385
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۹۴۸.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) :فَبَعَثَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ مِن ساعَتِهِ ـ نِصفِ اللَّيلِ ـ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وعَبدِ اللّه ِ بنِ الزُّبَيرِ ، فَأَخبَرَهُما بِوَفاةِ مُعاوِيَةَ ودَعاهُما إلَى البَيعَةِ لِيَزيدَ . ۱

۹۴۹.مثير الأحزان :بَعَثَ الوَليدُ إلَيهِم ، فَلَمّا حَضَرَ رَسولُهُ قالَ الحُسَينِ عليه السلام لِلجَماعَةِ : أظُنُّ أنَّ طاغِيَتَهُم هَلَكَ ، رَأَيتُ البارِحَةَ أنَّ مِنبَرَ مُعاوِيَةَ مَنكوسٌ ودارَهُ تَشتَعِلُ بِالنّيرانِ ، فَدَعاهُم إلَى الوَليدِ . ۲

۹۵۰.الفتوح :بَعَثَ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وعَبدِ الرَّحمنِ بنِ أبي بَكرٍ وعَبدِ اللّه ِ بنِ عُمَرَ وعَبدِ اللّه ِ بنِ الزُّبَيرِ فَدَعاهُم ، فَأَقبَلَ إلَيهِمُ الرَّسولُ ، وَالرَّسولُ عَبدُ اللّه ِ بنُ عَمرِو بنِ عُثمانَ بنِ عَفّانَ ، لَم يُصِبِ القَومَ في مَنازِلِهِم ، فَمَضى نَحوَ المَسجِدِ فَإِذَا القَومُ عِندَ قَبرِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ، فَسَلَّمَ عَلَيهِم ثُمَّ قامَ وقالَ : أجيبُوا الأَميرَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : يَفعَلُ اللّه ُ ذلِكَ إذا نَحنُ فَرَغنا عَن مَجلِسِنا هذا إن شاءَ اللّه ُ .
قالَ : فَانصَرَفَ الرَّسولُ إلَى الوَليدِ فَأَخبَرَهُ بِذلِكَ . وأقبَلَ عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ عَلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام وقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، إنَّ هذِهِ ساعَةٌ لَم يَكُنِ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ يَجلِسُ فيها لِلنّاسِ ، وإنّي قَد أنكَرتُ ذلِكَ وبَعثَهُ في هذِهِ السّاعَةِ إلَينا ، ودُعاءَهُ إيّانا لِمِثلِ هذَا الوَقتِ ، أتَرى في أيًّ طَلَبَنا ؟
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : إذا اُخبِرُكَ أبا بَكرٍ ، إنّي أظُنُّ بِأَنَّ مُعاوِيَةَ قَد ماتَ ، وذلِكَ أنّي رَأَيتُ البارِحَةَ في مَنامي كَأَنَّ مِنبَرَ مُعاوِيَةَ مَنكوسٌ ، ورَأَيتُ دارَهُ تَشتَعِلُ نارا ، فَأَوَّلتُ ذلِكَ في نَفسي أنَّهُ ماتَ .
فَقالَ لَهُ ابنُ الزُّبَيرِ : فَاعلَم يَابنَ عَلِيٍّ أنَّ ذلِكَ كَذلِكَ ، فَما تَرى أن تَصنَعَ إن دُعيتَ إلى بَيعَةِ يَزيدَ ، أبا عَبدِ اللّه ِ ؟
قالَ عليه السلام : أصنَعُ أنّي لا اُبايِعُ لَهُ أبَدا ؛ لأَِنَّ الأَمرَ إنَّما كانَ لي مِن بَعدِ أخِي الحَسَنِ عليه السلام ، فَصَنَعَ مُعاوِيَةُ ما صَنَعَ ، وحَلَفَ لِأَخِي الحَسَنِ عليه السلام أنَّهُ لا يَجعَلُ الخِلافَةَ لِأَحَدٍ مِن بَعدِهِ مِن وُلدِهِ ، وأن يَرُدَّها إلَيَّ إن كُنتُ حَيّا ، فَإِن كانَ مُعاوِيَةُ قَد خَرَجَ مِن دُنياهُ ولَم يَفِ ۳ لي ولا لأَِخِي الحَسَنِ عليه السلام بِما كانَ ضَمِنَ فَقَد وَاللّه ِ أتانا ما لا قِوامَ لَنا بِهِ . اُنظُر ابا بَكرٍ أنّى اُبايِعُ لِيَزيدَ ، ويَزيدُ رَجُلٌ فاسِقٌ مُعلِنُ الفِسقِ ، يَشرَبُ الخَمرَ ويَلعَبُ بِالكِلابِ وَالفُهودِ ، ويُبغِضُ بَقِيَّةَ آلِ الرَّسولِ ، لا وَاللّه ِ لا يَكونُ ذلِكَ أبَدا .
قالَ : فَبَينَما هُما كَذلِكَ في هذِهِ المُحاوَرَةِ إذ رَجَعَ إلَيهِمَا الرَّسولُ فقَالَ : أبا عَبدِ اللّه ِ ، إنَّ الأَميرَ قاعِدٌ لَكُما خاصَّةً فَقوما ۴ إلَيهِ . قالَ : فَزَبَرَهُ ۵ الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : اِنطَلِق إلى أميرِكَ ـ لا اُمَّ لَكَ ـ فَمَن أحَبَّ أن يَصيرَ إلَيهِ مِنّا فَإِنَّهُ صائِرٌ إلَيهِ ، وأمّا أنَا فَإِنّي أصيرُ إلَيهِ السّاعَةَ إن شاءَ اللّه ُ تَعالى .
قالَ : فَرَجَعَ الرَّسولُ أيضا إلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَقالَ : أصلَحَ اللّه ُ الأَميرَ ، أمَّا الحُسَينُ بنُ عَلِيٍّ خاصَّةً فَقَد أجابَ وها هُوَ صائِرٌ إلَيكَ في إثري .
فَقالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ : غَدَرَ وَاللّه ِ الحُسَينُ ، فَقالَ الوَليدُ : مَهلاً! فَلَيسَ مِثلُ الحُسَينِ يَغدِرُ ، ولا يَقولُ شَيئا ثُمَّ لا يَفعَلُ . ۶

1.الطبقات الكبرى (الطبقة الخامسة من الصحابة) : ج ۱ ص ۴۴۲ ، تهذيب الكمال : ج ۶ ص ۴۱۴ ، تاريخ الإسلام للذهبي : ج ۵ ص ۷ ، تاريخ دمشق : ج ۱۴ ص ۲۰۶ ، سير أعلام النبلاء : ج ۳ ص ۲۹۵ ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۶۲ ؛ الإرشاد : ج ۲ ص ۳۲ نحوه .

2.مثير الأحزان : ص ۲۳ .

3.في المصدر : «يفيء» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

4.في الطبعة المعتمدة : «تقوما» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

5.الزَّبْرُ : الانتهار ، والمنع ، والنهي (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۳۷ «زبر») .

6.الفتوح : ج ۵ ص ۱۱ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۱ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
384

۹۴۵.الملهوف :أحضَرَ الوَليدُ مَروانَ بنَ الحَكَمِ وَاستَشارَهُ في أمرِ الحُسَينِ عليه السلام . فَقالَ : إنَّهُ لا يَقبَلُ ، ولَو كُنتُ مَكانَكَ لَضَرَبتُ عُنُقَهُ . فَقالَ الوَليدُ : لَيتَني لَم أكُ شَيئا مَذكورا . ثُمَّ بَعَثَ إلَى الحُسَينِ عليه السلام . ۱

1 / 4

دَعوَةُ الوَليدِ الإِمامَ عليه السلام لأَِخذِ البَيعَةِ مِنه

۹۴۶.تاريخ الطبري عن أبي مخنفـ في دَعوَةِ الإِمامِ الحُسَينِ عليه السلام وَابنِ الزُّبَيرِ مِن قِبَلِ الوَليدِـ : أرسَلَ عَبدَ اللّه ِ بنَ عَمرِو بنِ عُثمانَ ـ وهُوَ إذ ذاكَ غُلامٌ حَدَثٌ ـ إلَيهِما يَدعوهُما ، فَوَجَدَهُما فِي المَسجِدِ وهُما جالِسانِ ، فَأَتاهُما في ساعَةٍ لَم يَكُنِ الوَليدُ يَجلِسُ فيها لِلنّاسِ ولا يَأتِيانِهِ في مِثلِها ، فَقالَ : أجيبَا الأَميرَ يَدعوكُما .
فَقالا ۲ لَهُ : اِنصَرِفِ الآنَ نَأتيهِ .
ثُمَّ أقبَلَ أحَدُهُما عَلَى الآخَرِ ، فَقالَ عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام : ظُنَّ فيما تَراهُ بَعَثَ إلَينا في هذِهِ السّاعَةِ الَّتي لَم يَكُن يَجلِسُ فيها ؟
فَقالَ حُسَينٌ عليه السلام : قَد ظَنَنتُ أرى طاغِيَتَهُم قَد هَلَكَ ، فَبَعَثَ إلَينا لِيَأخُذَنا بِالبَيعَةِ قَبلَ أن يَفشُوَ فِي النّاسِ الخَبَرُ . فَقالَ : وأنَا ما أظُنُّ غَيرَهُ . ۳

۹۴۷.الإمامة والسياسة :ذَكَروا أنَّ خالِدَ بنَ الحَكَمِ ... أرسَلَ إلَى الحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، وعَبدِ اللّه ِ بنِ الزُّبَيرِ وعَبدِ اللّه ِ بنِ عُمَرَ ، فَلَمّا أتاهُمُ الرَّسولُ قالَ عَبدُ اللّه ِ بنُ الزُّبَيرِ لِلحُسَينِ عليه السلام : ظُنَّ يا أبا عَبدِ اللّه ِ فيما أرسَلَ إلَينا ؟ فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : لَم يُرسِل إلَينا إلّا لِلبَيعَةِ ، فَما تَرى ؟ قالَ : آتيهِ ، فَإِن أرادَ تِلكَ امتَنَعتُ عَلَيهِ . ۴

1.الملهوف : ص ۹۷ ، مثير الأحزان : ص ۲۳ نحوه ، بحار الأنوار: ج ۴۴ ص ۳۲۴ .

2.في المصدر : «فقال» ، والصواب ما أثبتناه كما في الكامل في التاريخ .

3.تاريخ الطبري : ج ۵ ص ۳۳۹ ، الكامل في التاريخ : ج ۲ ص ۵۲۹ ، تذكرة الخواصّ : ص ۲۳۶ ، الأخبار الطوال : ص ۲۲۷ نحوه ، البداية والنهاية : ج ۸ ص ۱۴۷ .

4.الإمامة والسياسة : ج ۱ ص ۲۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 140963
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي