433
شهر الله في الكتاب و السنّة

حولُ ليَلَةِ القَدرِ

«إِنَّـآ أَنزَلْنَـهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ» .
إنّها ليلة القدر ؛ اللّيلة المجلّلة بنزول القرآن ، هي اللّيلة الّتي تعدّ أسمى ليالي السنة وأعظمها بركة ، وهي اللّيلة العظيمة الّتي نعتها رسول اللّه صلى الله عليه و آله ، بقوله :
« شَهرُ رَمَضانَ سَيِّدُ الشُّهورِ ، ولَيلَةُ القَدرِ سَيِّدَةُ اللَّيالي »۱.
لقد بلغ من منزلة هذه اللّيلة والدور البليغ الّذي تؤدّيه في الضيافة الرمضانية والانتفاع من بركات هذه الضيافة ومواهبها ، أن وصفها الإمام الصادق عليه السلام بأنّها قلب هذا الشهر :
« قَلبُ شَهرِ رَمَضانَ لَيلَةُ القَدرِ »۲.
فمن يريد أن يعيش رمضان شهرا حيّا نابضا بالحركة والحياة مشعّا بالفاعلية والعطاء ، ينبغي له أن يراقب ذلك القلب ، فمراقبة هذا القلب يمكن أن تغيّر المصير وتُؤمّن عمر الإنسان برمته : « لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ » .
بغية التعرّف على قلب شهر رمضان ، ومن أجل كسب المزيد من خيرات هذه اللّيلة وبلوغ الأمل من عطاءاتها وحبواتها ، نسجّل فيما يلي عددا من النقاط المستلهمة من هدي نصوص أهل البيت عليهم السلام وأحاديثهم الوضّاءة :

1.بحار الأنوار : ۴۰ / ۵۴ / ۸۹ نقلاً عن كنز الفوائد عن سلمان .

2.انظر تخريجه في ص ۴۰۴ ، الهامش ۲ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
432

۶۹۹.الإقبال :في كِتابِ عَليِّ بنِ إسماعيلَ المِيثَميِّ : في كِتابٍ أصلُهُ عَن عَليِّ بنِ الحُسَينِ عليهماالسلام : كانَ إذا دَخَلَ شَهرُ رَمَضانَ تَصَّدَّقَ في كُلِّ يَومٍ بِدِرهَمٍ ، فَيَقُولُ : «لَعَلِّي اُصيبُ لَيلَةَ القَدرِ» . ۱۲

وانظر : ص 306 (آداب الليلة السابعة والعشرين / الصلاة) .

1.الإقبال : ۱ / ۱۵۰ ، بحار الأنوار : ۹۸ / ۸۲ / ۱ .

2.قال السيّد ابن طاووس قدس سره في ذيل الحديث : «اعلم أنَّ مولانا زين العابدين عليه السلام كان أعرف أهل زمانه بليلة القدر ، وهو صاحب الأمر في ذلك العصر والمخصوص بالاطّلاع على ذلك السرّ . ولعلّ المراد بصدقته كلّ يوم من الشهر ليقتدي به من لم يعلم ليلة القدر في فعل الصدقات والقربات كلّ يوم من شهر رمضان ، ليظفر بليلة القدر ويصادفها بالصدقة وفعل الإحسان . أقول : ولعلّ مراد مولانا عليّ بن الحسين عليهماالسلام إظهار أن يتصدّق كلّ يوم بدرهم ، ليستر عن الأعداء نفسه ، بأنّه ما يعرف ليلة القدر ، لئلاّ يطلبوا منه تعريفهم بها ، فقد كان في وقت تقية من ولاية بني اُميّة . أقول : ولعلّ مراده عليه السلام أن يخذل أعداءه أن يعلموا على ما ظهر من شيعته ، من أنّ ليلة القدر في إحدى ثلاث ليال : تسع عشرة منه ، أو إحدى وعشرين ، أو ثلاث و عشرين ، عقوبة للأعداء لعداوتهم» .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100617
صفحه از 628
پرینت  ارسال به