11
شهر الله في الكتاب و السنّة

المدخل

ينحدر لفظ رمضان من الجذر « رَمَضَ » بمعنى : المطر الّذي يهطل أوّل الخريف ، وينقّي الأجواء من غبار الصيف ، ويطهّرها من أتربته ، أو بمعنى : سخونة الصخر وحرارته من شدّة لهب الشمس . ۱
أمّا عن علّة هذه التسمية ، فقد ذهب الزمخشري ( ت 528 ق ) إلى القول : « فإن قلتَ : لِمَ سُمّيَ شهر رمضان ؟ قلت : الصوم فيه عبادة قديمة ، فكأنّهم سمّوه بذلك لارتماضهم فيه من حرّ الجوع ومقاساة شدّته ، كما سمّوه ناتقا ؛ لأنّه كان ينتقهم أي يزعجهم إضجارا بشدّته عليهم .
وقيل : لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمَّوها بالأزمنة الّتي وقعت فيها ، فوافق هذا الشهر أيّام رمض الحرّ » . ۲
ثمَّ عَدَدٌ من الروايات علّلت التسمية على أساس ما ينهض به رمضان من دور في تطهير النفس ممّا يشوبها من لوث الذنوب ، وتنقية الروح من أدران الخطايا ،

1.انظر : تفسير الفخر الرازي : ۵ / ۸۹ والعين : ۳۲۷ . الجدير بالذكر أنَّ الفخر الرازي نقل هذين المعنيين في اشتقاق « رمضان » عن الخليل الفراهيدي ، بَيدَ أنَّ ما يلحظ هو غياب المعنى الأوّل عن أغلب المصادر اللغوية . على صعيد آخر جاء في « تهذيب اللغة » للأزهري : « الرَّمضيُّ من السحاب والمَطَر : ما كان في آخر القَيْظ وأوّل الخريف ، فالسحابُ رَمَضِيٌّ ، والمَطَرُ رَمَضِيٌّ . وإنّما سُمِيَّ رَمَضِيّا ؛ لأنّه يدرك سخونة الشمس وحرّها » ( تهذيب اللغة : ۲ / ۱۴۶۹ ) .

2.الكشاف : ۱ / ۱۱۳ . وانظر : معجم مقاييس اللغة : ۲ / ۴۴۰ والمصباح المنير : ۲۳۱ والنهاية : ۲ / ۲۶۴ وأساس البلاغة : ۲۵۲ ومفردات ألفاظ القرآن : ۳۶۶ ومجمع البحرين : ۲ / ۷۳۲ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
10

السنّة ، بوصفهما مصدرين حديثيين جامعين .
10 . بعد ذكر المصادر قد تأتي أحيانا إحالة على مصادر اُخرى اُشير إليها بكلمة : « انظر » ؛ ممّا يعني في نسق هذه المنهجية وجود اختلاف كبير بين النصّ المنقول ، والنصّ المُحال عليه ، وإن كان للنصّ الأخير صلة بموضوع البحث .
11 . تأتي الإحالات إلى أبواب اُخرى من هذا الكتاب ، تبعا لوجود الارتباط بينها ، وبما يتناسب مع اشتراك المحتوى بين رواياتها .
12 . تهدف المداخل المخصَّصة للفصول أو الإيضاحات والاستنتاجات الّتي تعقبها ، إلى إعطاء رؤية شاملة للروايات الّتي تنتظم ذلك الفصل أو الباب ، وقد تنهض أحيانا بتذليل ما قد يكتنف بعض الأحاديث من صعوبات وما يعتورها من غموض .
13 . على أنَّ النقطة الأهمّ في هذه المنهجية ، هي المساعي الّتي بذلناها بقدر ما نستطيع ، لتوفير ضرب من التوثيق الباعث للاطمئنان بصدور أحاديث كلّ فصل عن المعصوم ، ولو من حيث المجموع ، عن طريق دعم مضمون أحاديث كلّ فصل أو باب ، بالقرائن العقلية والنقلية .
وفي هذه الخاتمة ، أرى لزاما عليّ ، أن أتقدّم بعظيم شكرى ووافر امتنانى إلى جميع السّادة الأفاضل والمحقّقين الأعزّاء في «مركز دراسات دار الحديث» لما بذلوه من جهود مشكورة ومساعٍ محمودة ، في إعداد هذا الأثر النفيس وإصداره ، خاصّة الأخ الفاضل رسول أُفقي الّذي اضطلع بالمهمّة الأساسيّة وتحمّل العب ء الكبير في سبيل ذلك والأخ الفاضل مرتضى خوش نصيب الذي ساهم في إعداد قسم منها ، متضرّعا إلى اللّه سبحانه لطلب المزيد من التوفيق لجميع الأعزّاء فى سبيل إعلاء راية الثقافة الإسلاميّة ، والمساهمة في نشر معارف أهل البيت عليهم السلاموالتّثقّف بكلماتهم الوضّاءة .
ربّنا تقبّل منّا ، إنّك أنت العزيز الحكيم .
محمّد محمّدي الرَّيشَهري
22 جمادى الآخرة / 1423 ه
الموافق 31 / 8 / 2002 م

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100638
صفحه از 628
پرینت  ارسال به