115
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

وأَخَذوا بِأَطرافِ الأَرضِ زَحفا زَحفا وصَفّا صَفّا . بَعضٌ هَلَكَ وبَعضٌ نَجا ، لا يُبَشَّرونَ بِالأَحياءِ ، ولا يُعَزَّونَ عَنِ المَوتى ، مُرهُ ۱ العُيونِ مِنَ البُكاءِ ، خُمصُ البُطونِ مِنَ الصِّيامِ ، ذُبلُ الشِّفاهِ مِنَ الدُّعاءِ ، صُفرُ الأَلوانِ مِنَ السَّهَرِ . ۲

۱۰۱۹۲.الإمام الصادق عليه السلامـ في وَصفِ أصحابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ :كانوا يَبكونَ اللَّيلَ وَالنَّهارَ ، ويَقولونَ : اِقبِض أرواحَنا مِن قَبلِ أن نَأكُلَ خُبزَ الخَميرِ ۳ . ۴

۱۰۱۹۳.المستدرك على الصحيحين عن أبي سفيان عن أشياخه :دَخَلَ سَعدٌ عَلى سَلمانَ يَعودُهُ ، قالَ : فَبَكى ، فَقالَ لَهُ سَعدٌ : ما يُبكيكَ يا أبا عَبدِ اللّهِ ؟ تُوُفِّيَ رَسولُ اللّهِ وهُوَ عَنكَ راضٍ ، وتَرِدُ عَلَيهِ الحَوضَ وتَلقى أصحابَكَ .
قالَ : فَقالَ سَلمانُ : أما إنّي لا أبكي جَزَعا مِنَ المَوتِ ، ولا حِرصا عَلَى الدُّنيا ، ولكِنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله عَهِدَ إلَينا عَهدا حَيّا ومَيِّتا ، قالَ صلى الله عليه و آله : «لِتَكُن بُلغَةُ ۵ أحَدِكُم مِنَ الدُّنيا مِثلَ زادِ الرّاكِبِ» ، وحَولي هذِهِ الأَساوِدَةُ ۶ .
قالَ : فَإِنَّما حَولَهُ إجّانَةٌ وجَفنَةٌ ومِطهَرَةٌ! ۷

1.المره : مرض في العين لترك الكحل ، ومنه حديث عليّ عليه السلام ... مره العيون من البكاء ، وهو جمع الأمرَهِ ؛ أي أبيض ليس فيه شيء من السواد (لسان العرب : ج ۱۳ ص ۵۴۰ «مره») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۱۲۱ ، بحار الأنوار : ج ۳۳ ص ۳۶۲ ح ۵۹۷ .

3.الخمير : هو ما يجعل في العجين ليجود ، وكأنّهم كانوا لايفعلون ذلك لعدم اعتنائهم بجودة الغذاء ، ويؤيدّه ما رواه العامّة عن النبيّ صلى الله عليه و آله : «لا آكل الخمير» قال الكرماني : أي خبزا جعل في عجينه الخمير (بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۰۵ ح ۲) .

4.الخصال : ص ۶۴۰ ح ۱۵ عن هشام بن سالم ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۰۵ ح ۲ .

5.البُلغَة : الكفاية ، وهو ما يكتفى به في العيش (مجمع البحرين : ج ۱ ص ۱۸۷ «بلغ») .

6.الأساوِد : يريد الشُّخوصَ من المتاع الذي كان عنده ، وكلُّ شخص من إنسان أو متاع أو غيره سَوادٌ ، ويجوز أن يريد بالأساود الحَيّاتِ ، جمعُ أسوَدَ ، شبَّهَها بها لاستضراره بمكانها (النهاية : ج ۲ ص ۴۱۹ «سود») .

7.المستدرك على الصحيحين : ج ۴ ص ۳۵۳ ح ۷۸۹۱ ، الطبقات الكبرى : ج ۴ ص ۹۰ ، المصنّف لابن أبي شيبة : ج ۸ ص ۱۲۶ ح ۱۱ ، النهاية في غريب الحديث : ج ۲ ص ۴۱۸ كلاهما نحوه ؛ روضة الواعظين : ص ۵۳۸ ، بحار الأنوار : ج ۲۲ ص ۳۸۱ ح ۱۴ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
114

7 / 19

بُكاءُ أصحابِ النِّبِيِّ

۱۰۱۸۹.شعب الإيمان عن أبي هريرة :لَمّا نَزَلَت «أَفَمِنْ هَـذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَ تَضْحَكُونَ وَ لَا تَبْكُونَ»۱ بَكى أصحابُ الصُّفَّةِ ۲ حَتّى جَرَت دُموعُهُم عَلى خُدودِهِم ، فَلَمّا سَمِعَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله حَنينَهُم بَكى مَعَهُم ، فَبَكَينا بِبُكائِهِ .
فَقالَ صلى الله عليه و آله : لا يَلِجُ الّنارَ مَن بَكى مِن خَشيَةِ اللّهِ ، ولا يَدخُلُ الجَنَّةَ مُصِرٌّ عَلى مَعصِيَةٍ ، ولَو لَم تُذنِبوا لَجاءَ اللّهُ بِقَومٍ يُذنِبونَ فَيَغفِرُ لَهُم . ۳

۱۰۱۹۰.الإمام عليّ عليه السلامـ في صِفَةِ أصحابِ رَسولِ اللّهِ صلى الله عليه و آله ـ :لَقَد كانوا يُصبِحونَ شُعثا غُبرا ، وقَد باتوا سُجَّدا وقِياما ، يُراوِحونَ بَينَ جِباهِهِم وخُدودِهِم ، ويَقِفونَ عَلى مِثلِ الجَمرِ مِن ذِكرِ مَعادِهِم ، كَأَنَّ بَينَ أعيُنِهِم رُكَبَ المِعزى مِن طولِ سُجودِهِم ؛ إذا ذُكِرَ اللّهُ هَمَلَت أعيُنُهُم حَتّى تَبُلَّ جُيوبَهُم ، ومادوا ۴ كَما يَميدُ الشَّجَرُ يَومَ الرِّيحِ العاصِفِ ، خَوفا مِنَ العِقابِ ورَجاءً لِلثَّوابِ . ۵

۱۰۱۹۱.عنه عليه السلام :أينَ القَومُ الَّذينَ دُعوا إلَى الإِسلامِ فَقَبِلوهُ ، وقَرَؤُوا القُرآنَ فَأَحكَموهُ ، وهِيجوا إلَى الجِهادِ فَوَلِهوا وَلَهَ ۶ اللِّقاحِ ۷ إلى أولادِها ، وسَلَبُوا السُّيوفَ أغمادَها ،

1.النّجم : ۵۹ و ۶۰ .

2.أهل الصّفّة : هم فقراء المهاجرين ، ومن لم يكن له منهم منزل يسكنه ، فكانوا يأوون إلى موضع مُظَلّل في مسجد المدينة يسكنونه (النهاية : ج ۳ ص ۳۷ «صفف») .

3.شعب الإيمان : ج ۱ ص ۴۸۹ ح ۷۹۸ ، تفسير القرطبي : ج ۱۷ ص ۱۲۲ نحوه ، كنزالعمّال : ج ۳ ص ۱۴۹ ح ۵۹۱۷ .

4.مادَ يميد : إذا مال وتحرّك (النهاية : ج ۴ ص ۳۷۹ «ميد») .

5.نهج البلاغة : الخطبة ۹۷ ، بحار الأنوار : ج ۶۹ ص ۳۰۷ ح ۲۹ .

6.الوَلَهُ : ذهاب العقل والتحيّر من شدّة الوجد (النهاية : ج ۵ ص ۲۲۷ «وله») .

7.اللِّقحَة : الناقة القريبة العهد بالنِّتاج (النهاية : ج ۴ ص ۲۶۲ «لقح») .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150588
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي