زیبایی - صفحه 3

711 - آدابُ المُراقِبينَ‏

۰. إذا أرَدْتَ الحَجَّ فَجرِّدْ قلبَكَ للَّهِ تعالى مِن كلِّ شاغِلٍ، وحِجابِ كُلِّ حاجِبٍ ، وفَوِّضْ اُمورَكَ كُلَّها إلى‏ خالِقِكَ ، وتَوَكَّلْ علَيهِ في جَميعِ ما يَظْهَرُ مِن حَرَكاتِكَ وسَكَناتِكَ، وسَلِّم لِقَضائهِ وحُكْمِهِ وقَدَرِهِ ، وَ دَعِ الدُّنيا والرّاحَةَ والخَلْقَ ، واخْرُجْ مِن حُقوقٍ تَلْزَمُكَ مِن جِهَةِ المَخلوقينَ ، ولا تَعْتَمِدْ على‏ زادِكَ وراحِلَتِكَ وأصْحابِكَ وقُوَّتِكَ وشَبابِكَ ومالِكَ ، مَخافَةَ أنْ يَصِيرُوا لَكَ عَدُوّاً ووَبالاً، فَإنَّ مَنِ ادّعى‏ رِضا اللَّهِ واعْتَمدَ على‏ شي‏ءٍ [سِواهُ‏۱ صَيّرَهُ علَيهِ عَدُوّاً ووَبالاً ، لِيَعْلَمَ أ نَّهُ لَيس لَهُ قُوَّةٌ ولا حِيلَةٌ ولا لأحَدٍ إلّا بعِصْمَةِ اللَّهِ وتَوفيقِهِ .
واسْتَعِدَّ اسْتِعْدادَ مَن لا يَرجو الرُّجوعَ ، وأحْسِنِ الصُّحْبَةَ ، وراعِ أوْقاتَ فرَائضِ اللَّهِ وسُنَنِ نَبيّهِ صلى اللَّه عليه و آله ، وما يَجِبُ علَيكَ مِن الأدَبِ والاحْتِمالِ والصَّبرِ والشُّكرِ والشَّفَقةِ والسَّخاءِ وإيْثارِ الزّادِ على‏ دَوامِ الأوْقاتِ .
ثُمَّ اغْسِلْ بماءِ التَّوبةِ الخالِصَةِ ذُنوبَكَ ، والْبَسْ كِسْوَةَ الصِّدْقِ والصّفاءِ والخُضوعِ والخُشوعِ .
وأحْرِمْ مِن كلِّ شي‏ءٍ يَمْنَعُكَ عَن ذِكرِ اللَّهِ ويَحْجُبُكَ عَن طاعَتِهِ .
ولَبِّ بمعنى‏ إجابَةٍ صافِيَةٍ زاكِيَةٍ للَّهِ عزّوجلّ في دَعْوَتِكَ لَهُ ، مُتَمَسِّكاً بِعُروَتِهِ الوُثْقى‏ .
وطُفْ بقَلبِكَ مَع الملائكةِ حَوْلَ العَرشِ كطَوافِكَ مَع المُسلِمينَ بنَفْسِكَ حَولَ البَيتِ .
وهَرْوِلْ هَروَلَةً مِن هَواكَ ، وتَبَرِّياً مِن جَميعِ حَولِكَ وقُوَّتِكَ .
فَاخْرُجْ مِن غَفْلَتِكَ وزَلّاتِكَ بخُروجِكَ إلى‏ مِنى‏ ، ولا تَتَمنَّ ما لا *يَحِلُّ لكَ ولا تَسْتَحِقُّهُ .
واعْتَرِفْ بالخَطايا بعَرَفاتٍ ، وجَدِّدْ عَهْدَكَ عِندَ اللَّهِ بوَحْدَانِيَّتِهِ .
وتَقَرّبْ إلى‏ اللَّهِ وَاتَّقِهِ بمُزْدَلَفةَ .
واصْعَدْ بِروحِكَ إلى‏ المَلاِ الأعلى‏ بصُعودِكَ إلى‏ الجَبلِ.
واذْبَحْ حَنْجَرَتَي الهَوى‏ والطَّمَعِ عِند الذَّبيحَةِ .
وارْمِ الشَّهَواتِ والخَساسَةَ والدَّناءَةَ وَ[الأفعالَ‏۲ الذَّميمَةَ عِند رَمْي الجَمَراتِ .
واحْلِقِ العُيوبَ الظَّاهِرَةَ والباطِنَةَ بحَلْقِ رَأسِكَ .
وادْخُلْ في أمانِ اللَّهِ وكَنَفِهِ وسِتْرِهِ وكَلاءَتِهِ مِن مُتابَعَةِ مُرادِكَ بدُخولِكَ الحَرَمَ .
وزُرِ البَيتَ مُتَحَقّقاً لتَعْظيمِ صاحِبهِ ومَعرِفَةِ جلالِهِ وسُلطانهِ .
واسْتَلِمِ الحَجَرَ رِضَىً بقِسْمَتِهِ وخُضوعَاً لِعِزَّتِهِ .
ووَدِّعْ ما سِواهُ بطَوافِ الوَداعِ .
وَصَفِّ رُوحَكَ وسِرَّكَ لِلقاءِ اللَّهِ يَومَ تَلْقاهُ بِوقوفِكَ على‏ الصَّفا .
وكُنْ ذا مُرُوَّةٍ مِن اللَّهِ تَقِيّاً أوْصافُكَ عِند المَرْوَةِ .
واسْتَقِمْ على‏ شُروطِ حَجِّكَ هذا ووَفاءِ عَهْدِكَ الّذي عاهَدْتَ بِه مَع ربِّكَ وَأوجَبتَهُ إلى‏ يَومِ القيامَةِ .۳

1.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .

2.]ليس في المصدر وأوردناه من بحار الأنوار .

3.مصباح الشريعة : ۱۴۲ - ۱۴۹ ، بحار الأنوار : ۹۹/۱۲۴/۱ .

صفحه از 8