137
موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6

3. قصّة امرأة عجوز توجّهت لزيارة الإمام الحسين عليه السلام في زمان المتوكّل

يقول الاُستاذ المطهّري :
قبل عشر سنوات أو خمس عشرة سنة كنت قد ذهبت إلى إصفهان ، وكان فيها رجل فاضل، هو المرحوم الحاج الشيخ محمّد حسن النجف آبادي أعلى اللّه مقامه، فذهبت إليه ونقلت له مصيبة كنت قد سمعتها حديثاً في أحد الأماكن ولم أكن قد سمعتها حتّى ذلك الوقت. وَاتّفق أن كان الشخصُ الذي كان يقرأ هذه المصيبة مدمناً على الأفيون ، وقد أنشد هذه المصيبة وأبكى الناس كثيرا . وهي قصّة امرأة عجوز كانت قد خرجت لزيارة الإمام الحسين في عهد المتوكّل ، وكان النظام الحاكم يمنع الناس من زيارته، فكانوا يقطعون الأيدي ، حتّى بلغ الأمرُ بهم أنّهم اقتادوا هذه المرأة وألقوها في البحر ، فنادت المرأة وهي على ذلك الحال بأعلى صوتها : يا أبا الفضل العبّاس! وعندما كانت في حالة الغرق جاء فارس وقال لها: أمسكي بركاب فرسي ، فأمسكت به، ثمّ قالت له : لماذا لم تمدّ إليَّ يدك لاُمسك بها ؟ فأجاب قائلاً : ليست لي يد ! فضجّ الناسُ بالبكاء.
وقد نقل المرحوم الحاج الشيخ محمّد حسن تاريخ هذه القضية قائلاً : إنّه كان مجلس عزاء ذات يوم في مقربة من السوق، حوالي مدرسة الصدر (وكانت هذه الحادثة قد وقعت قبله، ونقلها عن أشخاص موثوقين) وكان من أكبر مجالس العزاء في إصفهان ؛ حتّى إنّ المرحوم الحاج الملّا إسماعيل الخواجوئي الذي كان من كبار علماء إصفهان كان حاضراً فيه. وكان هناك خطيب معروف يقول: بأنّني كنت آخر الخطباء في هذا المجلس وكان هناك خطباء آخرون أيضا ، فكانوا يستعرضون مهارتهم في إبكاء الناس . وكان كلّ شخص يأتي يفوق من سبقه في الإبكاء ، ثمّ يجلس بعد قراءته الرثاء في المجلس كي يرى فنّ الخطيب التالي له . واستمرّ المجلس حتّى الظهر، وأظهر كلُّ خطيبٍ كلّ ماكان يمتلكه من قدرات، فأبكوا الناس .
يقول ذلك الخطيب المعروف: ففكّرت فيما يجب أن أفعله، فاختلقت هذه القصّة في ذلك المجلس نفسه، وصعدت المنبر وحكيتها وتفوّقت على الجميع . وفي عصر ذلك اليوم ذهبتُ إلى مجلسٍ آخر كان في منطقة (چهار سوق) فسمعت الخطيب الذي ارتقى المنبر قبلي يحكي القصّة نفسها! ثمّ شيئاً فشيئاً كُتبت في الكتب ثمّ طُبعت ! ۱

1.المصدر السابق : ج ۱ ص ۴۹.


موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
136

2. نذر ليلى لرجوع عليّ الأكبر سالما

يقول الشهيد المطهّري في معرض ذكر قصّة مجعولة هي الاُخرى من نسج الخيال :
وهناك نموذج آخر للمصائب المنتحلة، وهو عجيب للغاية، وهو ما سمعته في مدينة طهران، وفي بيت أحد علماء هذه المدينة الكبار، حيث كان أحد القرّاء يقرأ مصيبة ليلى ، فسمعت منه شيئاً لم أسمع بمثله طيلة عمري ؛ حيث قال :
بعد أن ذهبت السيّدة ليلى في تلك الخيمة ونشرت شعرها، نذرت أن تزرع طريق كربلاء وحتّى المدينة ريحانا إن أعاد اللّه ُ عليّاً الأكبر سالماً ولم يُقتل في كربلاء ! أي أنّها نذرت أن تزرع ثلاثمئة فرسخ بالريحان! وبعد أن قال ذلك، رفع صوته قائلاً :
نَذرٌ عَليَّ لَئِن عادوا وإن رَجَعوالَأَزرَعَنَّ طَريقَ التّفت رَيحانا
وقد دفعني هذا الشعر العربي إلى أن أبحث عن مصدره، وقد بحثت بالفعل، فاكتشفتُ أنّ هذا التّفت (الطفّ) الذي ذُكر في هذا الشعر ليس هو كربلاء، بل هو منطقة ذات علاقة بقصّة ليلى ومجنون ، حيث كانت ليلى تسكن في تلك المنطقة وهذا الشعر لمجنون العامري قاله لليلى ، في حين أنّ ذلك المنشد كان يقرؤه لليلى اُمّ عليٍّ الأكبر وكربلاء!!
فلو كان في هذا المجلس مسيحيّ ، أو يهوديّ ، أو إنسانٌ لا دين له، وسمع هذه الترَّهات، ألا يقولون : ما هذه الخزعبلات التي تملأ تاريخهم؟ فهم لا يدركون أنّ هذا الشخص هو الذي اختلق هذه القصّة ، بل يقولون : العياذ باللّه كم كانت نساؤهم عديمات الإحساس بحيث كنّ ينذرن مثل هذه النذور ؛ كأن يزرعن الطريق من كربلاء وحتى المدينة بالريحان ! ۱

1.حماسة حسيني (بالفارسية) : ج۱ ص۲۵ ـ ۲۷ .

  • نام منبع :
    موسوعة الامام الحسين عليه السّلام في الکتاب و السّنّة و التّاريخ ج6
    سایر پدیدآورندگان :
    المساعدون : الطباطبائي نژاد،سيد محمود؛ السيّد طبائي،سيد روح الله
    تاریخ انتشار :
    1390
عدد المشاهدين : 201703
الصفحه من 430
طباعه  ارسل الي