداءُ هُم خَيرُ الشُّهَداءِ غَيرَ الصَّحابَةِ ۱ ، يَدخُلونَ الجَنَّةَ بِغَيرِ حِسابٍ ، وأشارَ إلى مَكانٍ هُناكَ ، فَعَلَموهُ بِشَيءٍ ، فَقُتِلَ فيهِ الحُسَينُ عليه السلام . ۲
ز ـ تُسفَكُ الدِّماءُ فيها
۸۸۴.المطالب العالية عن أبي يحيى عن رجل من بني ضبّة :شَهِدتُ عَلِيّا حينَ نَزَلَ كَربَلاءَ ، فَانطَلَقَ فَقامَ ناحِيَةً ، فَأَومَأَ بِيَدِهِ ، فَقالَ : مُناخُ رِكابِهِم أمامَهُ ، ومَوضِعُ رِحالِهِم عَن يَسارِهِ ، فَضَرَبَ بِيَدَيهِ الأَرضَ ، فَأَخَذَ مِنَ الأَرضِ قَبضَةً ، فَشَمَّها ، فَقالَ ـ وَانحَنى ـ : وا حَبَّذَا ۳ الدِّماءُ يُسفَكُ فيهِ .
ثُمَّ جاءَ الحُسَينُ عليه السلام ، فَنَزَلَ كَربَلاءَ . قالَ الضَّبِّيُّ : فَكُنتُ فِي الخَيلِ الَّتي بَعَثَهَا ابنُ زِيادٍ إلَى الحُسَينِ عليه السلام ، فَلَمّا قَدِمتُ فَكَأَنَّما نَظَرتُ إلى مَقامِ عَلِيٍّ عليه السلام وإشارَتِهِ بِيَدِهِ ، فَقَلَبتُ فَرَسي ، ثُمَّ انصَرَفتُ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، فَسَلَّمتُ عَلَيهِ ، وقُلتُ لَهُ : إنَّ أباكَ كانَ أعلَمَ النّاسِ ، وإنّي شَهِدتُهُ في زَمَنِ كَذا وكَذا قالَ : كَذا وكَذا ، وإنَّكَ وَاللّه ِ لَمَقتولٌ السّاعَةَ .
قالَ : فَما تُريدُ أن تَصنَعَ أنتَ ؟ أتَلحَقُ بِنا أم تَلحَقُ بِأَهلِكَ ؟
قُلتُ : وَاللّه ِ ، إنَّ عَلَيَّ لَدَينا ، وإنَّ لي لَعِيالاً ، وما أظُنُّ إلّا سَأَلحَقُ بِأَهلي .
قالَ : أمّا لا ، فَخُذ مِن هذَا المالِ حاجَتَكَ ـ وإذا مالٌ مَوضوعٌ بَينَ يَدَيهِ ـ قَبلَ أن يَحرُمَ عَلَيكَ ، ثُمَّ النَّجاءَ ۴ ، فَوَاللّه ِ ، لا يَسمَعُ الدّاعِيَةَ ۵ أحَدٌ ، ولا يَرَى البارِقَةَ ۶ أحَدٌ ولا يُعينُنا إلّا كانَ مَلعونا عَلى لِسانِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله .
قالَ : قُلتُ : وَاللّه ِ ، لا أجمَعُ اليَومَ أمرَينِ : آخُذُ مالَكَ ، وأخذُلُكَ . فَانصَرَفَ وتَرَكَهُ . ۷
1.الظاهر أنّ جملة «غير الصحابة» هي من إضافات المؤلّف ؛ إذ لا يوجد هذا التعبير في جميع المصادر المتقدّمة .
2.البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۹۹ .
3.قال في هامش المصدر : كذا في الأصلين ، ولينظر فيه .
4.النجاءُ : السرعة ، أي انجوا بأنفسكم (النهاية : ج ۵ ص ۲۵ «نجا») .
5.كذا في المصدر ، ولعلّ الصواب : «الواعية» .
6.البارِقةُ : السيوفُ ، سمّيت لبريقها (تاج العروس : ج ۱۳ ص ۲۰ «برق») .
7.المطالب العالية : ج ۴ ص ۳۲۶ ح ۴۵۱۷ .