49
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
48

راجع : ص 38 (الفصل الثاني / تسعة من ولده خلفاء اللّه عز و جل في أرضه) .

3 / 2

صَحيفَةُ فاطِمَةَ عليها السّلام في إمامَتِهِ وإمامَةِ وُلدِهِ

۵۹۴.الكافي بسندٍ معتبر عن عبد الرحمن بن سالم عن أبي بصير عن أبي عبداللّه [الصادق] عليه السلام :قالَ أبي لِجابِرِ بنِ عَبدِاللّه ِ الأَنصارِيِّ : إنَّ لي إلَيكَ حاجَةً فَمَتى يَخِفُّ عَلَيكَ أن أخلُوَ بِكَ فَأَسأَلَكَ عَنها ؟ فَقالَ لَهُ جابِرٌ : أيَّ الأَوقاتِ أحبَبتَهُ ، فَخَلا بِهِ في بَعضِ الأَيّامِ ، فَقالَ لَهُ : يا جابِرُ، أخبِرني عَنِ اللَّوحِ الَّذي رَأَيتَهُ في يَدِ اُمّي فاطِمَةَ عليهاالسلامبِنتِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله وما أخبَرَتكَ بِهِ اُمّي أنَّهُ في ذلِكَ اللَّوحِ مَكتوبٌ ؟
فَقالَ جابِرٌ : أشهَدُ بِاللّه ِ أنّي دَخَلتُ عَلى اُمِّكَ فاطِمَةَ عليهاالسلام في حَياةِ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ، فَهَنَّيتُها بِوِلادَةِ الحُسَينِ ، ورَأَيتُ في يَدَيها لَوحا أخضَرَ ، ظَنَنتُ أنَّهُ مِن زُمُرُّدٍ ، ورَأَيتُ فِيهِ كِتابا أبيَضَ شِبهَ لَونِ الشَّمسِ .
فَقُلتُ لَها : بِأَبي واُمّي يا بِنتَ رَسولِ اللّه ِ صلى الله عليه و آله ! ما هذَا اللَّوحُ ؟ فَقالَت : هذا لَوحٌ أهداهُ اللّه ُ إلى رَسولِهِ صلى الله عليه و آله ، فيهِ اسمُ أبي ، وَاسمُ بَعلي ، وَاسمُ ابنَيَّ ، وَاسمُ الأَوصِياءِ مِن وُلدي ، وأعطانيهِ أبي لِيُبَشِّرَني بِذلِكَ .
قالَ جابِرٌ : فَأَعطَتنيهِ اُمُّكَ فاطِمَةُ عليهاالسلام ، فَقَرَأتُهُ وَاستَنسَختُهُ ، فَقالَ لَهُ أبي : فَهَل لَكَ يا جابِرُ أن تَعرِضَهُ عَلَيَّ ؟ قالَ : نَعَم ، فَمَشى مَعَهُ أبي إلى مَنزِلِ جابِرٍ ، فَأَخرَجَ صَحيفَةً مِن رَقٍّ .
فَقالَ : يا جابِرُ! انظُر في كِتابِكَ لِاَ?قرَأَ أنَا عَلَيكَ ، فَنَظَرَ جابِرٌ في نُسخَتِهِ ، فَقَرَأَهُ أبي ، فَما خالَفَ حَرفٌ حَرفا ، فَقالَ جابِرٌ : فَأَشهَدُ بِاللّه ِ أنّي هكَذا رَأَيتُهُ فِي اللَّوحِ مَكتوبا :
بِسمِ اللّه ِ الرَّحمنِ الرَّحيمِ
هذا كِتابٌ مِنَ اللّه ِ العَزيزِ الحَكيمِ لِمُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ ونورِهِ وسَفيرِهِ وحِجابِهِ ودَليلِهِ ، نَزَلَ بِهِ الرّوحُ الأَمينُ مِن عِندِ رَبِّ العالَمينَ :
عَظِّم ـ يا مُحَمَّدُ ـ أسمائي ، وَاشكُر نَعمائي ، ولا تَجحَد آلائي ، إنّي أنَا اللّه ُ لا إلهَ إلَا أنَا ، قاصِمُ الجَبّارينَ ، ومُديلُ المَظلومينَ ، ودَيّانُ الدّينِ ، إنّي أنَا اللّه ُ لا إلهَ إلّا أنَا ، فَمَن رَجا غَيرَ فَضلي ، أو خافَ غَيرَ عَدلي ، عَذَّبتُهُ عَذابا لا اُعَذِّبُهُ أحَدا مِنَ العالَمينَ ، فَإِيّايَ فَاعبُد ، وعَلَيَّ فَتَوَكَّل .
إنّي لَم أبعَث نَبِيّا ، فَاُكمِلَت أيّامُهُ ، وَانقَضَت مُدَّتُهُ ، إلّا جَعَلتُ لَهُ وَصِيّا ، وإنّي فَضَّلتُكَ عَلَى الأَنبِياءِ ، وفَضَّلتُ وَصِيَّكَ عَلَى الأَوصِياءِ ، وأكرَمتُكَ بِشِبلَيكَ وسِبطَيكَ حَسَنٍ وحُسَينٍ ، فَجَعَلتُ حَسَنا مَعدِنَ عِلمي بَعدَ انقِضاءِ مُدَّةِ أبيهِ .
وجَعَلتُ حُسَينا خازِنَ وَحيي ، وأكرَمتُهُ بِالشَّهادَةِ ، وخَتَمتُ لَهُ بِالسَّعادَةِ ، فَهُوَ أفضَلُ مَنِ استُشهِدَ ، وأرفَعُ الشُّهَداءِ دَرَجَةً ، جَعَلتُ كَلِمَتِيَ التّامَّةَ مَعَهُ ، وحُجَّتِيَ البالِغَةَ عِندَهُ .
بِعِترَتِهِ اُثيبُ واُعاقِبُ ، أوَّلُهُم عَلِيٌّ سَيِّدُ العابِدينَ وزَينُ أولِيائِيَ الماضينَ ، وَابنُهُ شِبهُ جَدِّهِ المَحمودِ مُحَمَّدٌ الباقِرُ عِلمي ، وَالمَعدِنُ لِحِكمَتي .
سَيَهلِكُ المُرتابونَ في جَعفَرٍ ، الرّادُّ عَلَيهِ كَالرّادِّ عَلَيَّ ، حَقَّ القَولُ مِنّي لَاُكرِمَنَّ مَثوى جَعفَرٍ ، ولَأَسُرَّنَّهُ في أشياعِهِ وأنصارِهِ وأولِيائِهِ .
اُتيحَت بَعدَهُ موسى فِتنَةٌ عَمياءُ حِندِسٌ ۱ ؛ لِأَنَّ خَيطَ فَرضي لا يَنقَطِعُ ، وحُجَّتي لا تَخفى ، وأنَّ أولِيائي يُسقَونَ بِالكَأسِ الأَوفى ، مَن جَحَدَ واحِدا مِنهُم فَقَد جَحَدَ نِعمَتي ، ومَن غَيَّرَ آيَةً مِن كِتابي فَقَدِ افتَرى عَلَيَّ ، وَيلٌ لِلمُفتَرينَ الجاحِدينَ عِندَ انقِضاءِ مُدَّةِ موسى عَبدي وحَبيبي ، وخِيَرَتي في عَلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ، ومَن أضَعُ عَلَيهِ أعباءَ النُّبُوَّةِ ، وأمتَحِنُهُ بِالاِضطِلاعِ بِها ، يَقتُلُهُ عِفريتٌ مُستَكبِرٌ ، يُدفَنُ فِي المَدينَةِ الَّتي بَناهَا العَبدُ الصّالِحُ ۲ إلى جَنبِ شَرِّ خَلقي .
حَقَّ القَولُ مِنّي لَأَسُرَّنَّهُ بِمُحَمَّدٍ ابنِهِ ، وخَليفَتِهِ مِن بَعدِهِ ، ووارِثِ عِلمِهِ ، فَهُوَ مَعدِنُ عِلمي ، ومَوضِعُ سِرّي وحُجَّتي عَلى خَلقي ، لا يُؤمِنُ عَبدٌ بِهِ إلّا جَعَلتُ الجَنَّةَ مَثواهُ ، وشَفَّعتُهُ في سَبعينَ مِن أهلِ بَيتِهِ كُلُّهُم قَدِ استَوجَبُوا النّارَ ، وأختِمُ بِالسَّعادَةِ لِابنِهِ عِلِيٍّ وَلِيّي وناصِري ، وَالشّاهِدِ في خَلقي ، وأميني عَلى وَحيي .
اُخرِجُ مِنهُ الدّاعِيَ إلى سَبيلي ، وَالخازِنَ لِعِلمِيَ الحَسَنَ ، واُكمِلُ ذلِكَ بِابنِهِ «م ح م د» رَحمَةً لِلعالَمينَ ، عَلَيهِ كَمالُ موسى ، وبَهاءُ عيسى ، وصَبرُ أيّوبَ ، فَيُذَلُّ أولِيائي في زَمانِهِ ، وتُتَهادى رُؤوسُهُم كَما تُتَهادى رُؤوسُ التُّركِ وَالدَّيلَمِ ، فَيُقتَلونَ ويُحرَقونَ ، ويَكونونَ خائِفينَ ، مَرعوبينَ وَجِلينَ ، تُصبَغُ الاَ?رضُ بِدِمائِهِم ، ويَفشُو الوَيلُ وَالرَّنَّةُ في نِسائِهِم ، اُولئِكَ أولِيائي حَقّا ، بِهِم أدفَعُ كُلَّ فِتنَةٍ عَمياءَ حِندِسٍ ، وبِهِم أكشِفُ الزَّلازِلَ ، وأدفَعُ الآصارَ وَالأَغلالَ ، اُولئِكَ عَلَيهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم ورَحمَةٌ ، واُولئِكَ هُمُ المُهتَدونَ .
قالَ عَبدُ الرَّحمنِ بنُ سالِمٍ : قالَ أبو بَصيرٍ : لَو لَم تَسمَع في دَهرِكَ ، إلّا هذَا الحَديثَ لَكَفاكَ ، فَصُنهُ إلّا عَن أهلِهِ . ۳

1.الحِنْدِس ـ بالكسر ـ : الليل المظلم والظلمة (القاموس المحيط : ج ۲ ص ۲۰۹ «حندس») .

2.زاد في كمال الدين : ذو القرنين .

3.الكافي : ج ۱ ص ۵۲۷ ح ۳ ، عيون أخبار الرضا عليه السلام : ج ۱ ص ۴۲ ح ۲ ، كمال الدين : ص ۳۰۸ ح ۱ ، الغيبة للطوسي : ص ۱۴۳ ح ۱۰۸ ، الغيبة للنعماني : ص ۶۲ ح ۵ ، الاختصاص : ص ۲۱۰ ، الاحتجاج : ج ۱ ص ۱۶۲ ح ۳۳ ، إعلام الورى : ج ۲ ص ۱۷۴ كلّها نحوه ، بحار الأنوار : ج ۳۶ ص ۱۹۵ ح ۳ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 141057
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي