547
شهر الله في الكتاب و السنّة

بُرٍّ من طيبِ كَسبِهِ ، طَيِّبَةً بِذلِكَ نَفسُهُ .
عِبادَ اللّهِ ، وتَعاوَنوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقوى ، وتَراحَموا وتَعاطَفوا وأدّوا فَرائِضَ اللّهِ عَلَيكُم فيما أمَرَكُم بِهِ ، مِن إقامَةِ الصَّلَواتِ المَكتوباتِ ، وأداءِ الزَّكَواتِ ، وصِيامِ شَهرِ رَمَضانَ ، وحَجِّ البَيتِ ، وَالأَمرِ بِالمَعروفِ وَالتَّناهي عَنِ المُنكَرِ ، وَالإِحسانِ إلى نِسائِكُم وما مَلَكَت أيمانُكُم ، وَاتَّقُوا اللّهَ فيما نَهاكُم عَنهُ ، وأطيعوهُ فِي اجتِنابِ قَذفِ المُحصَناتِ وإتيانِ الفَواحِشِ ، وشُربِ الخَمرِ ، وبَخسِ المِكيالِ ونَقصِ الميزانِ ، وشَهادَةِ الزّورِ ، وَالفِرارِ مِنَ الزَّحفِ ، عَصَمَنَا اللّهُ وإيّاكُم بِالتَّقوى وجَعَلَ الآخِرَةَ خَيراً لَنا ولَكُم مِن هذهِ الدُّنيا ، إنَّ أحسَنَ الحَديثِ وأبلَغَ المَوعِظَةِ كَلامُ اللّهِ تعالى ، أعوذُ بِاللّهِ مِنَ الشَّيطانِ الرَّجيمِ ، « بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَـنِ الرَّحِيمِ قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ» ـ إلى آخِرِها ـ » .
ثُمَّ جَلَسَ وقامَ ، فقالَ :
«الحَمدُ للّهِِ نَحمَدُهُ ونَستَعينُهُ ونَستَغفِرُهُ ونَستَهديهِ ونُؤمِنُ بِهِ ونَتَوَكَّلُ عَلَيهِ ، ونَعوذُ بِاللّهِ مِن شُرورِ أنفُسِنا ومِن سَيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهدِ اللّهُ فَهُوَ المُهتَدي ومَن يُضلِل فَلَن تَجِدَ لَهُ وَلِيّاً مُرشِداً ، وأشهَدُ أن لا إلهَ إلاَّ اللّهُ وَحدَهُ لاشَريكَ لَهُ ، وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ» .
وذَكَرَ باقِيَ الخُطبَةِ الصَّغيرَةِ في يَومِ الجُمُعَةِ . ۱

3 / 6

دُعاءُ عَلِيِّ بنِ الحُسَينِ بَعدَ الصَّلاةِ

۸۸۷.مصباح المتهجّد :كانَ عَلِيُّ بنُ الحُسَينِ عليه السلام إذا فَرَغَ مِن صَلاةِ العيدَينِ ، أو صَلاةِ

1.مصباح المتهجّد : ۶۵۹/۷۲۸ ، كتاب من لا يحضره الفقيه : ۱/۵۱۴/۱۴۸۲ نحوه ، بحارالأنوار : ۹۱/۲۹/۵ .


شهر الله في الكتاب و السنّة
546

فَكُلُّ ما فيها نافِدٌ وكُلُّ مَن يَسلُكُها بائِدٌ ، وهِيَ مَعَ ذلِكَ حُلوَةٌ غَضِرَةٌ ۱ ، رائِقَةٌ نَضِرَةٌ ۲ ، قَد زُيِّنَت لِلطّالِبِ ، ولاطَت ۳ بِقَلبِ الرّاغِبِ ، يُطَيِّبُهَا الطّامِعُ، ويَجتَويهَا ۴ الوَجِلُ الخائِفُ ، فَارتَحِلوا رَحِمَكُمُ اللّهُ مِنها بِأَحسَنِ ما بِحَضرَتِكُم مِنَ الزّادِ ولا تَطلُبوا مِنها سِوَى البُلغَةَ ۵ ، وكونوا فيها كَسَفرٍ ۶ نَزَلوا مَنزِلاً فَتَمَتَّعوا مِنهُ بِأَدنى ظِلٍّ،ثُمَّ ارتَحَلوا لِشَأنِهِم،ولا تَمُدّوا أعيُنَكُم فيها إلى ما مَتَّعَ بِهِ المُترَفونَ، وأضِرّوا فيها بِأَنفُسِكُم ؛ فَإِنَّ ذلِكَ أخَفُّ لِلحِسابِ وأقرَبُ مِنَ النَّجاةِ.
ألا إنَّ الدُّنيا قَد تَنَكَّرَت وأدبَرَت وآذَنَت بِوَداعٍ ، ألا وإنَّ الآخِرَةَ قَد أقبَلَت وأشرَفَت ونادَت بِاطِّلاعٍ،ألا وإنَّ المِضمارَ اليَومُ وغَداً السِّباقُ ۷ ألا وإنَّ السُّبقَةَ الجَنَّةُ وَالغايَةَ النّارُ ، أفَلا تائِبٌ مِن خَطيئَتِهِ قَبلَ هُجومِ مَنِيَّتِهِ؟ أوَلا عامِلٌ لِنَفسِهِ قَبلَ يَومِ فَقرِهِ وبُؤسِهِ؟ جَعَلَنَا اللّهُ وإيّاكُم مِمَّن يَخافُهُ ويَرجو ثَوابَهُ .
ألا وإنَّ هذا اليَومَ يَومٌ جَعَلَهُ اللّهُ عيداً وجَعَلَكُم لَهُ أهلاً ، فَاذكُرُوا اللّهَ يَذكُركُم ، وكَبِّروهُ وعَظِّموهُ وسَبِّحوهُ ومَجِّدوهُ ، وادعوهُ يَستَجِب لَكُم وَاستَغفِروهُ يَغفِر لَكُم ، وتَضَرَّعوا وَابتَهِلوا وتوبوا وأنيبوا ، وأدّوا فِطرَتَكُم ؛ فَإِنَّها سُنَّةُ نَبِيِّكُم وفَريضَةٌ واجِبَةٌ مِن رَبِّكُم ، فَليُخرِجها كُلُّ امرِىًمِنكُم عَن نَفسِهِ وعَن عِيالِهِ كُلِّهِم ذَكَرِهِم واُنثاهُم ، صَغيرِهِم وكبيرِهِم ، حُرِّهِم ومَملوكِهِم ، يُخرِجُ كُلُّ واحِدٍ مِنهُم صاعاً مِن شَعيرٍ ، أو صاعاً مِن تَمرٍ ، أو نِصفَ صاعٍ من

1.غضارة الدنيا : طيبها ولذّتها . يقال : إنّهم لفي غَضَارَة من العيش : أي في خِصْب وخَير (النهاية : ۳ / ۳۷۰) .

2.النَّضارة ـ في الأصل ـ : حسن الوجه والبريق (النهاية : ۵ / ۷۱) .

3.لاط الشيء بقلبي : حُبِّب إليه واُلصِقَ (القاموس المحيط : ۲ / ۳۸۴) .

4.اجْتَوَيْت البَلَد : إذا كرهت المقام فيه (لسان العرب : ۱۴ / ۱۵۸) .

5.البُلغة : الكِفاية ، وهو ما يكتفى به في العيش (مجمع البحرين : ۱ / ۱۸۷) .

6.السَّفر : المسافرون (مجمع البحرين : ۲ / ۸۴۹) .

7.أي : اليومَ العملُ في الدنيا للاستباق في الجنّة . والمِضمارُ : الموضع الّذي تضمّر فيه الخيل (النهاية : ۳ / ۹۹) .

  • نام منبع :
    شهر الله في الكتاب و السنّة
    سایر پدیدآورندگان :
    الافقی، رسول
    تعداد جلد :
    1
    ناشر :
    دارالحدیث
    محل نشر :
    قم
    تاریخ انتشار :
    1382
    نوبت چاپ :
    الاولی
تعداد بازدید : 100849
صفحه از 628
پرینت  ارسال به