353
موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9

مِشيَتِهِ ، ويَخبِطُ ۱ الأَرضَ بِمِحجَنِهِ ۲ ، وكانَ مَريضا ، فَأَقبَلَ عَلَيهِ أميرُ المُؤمِنينَ عليه السلام ـ وكانَت لَهُ مِنهُ مَنزِلَةٌ ـ فَقالَ : كَيفَ تَجِدُكَ يا حارِثُ ؟ فَقالَ : نالَ الدَّهرُ ، يا أميرَ المُؤمِنينَ ، مِنّي ، وزادَني اُوارا ۳ وغَليلاً اِختِصامُ أصحابِكَ بِبابِكَ . قالَ : وفيمَ خُصومَتُهُم ؟ قالَ : فيكَ وفِي الثَّلاثَةِ مِن قَبلِكَ ؛ فَمِن مُفرِطٍ مِنهُم غالٍ ، ومُقتَصِدٍ تالٍ ، ومِن مُتَرَدِّدٍ مُرتابٍ ، لا يَدري أيُقدِمُ أم يُحجِمُ .
فَقالَ : حَسبُكَ يا أخا هَمدانَ ، ألا إنَّ خَيرَ شيعَتِي النَّمَطُ الأَوسَطُ ؛ إلَيهِم يَرجِعُ الغالي ، وبِهِم يَلحَقُ التّالي .
فَقالَ لَهُ الحارِثُ : لَو كَشَفتَ ـ فِداكَ أبي واُمّي ـ الرَّينَ عَن قُلوبِنا ، وجَعَلتَنا في ذلِكَ عَلى بَصيرَةٍ مِن أمرِنا . قالَ عليه السلام : قَدكَ ۴ فَإِنَّكَ امرُؤٌ مَلبوسٌ عَلَيكَ ؛ إنَّ دينَ اللّهِ لا يُعرَفُ بِالرِّجالِ ، بَل بِآيَةِ الحَقِّ ، فَاعرِفِ الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ .
يا حارِثُ ، إنَّ الحَقَّ أحسَنُ الحَديثِ ، وَالصّادِعُ بِهِ مُجاهِدٌ . ۵

۱۰۷۱۳.البيان والتبيين :نَهَضَ الحارِثُ بنُ حَوطٍ اللَّيثِيُّ إلى عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ ، وهُوَ عَلَى المِنبَرِ ، فَقالَ : أتَظُنُّ أنّا نَظُنُّ أنَّ طَلحَةَ وَالزُّبَيرَ كانا عَلى ضَلالٍ ؟
قالَ : يا حارِ ، إنَّهُ مَلبوسٌ عَلَيكَ ، إنَّ الحَقَّ لا يُعرَفُ بِالرِّجالِ ؛ فَاعرِفِ الحَقَّ تَعرِف أهلَهُ . ۶

1.الخَبْط : الضرْب (المصباح المنير : ۱۶۳ «خبط») .

2.المِحْجَن : عصا مُعقَّفة الرأس كالصَّولَجان ، والميم زائدة (النهاية : ۱ ص ۳۴۷ «حجن») .

3.الاُوار ـ بالضمّ ـ : حرارة النار والشمس والعطش (النهاية : ۱ ص ۸۰ «أور») .

4.قَدْ : بمعنى حَسْب ، ويقال للمخاطب : قَدْكَ ؛ أي حَسْبُكَ (النهاية : ۴ ص ۱۹ «قد») .

5.الأمالي للمفيد : ص ۳ ح ۳ ، الأمالي للطوسي : ص ۶۲۵ ح ۱۲۹۲ وفيه «في شأنك والبليّة» بدل «فيك وفي الثلاثة» و«قالٍ» بدل «تالٍ» ، بشارة المصطفى : ص ۴ وفيه «والٍ» بدل «تالٍ» ، تأويل الآيات الظاهرة : ج ۲ ص ۶۴۹ ح ۱۱ ، كشف الغمّة : ج ۲ ص ۳۷ كلاهما نحوه ، بحارالأنوار : ج ۶ ص ۱۷۸ ح ۷ .

6.البيان والتبيين : ج ۳ ص۲۱۱ ؛ نثر الدرّ : ج ۱ ص ۲۷۳ ، تاريخ اليعقوبي : ج ۲ ص ۲۱۰ نحوه وراجع : نهج البلاغة : الحكمة ۲۶۲ وروضة الواعظين : ص ۳۹ .


موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
352

المُؤمِنينَ أنفُسَهُم وأَموالَهُم بِالجَنَّةِ بَيعا مُفلِحا مُنجِحا اِشتَرَطَ عَلَيهِم فيهِ حِفظَ الحُدودِ ، وأَوَّلُ ذلِكَ الدُّعاءُ إلى طاعَةِ اللّهِ مِن طاعَةِ العِبادِ ، وإلى عِبادَةِ اللّهِ مِن عِبادَةِ العِبادِ ، وإلى وَلايَةِ اللّهِ مِن وَلايَةِ العِبادِ . ۱

۱۰۷۱۱.الإمام الصادق عليه السلام :خَمسُ خِصالٍ مَن لَم تَكُن فيهِ خَصلَةٌ مِنها فَلَيسَ فيهِ كَثيرُ مُستَمتَعٍ ، أوَّلُهَا : الوَفاءُ ، وَالثّانِيَةُ : التَّدبيرُ ، وَالثّالِثَةُ : الحَياءُ ، وَالرّابِعَةُ : حُسنُ الخُلقِ ، وَالخامِسَةُ ـ وهِيَ تَجمَعُ هذِهِ الخِصالَ ـ : الحُرِّيَّةُ . ۲

3 / 12

الدَّعوَةُ إلى مَعرِفَةِ أهلِ الحَقِّ بِالحَقِّ

الكتاب

«بَلْ قَالُواْ إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّهْتَدُونَ * وَ كَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ فِى قَرْيَةٍ مِّن نَّذِيرٍ إِلَّا قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا وَجَدْنَا ءَابَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَ إِنَّا عَلَى ءَاثَارِهِم مُّقْتَدُونَ * قَالَ أَوَ لَوْ جِئْتُكُم بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدتُّمْ عَلَيْهِ ءَابَاءَكُمْ قَالُواْ إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُم بِهِ كَافِرُونَ» . ۳

راجع : المائدة : 104 ، يونس : 78 ، الأنبياء : 53 ، الشعراء : 74 ، لقمان : 21 .

الحديث

۱۰۷۱۲.الأمالي للمفيد عن الأصبغ بن نباتة :دَخَلَ الحارِثُ الهَمدانِيُّ عَلى أميرِ المُؤمِنينَ عَلِيِّ بنِ أبي طالِبٍ عليه السلام في نَفَرٍ مِنَ الشّيعَةِ وكُنتُ فيهِم ، فَجَعَلَ الحارِثُ يَتَأَوَّدُ في

1.الكافي : ج ۵ ص ۳ ح ۴ .

2.الخصال : ص ۲۸۴ ح ۳۳ عن أبي خالد السجستاني وص ۲۹۸ ح ۶۹ عن أبي خالد العجمي ، مشكاة الأنوار : ص ۴۳۵ ح ۱۴۵۶ كلاهما نحوه وفيهما «الدين والعقل والأدب» بدل «الوفاء والتدبير والحياء» ، بحارالأنوار : ج ۶۹ ص۳۸۷ ح۵۲ .

3.الزخرف : ۲۲ ـ ۲۴ .

  • نام منبع :
    موسوعة معارف الکتاب و السنّة ج9
    سایر پدیدآورندگان :
    المسعودي، عبدالهادي؛ الطباطبائي، محمد کاظم؛ الأفقي، رسول؛ الموسوي، رسول
    تعداد جلد :
    10
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1390
    نوبت چاپ :
    اول
عدد المشاهدين : 150594
الصفحه من 506
طباعه  ارسل الي