المدخل
ينحدر لفظ رمضان من الجذر « رَمَضَ » بمعنى : المطر الّذي يهطل أوّل الخريف ، وينقّي الأجواء من غبار الصيف ، ويطهّرها من أتربته ، أو بمعنى : سخونة الصخر وحرارته من شدّة لهب الشمس . ۱
أمّا عن علّة هذه التسمية ، فقد ذهب الزمخشري ( ت 528 ق ) إلى القول : « فإن قلتَ : لِمَ سُمّيَ شهر رمضان ؟ قلت : الصوم فيه عبادة قديمة ، فكأنّهم سمّوه بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ومقاساة شدّته ، كما سمّوه ناتقا ؛ لأنّه كان ينتقهم أي يزعجهم إضجارا بشدّته عليهم .
وقيل : لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة الّتي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام رمض الحرّ » . ۲
ثمَّ عَدَدٌ من الروايات علّلت التسمية على أساس ما ينهض به رمضان من دور في تطهير النفس ممّا يشوبها من لوث الذنوب ، وتنقية الروح من أدران الخطايا ،
1.انظر : تفسير الفخر الرازي : ۵ / ۸۹ والعين : ۳۲۷ . الجدير بالذكر أنَّ الفخر الرازي نقل هذين المعنيين في اشتقاق « رمضان » عن الخليل الفراهيدي ، بَيدَ أنَّ ما يلحظ هو غياب المعنى الأوّل عن أغلب المصادر اللغوية . على صعيد آخر جاء في « تهذيب اللغة » للأزهري : « الرَّمضيُّ من السحاب والمَطَر : ما كان في آخر القَيْظ وأوّل الخريف ، فالسحابُ رَمَضِيٌّ ، والمَطَرُ رَمَضِيٌّ . وإنّما سُمِيَّ رَمَضِيّا ؛ لأنّه يدرك سخونة الشمس وحرّها » ( تهذيب اللغة : ۲ / ۱۴۶۹ ) .
2.الكشاف : ۱ / ۱۱۳ . وانظر : معجم مقاييس اللغة : ۲ / ۴۴۰ والمصباح المنير : ۲۳۱ والنهاية : ۲ / ۲۶۴ وأساس البلاغة : ۲۵۲ ومفردات ألفاظ القرآن : ۳۶۶ ومجمع البحرين : ۲ / ۷۳۲ .