دور المكان في التبليغ
إنّ رعاية المتطلّبات المكانيّة ضروريّة ـ كرعاية المتطلّبات الزمانيّة ـ لنجاح العمل التبليغي أو الإعلامي عموماً . فخطط التبليغ في المساجد ، وفي صلاة الجمعة ، وفي عيدي الفطر والأضحى ، وخطط التبليغ الخاصّة بالحجّ ، وإبلاغ رسالة البراءة من المشركين في عرفات ومنى ، والتوجيهات الإعلاميّة التي كان الرسول صلى الله عليه و آله يقدّمها لمبعوثيه لمهمّة التبليغ ، تعتبر أمثلة من اهتمام قادة الإسلام بدور المكان في تطوير الأهداف الإعلاميّة .
تحديث مضامين الإعلام
لا ينحصر تأثير الزمان والمكان في التطوير والتجديد في الوسائل والأساليب الإعلاميّة ، بل يتعدّاهما إلى المضمون ؛ وسبب ذلك هو أنّ الكثير من الأحكام الإسلاميّة قد شُرّعت لزمان ومكان خاصّ . يقول الإمام الخميني قدس سره في هذا المجال :
الزمان والمكان عنصران فاعلان في الاجتهاد ، فالمسألة التي كان لها في القديم حكم معيّن ، قد تتّخذ في ضوء العلاقات السائدة في ميادين السياسة والاجتماع والاقتصاد حكماً جديداً ؛ بمعنى أنّ المعرفة الدقيقة للعلاقات الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة تجعل الموضوع الأوّل ، الذي يبدو في الظاهر وكأنّه لا يختلف عن الموضوع القديم ، موضوعاً جديداً يتطلّب لزاماً حكماً جديداً . ۱
ومن هنا ، فإنّ التبليغ يستلزم التفقّه في الدين ، والمبلّغ الكامل هو الذي يلائم بين