107
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

3. لبس السواد في عزاء سيّد الشهداء عليه السلام

أوّل من لبس السواد في عزاء الإمام الحسين عليه السلام هو اُمّ سلمة رضى الله عنه زوج النبيّ صلى الله عليه و آله ، ونساء بني هاشم . ۱
وهذا السلوك له دلالة على أنّ لبس السواد كان له جذور في السنّة النبوية ۲ وإنّه كان لباس الحزن منذ العصور السابقة أيضا، ولهذا اختار أبو مسلم في بداية ثورته اللباس الأسود؛ بهدف الاستغلال الإعلامي ضدّ دولة بني اُميّة ، بحيث عُرِفوا في التارخ بالمسوّدة، حيث كانوا يقولون :
هذا السواد حدادُ آلِ محمّد ، وشهداء كربلاء وزيدٍ ، ويحيى . ۳
وتعدّ الملابس السوداء في عصرنا الحاضر أيضاً علامة العزاء بين أتباع أهل البيت عليهم السلام . ۴

1.راجع : ص ۱۷۳ (الفصل الأوّل / أوّل من لبس السواد في مأتم الحسين عليه السلام ) .

2.نُقل عن أسماء بنت عميس أنّه لمّا قُتل جعفر بن أبي طالب ، أمرها النبي صلى الله عليه و آله بالتسلّب ، فقال : «تسلّبي ثلاثا» أي البسي السواد ثلاثا (راجع : فتح الباري : ج۹ ص۴۲۹ ، لسان العرب : ج۱ ص۴۷۲ «سلب») .

3.المناقب لابن شهر آشوب : ج ۳ ص ۳۰۰ .

4.راجع : ص۱۹۰ (الهامش الرقم ۱) .


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
106

2. أوّل من رثى سيّد الشهداء عليه السلام بعد واقعة كربلاء

أوّل من رثى سيّد الشهداء وأصحابه بعد حادثة عاشوراء هو ابنه الإمام زين العابدين عليه السلام ، واُخته الفاضلة زينب الكبرى، وبنتا الإمام (اُمّ كلثوم وفاطمة الصغرى) ، وزوجته الرباب ، حيث واصلوا طريق سيّد الشهداء بمراثيهم الهادفة في كربلاء والكوفة والشام . ۱
وأمّا في المدينة، فقد كانت اُمّ سلمة زوجة رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، أوّل من رثى الإمام الحسين عليه السلام بعد شهادته. يقول اليعقوبي في هذا المجال :
كانَ أوَّلُ صارِخَةٍ صَرَخَت فِي المَدينَةِ اُمَّ سَلَمَةَ زَوجَ رَسولِ اللّه ِ .
وكان رسول اللّه صلى الله عليه و آله قد أعطى اُمّ سلمة قارورة فيها شيء من التراب وقال لها :
إذا صارَت دَما عَبيطا فَاعلَمي أنَّ الحُسَينَ قَد قُتِلَ .
وفي يوم عاشوراء سنة 61 تحوّل ذلك التراب إلى دمٍ عبيط ، فصرخت اُمّ سلمة قائلة :
وَا حُسَيناه! وا ابنَ رَسولِ اللّه ِ!
وقد كان عويل اُمّ سلمة وصراخها ورثاؤها للإمام الحسين بشكل بحيث عمّ العزاء المدينة برمّتها :
وتَصارَخَتِ النِّساءُ مِن كُلِّ ناحِيَةٍ ، حَتَّى ارتَفَعَتِ المَدينَةُ بِالرَّجَّةِ الَّتي ما سُمِعَ بِمِثلِها قَطُّ . ۲
وسمّي عام 61 للهجرة بعام الحزن ۳ . وتفيد رواية دعائم الإسلام عن الإمام الصادق عليه السلام أنّ المراثي كانت تُنشد على الإمام الحسين عليه السلام ثلاث سنوات برمّتها بعد حادثة عاشوراء . ۴ كما تفيد رواية اُخرى عن الإمام الصادق عليه السلام بأنّ أهل البيت لم يخرجوا من حالة العزاء منذ استشهاده عليه السلام حتى هلاك ابن زياد:
مَا اختَضَبَت مِنَّا امرَأَةٌ ، ولَا ادَّهَنَت ، ولَا اكتَحَلَت ، ولا رَجَّلَت ، حَتّى أتانا رَأسُ عُبَيدِ اللّه ِ بنِ زِيادٍ ، وما زِلنا في عَبرَةٍ بَعدَهُ . ۵

1.راجع : ص ۱۵۷ (الفصل الأوّل / أوّل من أقام المأتم) وص ۳۲۱ (القسم الثاني عشر / الفصل الأوّل : نماذج من المراثي التي اُنشدت في القرن الأوّل) .

2.راجع: ص ۱۶۵ (الفصل الأوّل / إقامة المأتم في المدينة / أوّل صارخةٍ صرخت في المدينة) .

3.مقتل الحسين للخوارزمي : ج ۲ ص ۴۰ ، التذكرة للقرطبي : ج ۲ ص ۴۵۳ .

4.راجع : ص ۱۷۲ (الفصل الأوّل / النياحة عليه ثلاث سنين) .

5.راجع : ص ۱۷۲ (الفصل الأوّل / استمرار مأتم أهل البيت إلى قتل ابن زياد) وفي التذكرة الحمدونية: ج ۹ ص ۱۵۰ الرقم ۳۵۹ : «لمّا قُتل الحسين بن علي عليه السلام كان النوح عليه بالمدينة في كلّ بيت سنة كاملة ، ثمّ نيح عليه السنة الثانية في كلّ جمعة ، ثمّ نيح عليه في الثالثة في كلّ شهر» .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 195375
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي