81
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2

كَلامٌ حَولَ وَصايَا الإِمامِ المُختَلِفَةِ

يمكن تقسيم الأحاديث الّتي نقلت وصايا الإمام الحسين عليه السلام إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الاُولى: الأحاديث الدالّة على أنّ الإمام عليه السلام أودع قبل خروجه من المدينة لدى اُمّ سلمة وصيّته وكُتُبه وأسلحته الخاصّة به ؛ كي تسلِّمها فيما بعد إلى الإمام من بعده زين العابدين عليه السلام .
المجموعة الثانية: الأحاديث الدالّة على أنّ الإمام عليه السلام سلّم في الساعات الأخيرة من حياته وصيّته إلى ابنته الكبرى فاطمة ؛ كي تنقلها إلى الإمام من بعده .
المجموعة الثالثة: الحديث الذي يفيد بأنّ الإمام عليه السلام كان قد جعل اُخته زينب وصيّة له .
ومع التأمّل في هذه الروايات يتّضح أنّه لا تعارض بينها، وأنّ الجمع بينها ممكن، وذلك بأن نقول : إنّ الإمام أودع عند اُمّ سلمة قبل خروجه من المدينة المقتنيات المهمّة الّتي ورثها من جدّه وأبيه مع وصيّة خاصّة ؛ كي تنتقل إلى الأئمّة من بعده، وأنّه سلّم وصاياه الأخيرة في اللّحظات الأخيرة من حياته إلى ابنته فاطمة الكبرى ؛ كي تسلّمها إلى الإمام زين العابدين عليه السلام .
وأمّا فيما يتعلّق بالسيّدة زينب ، فإنّ ظاهر الرواية المذكورة يفيد بأنّ الإمام لم يسلّمها وصيّة خاصّة ، بل جعلها وصيّة له لفترة كي يراجعها الناس بدلاً من مراجعة الإمام زين العابدين عليه السلام ؛ وقد كان ذلك تصرّفا حكيما للمحافظة على الإمام من بعده من شر الحكّام .
وأمّا الملاحظة الاُخرى فهي أنّ من الممكن أنّ يقال : إنّ الإمام الحسين عليه السلام كان قد أودع عدّة نسخ من وصيّة واحدة لدى عدد من الأشخاص رعاية للاحتياط ؛ كي تنتقل إلى الأئمّة من بعده .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
80

4 / 3

ما أوصى إلى اُختِهِ زَينَبَ عليها السّلام

۶۴۴.الغيبة للطوسي عن أحمد بن إبراهيم :دَخَلتُ عَلى حَكيمَةَ بِنتِ مُحَمَّدِ بنِ عَلِيٍّ الرِّضا عليهماالسلامسَنَةَ اثنَتَينِ وسِتّينَ ومِئَتَينِ ، فَكَلَّمتُها مِن وَراءِ حِجابٍ ، وسَأَلتُها عَن دينِها ، فَسَمَّت لي مَن تَأتَمُّ بِهِم ، قالَت : فُلانٌ ابنُ الحَسَنِ فَسَمَّتهُ .
فَقُلتُ لَها : جَعَلَنِيَ اللّه ُ فِداكِ ، مُعايَنَةً أو خَبَرا ؟ فَقالَت : خَبَرا عَن أبي مُحَمَّدٍ عليه السلام كَتَبَ بِهِ إلى اُمِّهِ . قُلتُ لَها : فَأَينَ الوَلدُ ؟ قالَت : مَستورٌ ، فَقُلتُ : إلى مَن تَفزَعُ الشّيعَةُ ؟ قالَت : إلَى الجَدَّةِ اُمِّ أبي مُحَمَّدٍ عليه السلام ، فَقُلتُ لَها : أقتَدي بِمَن وَصِيَّتُهُ إلَى امرَأَةٍ ؟
فَقالَت : اِقتَدِ بِالحُسَينِ بنِ عَلِيٍّ عليه السلام ، أوصى إلى اُختِهِ زَينَبَ بِنتِ عَلِيٍّ عليه السلام فِي الظّاهِرِ ، وكانَ ما يَخرُجُ مِن عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام مِن عِلمٍ يُنسَبُ إلى زَينَبَ ؛ سَترا عَلى عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ عليه السلام .
ثُمَّ قالَت : إنَّكُم قَومٌ أصحابُ أخبارٍ ، أما رُوِّيتُم أنَّ التّاسِعَ مِن وُلدِ الحُسَينِ عليه السلام يُقسَمُ ميراثُهُ وهُوَ فِي الحَياةِ ؟ ۱

راجع: ج 4 ص 379 (القسم الثامن / الفصل التاسع / وصايا الإمام عليه السلام ) .

1.الغيبة للطوسي : ص ۲۳۰ ح ۱۹۶ ، كمال الدين : ص ۵۰۱ ح ۲۷ وفيه «اثنين وثمانين بالمدينة» بدل «اثنتين وستّين ومئتين» ، إثبات الوصيّة : ص ۲۸۵ ، بحار الأنوار : ج ۴۶ ص ۱۹ ح ۹ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج2
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1389
عدد المشاهدين : 141153
الصفحه من 411
طباعه  ارسل الي