399
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

۹۷۱.الفتوح :أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام مِنَ الغَدِ [فَ] ۱ خَرَجَ مِن مَنزِلِهِ لِيَستَمِعَ الأَخبارَ ، فَإِذا هُوَ بِمَروانَ بنِ الحَكَمِ قَد عارَضَهُ في طَريقِهِ ، فَقالَ : أبا عَبدِ اللّه ِ إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد وتُسَدَّد .
فَقالَ الحُسَينُ : وما ذلِكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : أقولُ إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ أميرِ المُؤمِنينَ يَزيدَ ؛ فَإِنَّهُ خَيرٌ ۲ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ .
قالَ : فَاستَرجَعَ الحُسَينُ عليه السلام ، وقالَ : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ» ، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ .
ثُمَّ أقبَلَ الحُسَينُ عليه السلام عَلى مَروانَ وقالَ : وَيحَكَ! أتَأمُرُني بِبَيعَةِ يَزيدَ وهُوَ رَجُلٌ فاسِقٌ ؟! لَقَد قُلتَ شَطَطا ۳ مِنَ القَولِ يا عَظيمَ الزَّلَلِ ، لا ألومُكَ عَلى قَولِكَ لأَِنَّكَ اللَّعينُ الَّذي لَعَنَكَ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وأنتَ في صُلبِ أبيكَ الحَكَمِ بنِ أبِي العاصِ ؛ فَإِنَّ مَن لَعَنَهُ رَسولُ اللّه ِ صلى الله عليه و آله لا يُمكِنُ لَهُ ولا مِنهُ إلّا أن يَدعُوَ إلى بَيعَةِ يَزيدَ .
ثُمَّ قالَ : إلَيكَ عَنّي يا عَدُوَّ اللّه ِ ؛ فَإِنّا أهلُ بَيتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، وَالحَقُّ فينا ، وبِالحَقِّ تَنطِقُ ألِسنَتُنا ، وقَد سَمِعتُ رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ وعَلَى الطُّلَقاءِ أبناءِ الطُّلَقاءِ ، فَإِذا رَأَيتُم مُعاوِيَةَ عَلى مِنبَري فَابقُروا ۴ بَطنَهُ» ، فَوَاللّه ِ لَقَد رَآهُ أهلُ المَدينَةِ عَلى مِنبَرِ جَدّي فَلَم يَفعَلوا ما اُمِروا بِهِ ، فَابتَلاهُمُ ۵ اللّه ُ بِابنِهِ يَزيدَ زادَهُ اللّه ُ فِي النّارِ عَذابا .
قالَ : فَغَضِبَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ مِن كَلامِ الحُسَينِ عليه السلام ، ثُمَّ قالَ : وَاللّه ِ لا تُفارِقُني أو تُبايِعَ لِيَزيدَ بنِ مُعاوِيَةَ صاغِرا ۶ ؛ فَإِنَّكُم آلُ أبي تُرابٍ قَد مُلِئتُم كَلاما واُشرِبتُم بُغضَ آلِ بَني سُفيانَ ، وحَقٌّ عَلَيكُم أن تُبغِضوهُم ، وحَقٌّ عَلَيهِم أن يُبغِضوكُم .
قالَ : فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : وَيلَكَ يا مَروانُ ! إلَيكَ عَنّي فَإِنَّكَ رِجسٌ ، وإنّا أهلُ بَيتِ الطَّهارَةِ الَّذينَ أنزَلَ اللّه ُ عز و جل عَلى نَبِيِّهِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه و آله ، فَقالَ : «إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا » . ۷
قالَ : فَنَكَسَ مَروانُ رَأسَهُ لا يَنطِقُ بِشَيءٍ .
فَقالَ لَهُ الحُسَينُ عليه السلام : أبشِر يَابنَ الزَّرقاءِ بِكُلِّ ما تَكرَهُ مِنَ الرَّسولِ عليه السلام ، يَومَ تَقدَمُ عَلى رَبِّكَ فَيَسأَلُكَ جَدّي عَن حَقّي وحَقِّ يَزيدَ . قالَ : فَمَضى مَروانُ مُغضَبا حَتّى دَخَلَ عَلَى الوَليدِ بنِ عُتبَةَ ، فَخَبَّرَهُ بِما سَمِعَ مِنَ الحُسَينِ بنِ عَلِيِّ . ۸

1.ما بين المعقوفين اُضيفت لاقتضاء السياق .

2.في الطبعة المعتمدة : «خولك» ، والتصويب من طبعة دار الفكر .

3.الشَّطَط : الجَور والظلم والبُعد من الحقّ (النهاية : ج ۲ ص ۴۷۵ «شطط») .

4.في المصدر : «فافقروا» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

5.في المصدر : «قاتلهم» ، والصواب ما أثبتناه كما في مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي .

6.الصاغِر : الراضي بالذلّ (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۷۰ «صغر») .

7.الأحزاب : ۳۳ .

8.الفتوح : ج ۵ ص ۱۶ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۴ .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
398

۹۶۸.الملهوف :قالَ مَروانُ لِلوَليدِ : عَصَيتَني ! فَقالَ : وَيحَكَ يا مَروانُ ! إنَّكَ أشَرتَ عَلَيَّ بِذَهابِ ديني ودنُيايَ ، وَاللّه ِ ما اُحِبُّ أنَّ مُلكَ الدُّنيا بِأَسرِها لي وأنَّني قَتَلتُ حُسَينا ، وَاللّه ِ ما أظُنُّ أحَدا يَلقَى اللّه َ بِدَمِ الحُسَينِ إلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ ، لا يَنظُرُ اللّه ُ إلَيهِ يَومَ القِيامَةِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ . ۱

۹۶۹.الفتوح :قالَ مَروانُ بنُ الحَكَمِ لِلوَليدِ بنِ عُتبَةَ : عَصَيتَني حَتَّى انفَلَتَ الحُسَينُ مِن يَدِكَ ! أما وَاللّه ِ لا تَقدِرُ عَلى مِثلِها أبَدا ، ووَاللّه ِ لَيَخرُجَنَّ عَلَيكَ وعَلى أميرِ المُؤمِنينَ ، فَاعلَم ذلِكَ .
فَقالَ لَهُ الوَليدُ بنُ عُتبَةَ : وَيحَكَ ! أشَرتَ عَلَيَّ بِقَتلِ الحُسَينِ ، وفي قَتلِهِ ذَهابُ ديني ودُنيايَ . وَاللّه ِ ما اُحِبُّ أن أملِكَ الدُّنيا بِأَسرِها وأنّي قَتَلتُ الحُسَينَ بنَ عَلِيٍّ ابنَ فاطِمَةَ الزَّهراءِ ، وَاللّه ِ ما أظُنُّ أحَدا يَلقَى اللّه َ بِقَتلِ الحُسَينِ إِلّا وهُوَ خَفيفُ الميزانِ عِندَ اللّه ِ يَومَ القِيامَةِ ، لا يَنظُرُ إلَيهِ ولا يُزَكّيهِ ولَهُ عَذابٌ أليمٌ .
قالَ : فَسَكَتَ مَروانُ . ۲

1 / 8

نِقاشٌ بَينَ مَروانَ وَالإِمام عليه السلام فِي الطَّريقِ

۹۷۰.الملهوف :أصبَحَ الحُسَينُ عليه السلام فَخَرَجَ مِن مَنزِلِهِ يَستَمِعُ الأَخبارَ ، فَلَقِيَهُ مَروانُ فَقالَ : يا أبا عَبدِ اللّه ِ ، إنّي لَكَ ناصِحٌ فَأَطِعني تُرشَد .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : وما ذاكَ ؟ قُل حَتّى أسمَعَ . فَقالَ مَروانُ : إنّي آمُرُكَ بِبَيعَةِ يَزيدَ أميرِ المُؤمِنينَ ؛ فَإِنَّه خَيرٌ لَكَ في دينِكَ ودُنياكَ .
فَقالَ الحُسَينُ عليه السلام : «إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّـآ إِلَيْهِ رَ جِعُونَ»۳ ، وعَلَى الإِسلامِ السَّلامُ ، إذ قَد بُلِيَتِ الاُمَّةُ بِراعٍ مِثلِ يَزيدَ ، ولَقَد سَمِعتُ جَدّي رَسولَ اللّه ِ صلى الله عليه و آله يَقولُ : «الخِلافَةُ مُحَرَّمَةٌ عَلى آلِ أبي سُفيانَ» . وطالَ الحَديثُ بَينَهُ وبَينَ مَروانَ حَتَّى انصَرَفَ مَروانُ وهُوَ غَضبانُ . ۴

1.الملهوف : ص ۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۲۴ وليس فيه ذيله من «لا ينظر» .

2.الفتوح : ج ۵ ص ۱۴ ، مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي : ج ۱ ص ۱۸۴ .

3.البقرة : ۱۵۶ .

4.الملهوف: ص ۹۸ ، مثير الأحزان : ص ۱۴ نحوه ، بحار الأنوار : ج ۴۴ ص ۳۲۶ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 140971
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي