۹۶۸.الملهوف :قالَ مَروانُ لِلوَليدِ : عَصَيتَني ! فَقالَ : وَيحَكَ يا مَروانُ ! إنَّكَ أشَرتَ عَلَيَّ بِذَهابِ ديني ودنُيايَ ، وَاللّه ِ ما اُحِبُّ أنَّ مُلكَ الدُّنيا بِأَسرِها لي وأنَّني قَتَلتُ حُسَينا ، وَاللّه ِ ما أظُنُّ أحَدا يَلقَى اللّه َ بِدَمِ الحُسَينِ إلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ ، لا يَنظُرُ اللّه ُ إلَيهِ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ . ۱
۹۶۹.الفتوح :قالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ لِلوَليدِ بنِ عُتبَةَ : عَصَيتَني حَتَّى انفَلَتَ الحُسَينُ مِن يَدِكَ ! أما وَاللّه ِ لا تَقدِرُ عَلى مِثلِها أبَدا ، ووَاللّه ِ لَيَخرُجَنَّ عَلَيكَ وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، فَاعلَم ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ : وَيحَكَ ! أشَرتَ عَلَيَّ بِقَتلِ الحُسَينِ ، وفي قَتلِهِ ذَهابُ ديني ودُنيايَ . وَاللّه ِ ما اُحِبُّ أن أملِكَ الدُّنيا بِأَسرِها وأنّي قَتَلتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وَاللّه ِ ما أظُنُّ أحَدا يَلقَى اللّه َ بِقَتلِ الحُسَينِ إِلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ عِندَ اللّه ِ يَومَ القِيامَةِ ، لا يَنظُرُ إلَيهِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ .
قالَ : فَسَكَتَ مَروانُ . ۲
1 / 8
نِقاشٌ بَينَ مَروانَ وَالإِمام عليه السلام فِي الطَّريقِ
۹۷۰.الملهوف :أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام فَخَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يَستَمِعُ الأَخبارَ ، فَلَقِيَهُ مَروانُ فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما ذاكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ؛ فَإِنَّه خَيرٌ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»۳ ، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ ، ولَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ» . وطالَ الحَديثُ بَينَهُ وبَينَ مَروانَ حَتَّى انصَرَفَ مَروانُ وهُوَ غَضبانُ . ۴