345
شهر الله في الكتاب و السنّة

7 / 5

تَرتيبُ نَوافِلِ شَهرِ رَمَضانَ

۵۹۰.الإمام الصادق عليه السلام :مِمّا كانَ رَسولُ اللّهِ صلى الله عليه و آله يَصنَعُ في شَهرِ رَمَضانَ ، كانَ يَتَنَفَّلُ في كُلِّ لَيلَةٍ ، ويَزيدُ عَلى صَلاتِهِ الَّتي كانَ يُصَلّيها قَبلَ ذلِكَ ـ مُنذُ أوَّلِ لَيلَةٍ إلى تَمامِ عِشرينَ لَيلَةً ـ في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ؛ ثَمانِيَ رَكَعاتٍ مِنها بَعدَ المَغرِبِ وَاثنَتَي عَشرَةَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، ويُصَلِّي فِي العَشرِ الأَواخِرِ في كُلِّ لَيلَةٍ ثَلاثينَ رَكعَةً ؛ اِثنَتَي عَشرَةَ مِنها بَعدَ المَغرِبِ وثَمانِيَ عَشرَةَ بَعدَ العِشاءِ الآخِرَةِ ، ويَدعو ويَجتَهِدُ اجتِهاداً شَديداً ، وكانَ يُصَلِّي في لَيلَةِ إحدى وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، ويُصَلّي في لَيلَةِ ثَلاثٍ وعِشرينَ مِئَةَ رَكعَةٍ ، ويَجتَهِدُ فيهِما . ۱

۵۹۱.الكافي عن عليّ بن أبي حمزة :دَخَلنا عَلى أبي عَبدِ اللّهِ عليه السلام فَقالَ لَهُ أبو بَصيرٍ : ما تَقولُ فِي الصَّلاةِ في شَهرِ رَمَضانَ؟
فَقالَ : «لِشَهرِ رَمَضانَ حُرمَةٌ وحَقٌّ لا يُشبِهُهُ شَيءٌ مِنَ الشُّهورِ ، صَلِّ مَا استَطَعتَ في شَهرِ رَمَضانَ تَطَوُّعاً بِاللَّيلِ وَالنَّهارِ ، فَإِنِ استَطَعتَ أن تُصَلِّيَ في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ألفَ رَكعَةٍ فَافعَل ، إنَّ عَلِيّاً عليه السلام في آخِرِ عُمُرِهِ كانَ يُصَلّي في كُلِّ يَومٍ ولَيلَةٍ ألفَ رَكعَةٍ ؛ فَصَلِّ ـ يا أبا مُحَمَّدٍ ـ زِيادَةً في رَمَضانَ» .
فَقُلتُ : كَم ـ جُعِلتُ فِداكَ! ـ؟
فَقالَ : «في عِشرينَ لَيلَةً تُصَلّي في كُلِّ لَيلَةٍ عِشرينَ رَكعَةً ، ثَمانِيَ رَكَعاتٍ قَبلَ العَتَمَةِ وَاثنَتا عَشرَةَ رَكعَةً بَعدَها ، سِوى ما كُنتَ تُصَلّي قَبلَ ذلِكَ ، فَإِذا

1.تهذيب الأحكام : ۳ / ۶۲ / ۲۱۳ ، الاستبصار : ۱ / ۴۶۲ / ۱۷۹۶ ، الإقبال : ۱ / ۵۳ كلّها عن مسعدة بن صدقة وفيه «وكان يجتهد في ليلة تسع عشرة اجتهاداً شديداً» بدل «ويدعو ويجتهد اجتهاداً شديداً» .


شهر الله في الكتاب و السنّة
344

والمستحبّات ، ويختار منها ـ بعد مراعاة حاله ـ الأفضل فالأفضل .
ومن جملة ذلك ما ورد في الأخبار الكثيرة من زيادة النوافل في هذا الشهر بألف ركعة ، فإن رأى العمل بالنسبة إليه أحسن،فهنيئاً له في توفيقه بذلك،ولكن لايترك الدعوات الواردة فيها ۱ ؛فإنّ فيها مضامين عاليةً بعضُها لايوجد في غيرها من الدعوات،وليكن في ذلك حيّاً وصادقاً فيكون حظّه من قراءتها المناجاة مع قاضي الحاجات ، لا مجرّد التفوّه بالألفاظ، فإن حصل له حقيقة ما يقوله،ويصف من حاله ومقامه في هذه الدعوات ، فطوبى له وحسن مآب!
فإنّ العبد إذا اتّصف قلبه بحال ـ مثلاً ـ يدعو فيه لنفسه الويل ، ويذكر ( من ) ويله وثبوره : أنّ ذنوبه بحيث لو علمت بها الأرض لاَبتَلَعَتهُ ، ولو عَلِمَت بها الجبالُ لَهدَّتهُ ، ولو علمت بها البحار لأغرقَتهُ ـ كما ذكر ذلك في بعض الأدعية ـ فإنّ ذلك حالٌ أظُنُّ أنّه لو حصل لإبليس لَأنجاهُ ، وكيف بمسلمٍ أو مؤمن!؟ [و] لاسيّما إذا كان خوفه واضطرابه من سَخَط مولاه أشدَّ من اضطرابه من عذاب النار كما يذكره بعد هذه الفقرات . فهذا حالٌ سَنِيٌّ ۲ لا يوجد في قلب إلاّ وربُّهُ عنه راضٍ ، وهكذا غيرُها من المضامين الفاخرة الّتي أودَعوها في هذه الدعوات ؛ فإنّها مثارُ حالاتٍ وصفاتٍ للنفس والقلبِ يُحييهما ويُنجيهما من الهَلَكاتِ ، ويوصلهما إلى سنيّ الحالات وعالي الدرجات .
ثمّ إنّ العامل إن كسل في بعض الأوقات ولم يكن له نشاطٌ للعمل ، فله أن يراقب حاله ، فإن ظنّ من حاله أنّه لو اشتغل بالعمل ـ ولو بالتعمّل ـ يورث له الحالَ ، فليَشتَغِل ولا يترك حتّى لا يتمكّن الخبيث من نفسه ؛ فإنّ الإنسان إن ترك العمل بمجرّد الكسل ، فإنّه ينجرّ ذلك إلى الترك الكلّيّ ، ولكن يتأمّل ويجتهد في حاله ، فإن رآه بترك عمل يزيد شوقه إليه فيما يأتي فليترك ولا يعوّد نفسه بالعمل عن الكسل ، وإن رأى أنّ تركه يورث تركاً آخر فليَعمَل ولا يترك ، وكثيراً ما يدخل السالك في العمل بالضجر والكسل ، ثمّ يحسن حاله في الأثناء فوق الأمل ، وله ألاّ يخطئ في اجتهاده في ترجيح الترك على العمل ؛ فإنّ الكسل في النفس أحلى من العسل ، وذلك قد يُعميهِ عن معرفة حقّ الواقع هذا . ۳

1.أوردنا هذه الدعوات الواردة عقيب النوافل المذكورة في كتابنا هذا من ص ۳۶۰ إلى ص ۳۹۸ .

2.السنيّ : الرفيع (لسان العرب : ۱۴ / ۴۰۳).

3.المراقبات : ۱۳۱ .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100725
صفحه از 628
پرینت  ارسال به