جامعه شناسى - صفحه 1

الباب الأوّل : علم الاجتماع

1 / 1

المُجتَمَعُ قَبلَ البِعثَةِ

۵۳۳۵.الإمام عليّ عليه السلامـ من خُطبَةٍ لَهُ عليه السلام يَصِفُ فيهَا العَرَبَ قَبلَ بِعثَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ: إنَّ اللّهَ بَعَثَ مُحَمَّداً صلى الله عليه و آله نَذيراً لِلعالَمينَ ، وأميناً عَلَى التَّنزيلِ . وأنتُم مَعشَرَ العَرَبِ عَلى شَرِّ دينٍ وفي شَرِّ دارٍ . مُنيخونَ بَينَ حِجارَةٍ خُشنٍ وحَيّاتٍ صُمٍّ ، تَشرَبونَ الكَدِرَ وتَأكُلونَ الجَشِبَ ۱ ، وتَسفِكونَ دِماءَكُم وتَقطَعونَ أرحامَكُم . الأَصنامُ فيكُم مَنصوبَةٌ والآثامُ بِكُم مَعصوبَةٌ . ۲

۵۳۳۶.عنه عليه السلامـ مِن خُطبَةٍ لَهُ عليه السلام يَصِفُ فيهَا النّاسَ قَبلَ بِعثَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه و آله ـ: وأشهَدُ أنَّ مُحَمَّداً عَبدُهُ ورَسولُهُ ، أرسَلَهُ بِالدّينِ المَشهورِ ، وَالعِلمِ المَأثورِ وَالكِتابِ المَسطورِ ، وَالنّورِ السّاطِعِ وَالضِّياءِ اللّامِعِ ، وَالأَمرِ الصّادِعِ ، إزاحَةً لِلشُّبُهاتِ ، وَاحتِجاجاً بِالبَيِّناتِ ، وتحذيراً بِالآياتِ ، وتَخويفاً بِالمَثُلاتِ ، وَالنّاسُ في فِتَنٍ اِنجَذَمَ ۳ فيها حَبلُ الدّينِ وتَزَعزَعَت سَوارِي اليَقينِ ، وَاختَلَفَ النَّجرُ وتَشَتَّتَ الأَمرُ ، وضاقَ المَخرَجُ ، وعَمِيَ المَصدَرُ ، فَالهُدى خامِلٌ وَالعَمى شامِلٌ . عُصِيَ الرَّحمنُ ، ونُصِرَ الشَّيطانُ ، وخُذِلَ الإِيمانُ ، فَانهارَت دَعائِمُهُ ، وتَنَكَّرَت مَعالِمُهُ ، ودَرَسَت سُبُلُهُ ، وعَفَت شُرُكُهُ .
أطاعُوا الشَّيطانَ فَسَلَكوا مَسالِكَهُ ، ووَرَدوا مناهِلَهُ . بِهِم سارَت أعلامُهُ ، وقامَ لِواؤُهُ في فِتَنٍ داسَتهُم بِأَخفافِها ، ووَطِئَتهُم بِأَظلافِها وقامَت عَلى سَنابِكِها . فَهُم فيها تائِهونَ حائِرونَ جاهِلونَ مَفتونونَ في خَيرِ دارٍ وشَرِّ جيرانٍ . نَومُهُم سُهودٌ وكُحلُهُم دُموعٌ . بِأَرضٍ عالِمُها مُلجَمٌ وجاهِلُها مُكرَمٌ . ۴

1.الجشب : الغليظ الخشِنُ من الطعام ، وقيل : غير المأدوم ، وكلّ بشع الطَّعم جَشْبٌ (النهاية : ج ۱ ص ۲۷۲ «جشب») .

2.نهج البلاغة : الخطبة ۲۶ ، الغارات : ج ۱ ص ۳۰۳ عن جندب نحوه ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۲۶ ح ۶۸ .

3.الجَذْم : القَطع (النهاية : ج ۱ ص ۲۵۱ «جذم») .

4.نهج البلاغة : الخطبة ۲ ، بحار الأنوار : ج ۱۸ ص ۲۱۷ ح ۴۹ .

صفحه از 14