رسالة في « محمّد بن سنان » - صفحه 627

أمّا الأوّل : ۱ فلا دلالة فيه على الغلوّ بوجه ، بل لايناسب التخاطبُ مع أرباب العصمة بغير أمثال ذلك ، كيف وعبد اللّه بن مسكان كان لايدخل على أبي عبد اللّه عليه السلام شَفَقَةَ أن لايوفّيه حقَّ إجلاله ، فكان يسمع من أصحابه . ۲
وأمّا الثاني : فلادلالة فيه أيضاً على الغلوّ ، إنّما هو اقتباس من الآية الشريفة ، نعم ، لوكان الغرض منه إسنادَ الأُلوهيّة إلى مولانا أبي جعفر الثاني عليه السلام ، لكان إسناد الأُلوهيّة من أعلى درجات الغلوّ ، بل يكون فوق الغلوّ وخارجاً عنه ، لكن لم يُعْهَد القول بإسناد الأُلوهيّة إلى غير أميرالمؤمنين عليه السلام ، إلاّ أنّه تقدّم عن الذخيرة تفسيرُ الغلاة بالذين اعتقدوا في واحد من الأئمّة أنّه لا إله إلاّ هو . ۳
وربّما يتوهّم أيضاً الدلالةُ على الغلوّ ممّا رواه في الكافي في باب مولد النبيّ صلى الله عليه و آلهعن الحسين بن محمّد الأشعري ، عن معلّى بن محمّد ، عن أبي المفضّل عبد اللّه بن إدريس ، عن محمّد بن سنان ، قال :
كنت عند أبي جعفر الثاني عليه السلامفأجريت اختلاف الشيعة ، فقال : «يا محمّد ! إنّ اللّه ـ تبارك وتعالى ـ لم يزل متفرّدا بوحدانيّته ، ثمّ خلق محمّداً وعليّا وفاطمة ، فمكثوا ألفَ دهر ، ثمّ خلق جميع الأشياء فأشهدهم خلقها ، وأجرى طاعتهم عليها ، وفوّض أُمورها إليهم ، فهم يُحلّون مايشاؤون ويحرّمون مايشاؤون ، ولن يشاؤوا إلاّ أن يشاءاللّه تبارك وتعالى» . ثمّ قال : «يا محمّد ! هذه ، الديانة التي من تقدّمها مَرَق ، ومن تخلّف عنها مُحِق ، ومن لزمها لَحِق ، خُذْها إليك يامحمّد !» . ۴
قوله عليه السلام : «مرق» قال في المصباح : «مرق السهم من الرَمِيّة مُرُوقاً ، من باب

1.رجال الكشّي ۲ : ۸۴۹ / ۱۰۹۱ .

2.اى قوله : «تفعل بعبدك» كما أنّ المراد بالثاني قوله : «إنّك على كلّ شيء قدير» .

3.رجال النجاشي : ۲۱۴ / ۵۵۹ ؛ خلاصة الأقوال : ۱۰۶ / ۲۲ .

4.الذخيرة : ۱۵۰ ، كتاب الطهارة .

صفحه از 692