مختصر رسالة في أحوال الأخبار - صفحه 265

بسم اللّه الرحمن الرحيم و به نستعين
اختصار من الرسالة التي صنّفها الإمام الكبير السعيد، قُطْب الدين شيخ الإسلام، (أبو) ۱ الحسين، سعيد بن هبة اللّه الراوندي1 في أحوال الأخبار.

فَصْلٌ] 1]

اعلم أنّ التواتُرَ - فياللغة - يقعُ على الثلاثة فما فوقَها. والمرادُ به الجماعةُ التي يستحيلُ عليها التواطُؤُ على الأمر، لبُعْد دِيارها، واختلافِ أهوائها وآرائها، فمتى حَصَلَتْ على ذلك وَقَعَ العلمُ بصحّة خبرها عند مُشاهدتها.
ثُمَّ هذا الخبرُ قد جاءَ بعينه في كثيرٍ من الشرع عنهم عليهم السلاموعُدِمَ من بعضه:
فما جاء فيه: كالصلاة وحُدودها، والزكاة وحُكمها، والصوم وأحكامه، والحجّ وشرائطه، والنكاح و(وجوهه) ۲ والطلاق وصفاته، وتحريم كلّ مُسكرٍ.
وما عدم منه: فكمسائل فيالديات، ومسائل فيالحدود، وأبواب من العِدَد، ومسائل فيحوادث محصورةٍ، وأدعية جاءت فيالصلوات والزيارات ونحوها.
وهذا الجنسُ - وإنْ كان عُدِمَ منه التواتُرُ - فلم يُعْدَمْ منه دلالتُهُ القائمةُ مقامَ التواتُر، على ما نذكره.

1.كذا الصواب وفيالنسختين :« أبي».

2.في (ش): ووجوبه .

صفحه از 277