وأكثِر وأنتَ قائِمٌ وقاعِدٌ وراكِعٌ وساجِدٌ مِن قَولِكَ :
يا مُدَبِّرَ الاُمورِ ، يا باعِثَ مَن فِي القُبورِ ، يا مُجرِيَ البُحورِ ، يا مُلَيِّنَ الحَديدِ لِداودَ عليه السلام ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وآلِ مُحَمَّدٍ وَافعَل بي كَذا وكَذا السّاعَةَ السّاعَةَ ـ حَتّى يَنقَطِعَ النَّفَسُ ـ . ۱
6 / 3
الاِعتِكاف
۵۷۵.السيّد ابن طاووس قدس سره في الإقبال :إنَّ الاِعتِكافَ في هذهِ العَشرِ الاُخَرِ مِن شَهرِ رَمَضانَ عَظيمُ الفَضلِ وَالرُّجحانِ ، مُقَدَّمٌ عَلى غَيرِهِ مِنَ الأَزمانِ . وقَد رَوَينا بِعِدَّةِ طُرُقٍ عَنِ الشَّيخِ مُحَمَّدِ بنِ يَعقوبٍ الكُلَيني ، وأبي جَعفَرٍ مُحَمَّدِ بنِ بابَوَيهِ ، وجَدّي أبي جَعفَرٍ الطّوسِيِّ ـ قَدَّسَ اللّهُ أرواحَهُم ـ أنَّ رَسولَ اللّهِ صلى الله عليه و آله كانَ يَعتَكِفُ هذهِ العَشرَ الاُخَرَ مِن شَهرِ رَمَضانَ . ۲
۵۷۶.الكافي عن الحلبي عن الإمام الصادق عليه السلام :«كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله إذا كانَ العَشرُ الأَواخِرُ اعتَكَفَ فِي المَسجِدِ ، وضُرِبَت لَهُ قُبَّةٌ مِن شَعرٍ ، وشَمَّرَ المِئزَرَ ۳ ، وطَوى فِراشَهُ» ۴ . وقالَ بَعضُهُم : وَاعتَزَلَ النِّساءَ .
1.المصباح للكفعمي : ۷۷۸ ، البلد الأمين : ۲۰۲ ، الإقبال : ۱ / ۳۶۳ ـ ۴۱۵ نحوه .
2.الإقبال : ۱ / ۳۵۶ ، بحار الأنوار : ۹۸ / ۱۵۰ / ۴ .
3.شمّر المِئْزَر : أي شدّه ، وقيل : أراد تشميره للعبادة (النهاية : ۱ / ۴۴) .
4.قال العلاّمة المجلسي رحمه الله : قوله عليه السلام : «وطوى فراشه» كناية عن ترك الجماع والمضاجعة أو عن قلّة النوم . والأول أظهر ، ولا ينافيه قوله عليه السلام : «أمّا اعتزال النساء فلا» فإنّ المراد به الاعتزال بالكلّيّة بحيث يمنعهنّ عن الخدمة والمكالمة والجلوس معه (مرآة العقول : ۱۶ / ۴۲۶) .
وقال الشيخ الطوسي قدس سره في الاستبصار : إنّ قوله عليه السلام : «أمّا اعتزال النساء فلا» المعنى فيه مخالطتهنّ ومجالستهنّ دون أن يكون المراد به وطأهنّ في حال الاعتكاف ؛ لأنّ الّذي يحرم في حال الاعتكاف الجماع دون ما سواه ممّا ذكرناه .